:: هـــــــرقــل ::
البطل القوي النصف إله, أبوه جوبتر (=زيوس عند الإغريق) إله الآلهة, وأمه الكميني كانت من البشر.
جونو (=هيرا) زوجة زيوس كانت تكره عبث زوجها مع الأخريات, لذا فليس غريباً أن تعلن الحرب على هرقل منذ ولادته. أرسلت أفعى للقضاء عليه في المهد لكن الطفل النبيه خنقها بيديه.
تعاظم بغضها, وقررت القضاء عليه نهائياً, فبينما هو نائم هانئا فى وسط اسرته السعيدة , بين زوجته و ابنائه , تسللت اليه و لمست جبهته و كان ذلك كافيا ليصيبه بلوثة جعلته يتوهم ان كل من يحيطون به هم اعداء لابد من القضاء عليهم و بذلك اندفع هرقل دون وعى يطوح بيديه يمينا و شمالا و اخذت تلك اللوثة تزداد حتى هب ذات يوم من نومه فى ثورة شديدة و فتك بأبنائه جميعا و هنا شعرت الربة "اثينا" بالعطف عليه فضرب راسه بحجرها المقدس لتذهب عنه لوثته.
و هنا افاق هرقل و استبد به الحزن الشديد لما فعله و نفى نفسه بعيدا عن العالم و هام شريدا حتى انتهى به المطاف الى معبد دلفى فجثا على ركبتيه و اخذ يتضرع للآلهة ان تهديه لطريقة يكفر بها عما فعله من اثم كبير
و عندما لمست هيرا رغبة زيوس للعفو عن هرقل , لجأت الى وسائلها الملتوية حتى اقنعته ان يحكم على الفتى بأن يخضع للسلطان (يوريسيثوس) ملك ارجوس و ان يمتثل لكل ما يكلفه من اعمال
و هنا عرف بقية آلهة الاولمب ما سيلاقيه هرقل من صعاب و مشاق فاسرع كل منهم لتقديم يد العون اليه:
منحته الربة"اثينا" خوذة لراسة
و منحه "هرمز" سيفا حادا
و منحه " ابوللو" سهما و قوسا
و اعطاه "بوسيدون" جوادا
و وهبه" هيفايستوس" حذاء من نحاس
و حتى زيوس و هو رب الارباب نفسه قدم له درعا قوية رائعة
وكان عدد الأعمال الموكلة إلى هرقل إثنا عشر, نجح في كلها نجاحاً باهراً, وهي:
1- القضاء على اسد "نيميا" الذى يختبىء فى غابة ارجوس , و الذى يقطع الطريق على الجميع و يثير الرعب و الفزع فى قلوب الجميع
2- القضاء على "وحش ليرنا"
3- الإتيان بالغزال الاركادى المقدس حيا
4- الإتيان للملك بخنزير"أريمانثوس" حيا
5- تنظيف زرائب " اوجياس" امير"اوليس"
6-قتل طيور "ستيمفاليان" المتوحشة
7-القضاء على ثور كريت
8-احضار خيول"ديوميد" الى اسوار "طيبة"
9- الحصول على زنار "هيبوليت" ملكة نساء الامازون
10-الرحيل الى قادش للقضاء على وحش "جيريو" و الاستيلاء على ثيرانه
11-هنا قرر الملك ان يرسل هرقل الى ارض بعيدة موحشة ليحضر له منها تفاحات الهسبيريديا الذهبية
12-امر الملك هرقل ان يحضر له "الكلب كروبيروس" حارس ابواب العالم السفلى
في نوبة جنون جديدة, قتل هرقل صديقه أبيتوس فأدين بالبقاء ثلاث سنوات عبداً عند الملكة "امفالي". كان خلالها يقوم بأعمال النساء, والملكة كانت قد ارتدت جلد النمر الخاص به. وعندما انتهى خدمته تزوج "ديانيرا" وعاش ثلاث سنوات مع زوجته بسلام.وفي إحدى الموات كان مسافراً مع زوجته فوصلا إلى نهر كان القنطور نيسوس ينقل المسافرين لقاء أجرة معلومة. هرقل عبر النهر وجعل نيسوس ينقل زوجته, عندما وصل الشاطئ استدار فوجده يعبث معها, أطلق سهماً أصاب قلب نيسوس. أخبر القنطور المحتضر ديانيرا أن تأخذ بعض دمه الذي يعمل كسحر وسيحفظ لها حب زوجها. في يوم من الأيام أسر هرقل عذراء جميلة اسمها "أيولي", وفي اليوم الذي أراد تقديم الأضاحي للآلهة على شرف انتصاره, أرسلت له "ديانيرا" ثوباً أبيض سكبت عليه قليلاً من دم "ميسوس". وحالما صار الثوب دافئاً على جسد هرقل سرى السم إلى كل أعضائه وسبب له ألماً فظيعاً. عرف هرقل أنها نهايته فصعد إلى جبل أوريتا ونصب محرقة جنائزية, وأهدى سهامه ورمحه لفيلوكتيت واضطجع على كومة الحطب وأراح رأسه على عصاه وغطى نفسه بجلد الأسد. أمر فيلوكتيت أن يقرب المشعل ويوقد النار. واندلع اللهيب الذي مللأ الفضاء وأتى على الكتلة كلها. أما ديانيرا فشنقت نفسها عندما فهمت فعلتها الشنيعة.
الآلهة أنفسهم حزنوا لدى رؤيتهم بطل الأرض يلقى نهايته. إلا أن زيوس قال لهم بمظهر الوقار: "ما فيه من أمه هو الذي يموت, أما ما أخذه مني فهو خالد. سوف آخذه بعد موته إلى الشواطئ السماوية وأطلب منكم جميعاً أن تعاملوه بلطف".
من الجدير أن نذكر أيضاً أن "هيبي" ربة الصبا وساقية الآلهة ابنة هيرا تزوجت هرقل وسُرّحت من وظيفتها كربة ..
...