في كل لقاء جديد مع الفنانة ليلى محمد اكتشف مناحي جمالية جديدة فيها تكاد تكون خافية عني بالرغم من ان معرفتي بها تعود الى ثمانينات القرن المنصرم.
ليلى فنانة ذكية تمتلك العديد من مواصفات النجمة الناجحة. وقد حصلت مؤخرا على شهادة الدكتوراه في المسرح في تخصص نادر يكاد يكون الاول من نوعه في العراق وربما في الوطن العربي. وهو تخصص الكيروكرافيا او حركة الجسد الراقصة والمصممة.
مع ليلى كان هذا الحوار:
الحركة الجسدية
◙ ما طبيعة رسالة الدكتوراه وما موضوعها؟
☉ الرسالة او اطروحة الدكتوراه تتحدث عن (الكروكرافيا) وعلاقتها بإداء الممثل والمعروف بالكيروكرافيا هو الحركة الجسدية الراقصة المصممة في تفسير الحكاية اوالقصة او موضوعة العمل. وهذا النوع من الاعمال بدأ كملمح يشاهد في المسرحيات الاغريقية قبل الميلاد كطقوس للعبادة وتقدمها الجوقة وهو الذي بدأ به المسرح عند الاغريق. لكن هذا النوع اندثر بتطورالمسرح تقنيا وصوتيا. وفي بدايات القرن العشرين أخذ بعض الفنانين يتجه، لاسيما المحدثين منهم، نحو الحركة في العمل المسرحي مثل مايرهولد وبيت كادور وبريخت الذين يعتمدون الحركة الجسدية في العمل المسرحي. وهم قاموا بثورة على الباليه الذي كان يمثل فن السلطة والامبراطور. وحينها صار تمازج بين الثورتين القديمة والجديدة فأنتجوا أعمالاُ مسرحية يتحدث فيها الجسد بلغته بدلاً من حديث الممثل بشفتيه.
وحاليا تطور هذا النوع من العمل المسرحي واصبح اتجاها خاصاً يحتمل التأويلات ودخول الحوار والشعر ضمنه او لايدخل حسب المصمم ذاته.
◙ هل تضمنت الرسالة تجارب عراقية أم اجنبية في هذا المجال؟
☉ طبعا ركزت على التجربة العراقية. بالرغم من عرض الخطوط العامة والنظرية للتجربة العالمية. ويعتبر هذا النوع جديدا للتجربة العراقية قياساً بالتجارب العالمية. ويمكن ان نقول ان تجربتنا بدأت منذ 10-15 عاما.
◙ تقصدين تجربة محسن الشيخ؟
☉ لا.. لان هذه تجربة تمثيل صامت وليس تمثيلاً بالجسد والرقص التعبيري. أي انه يقلد الواقع بالجسد ويختلف عن التجربة التي اتحدث عنها.
تجارب ونماذج
◙ إذن من يمثلها؟
☉ ابرزهم الفنان طلعت السماوي وكذلك علي طالب. كذلك هناك اعمال استخدمت الجسد في اداء الممثل كما الحال مع بعض مسرحيات المرحوم ابراهيم جلال والفنان حيدر منعثر والمرحوم عوني كرومي الذي فعل حركة الجسد حتى من دون وجود مصمم لذلك. وفي المهرجان الجديد لمسرح الشباب قدم بعض الشباب عملين في هذا المجال. وقد اخذتهما كعينات للبحث.
نحن كمسرحيين يجب علينا ان نبحث عن التجارب الجديدة التي تأخذ الجسد كعنصر فعال للتعبير.
وعلينا ان ندرس ونحلل هذه الظاهرة ونخدمها. وانا شخصياُ نذرت نفسي لهذا التخصص الذي اشعر انه لم يطرق عندنا في العراق. وبأعتقادي حتى عربياُ لم يطرق.
◙ ماذا بعد الدكتوراه؟
☉ بسبب دراستي للدكتوراه قدمت استقالة من وظيفتي كممثلة في الفرقة القومية. واحاول ان اعود اليها بعد انجازي للشهادة. واعمل على دراسة الحركة لا سيما اني اعرف ان اكتبها تماماُ كما يفعل الموسيقي حين ينوط عمله الموسيقي. وهو تخصص نادر وقليل جداُ في الوطن العربي. وانا ابحث وافتش عمن يعينني على ذلك سواء داخل العراق او خارجه. واتمنى ان يتم تبني هذا المشروع من قبل وزارة الثقافة او دائرة السينما والمسرح. لانه يتطلب جهداً ومالاً. وليس شرطاُ ان نذهب الى الخارج لدراستها بل يمكن استقدام مدربين او باحثين من الخارج ليحاضروا عندنا ضمن فترة زمنية محددة.
◙ لماذا لا تفكرين ان تقيم كلية الفنون الجميلة هذا المشروع؟
☉ انه تخصص جديد ولايوجد في الكلية. ولا يعرفونه اصلاً. وانا طرحته عليهم لكن الجوانب الادارية وارتباط الكلية بوزارة التعليم العالي يوسع حلقة الروتين. وانا اعرف ان النتيجة سلبية.
◙ واذا لم تحصلي على دعم المؤسسات الرسمية؟
☉ سأضطر الى السفر للغرب حتى اكمل هذا المشوار وعلى حسابي الخاص. وبعد دراسته سأقوم بتعليمه للاخرين.وربما تكون باريس هي المحطة المبتغاة. لا سيما اني اعرف جانباً من اللغة سيساعدني في انجاز الدراسة المطلوبة.
لن أترك التمثيل
◙ معظم الفنانات ممن يحملن الدكتوراه أخذن الشهادة وابتعدن عن عملهن ولم يقدمن شيئا بعد الشهادة؟
☉ بالنسبة لي لن اترك التمثيل وقد خضت تجربة في الشهر الماضي بمسرحية موندراما وقدمتها في واشنطن وتتضمن اداء عشر شخصيات. ولن اترك تخصصي السابق. لكني اعتقد ان الفنان كلما يكبر بالعمروالمستوى الفني يبحث عن الاجود. فبعد الدكتوراه يفكر البعض ان يتجه للتدريس ويبتعد عن التمثيل. وقد ابتعدت انا لفترة لعدم وجود عمل يستفزني وحين وجدته في الموندراما لم أتردد في تقديمه. المهم ان يكون العمل مستفزاً لقدراتي ويقدم لي اضافة جديدة.
◙ هل عرضت عليك اعمال في التلفزيون والمسرح ورفضتها؟
☉ نعم هناك عدة اعمال عرضت علي منها مسلسلات في شهر رمضان الفائت وكذلك في المسرح. ورفضتها بسبب نوع الشخصية اولان الاجر لا يكفي لاني مقيمة في الاردن والمجيء الى بغداد يكلفني كثيراً. وكان اخرها مسرحية للمخرج سنان العزاوي وهي تتحدث عن الطائفية وبصراحة لا احب ان اعود الى هذا الموضوع بالذات.
لكن عملاً واحدا استفزني واقنعني في مسلسل م.م مع المخرج حسن حسني ومثلته معه في لبنان. امثل فيه مديرة ملجأ للبنات وتساعدهم لكن زوجها الفنان طه علوان يبدأ يتاجر بهن من حيث لا تدري هي.
◙ كيف ترين التوجه لانتاج اكثر من عشرين فيلما جديدا؟
☉ انا اريد ان تظهرالافلام بمستوى جيد. وافرح حين تتحرك عجلة السينما وارغب في ان يعمل الشباب.رغم اني افضل ان يعمل الرواد والشباب حتى تنتقل الخبرة بينهما ولا تنس ان معظم كوادرنا مضى عليها وقت لم تعمل في السينما والاجهزة قديمة. وهذا يتطلب زج كوادرنا في دورات تأهيلية لتطوير امكانياتهم.. انا فرحة لهذه الخطوة السينمائية لكنها تحتاج الى تنظيم وترتيب.
◙ كم عملا قدمت في السينما والتلفزيون والمسرح؟
☉ في السينما عشرة افلام وفي التلفزيون بحدود 25 مسلسلاً وعشر سهرات وفي المسرح بحدود اربعين مسرحية.
◙ ايهما اقرب الى نفسك من الفنون؟
☉ احب السينما كثيرا، بالرغم من ان المسرح يجعلك وجهاً لوجه امام جمهورك.
◙ كم تقضين امام المرآة؟
☉ ضحكت ضحكة طويلة وقالت بصراحة لا اقف كثيرا امام المرآة. تصور اني اقوم بأمور كثيرة في المكياج بلا مرآة منها وضع أحمر الشفاه.
◙ ماذا تقولين لنفسك وانت ترينها في المرآة؟
☉ اشكر ربي على منحني إياه من مواصفات. وانا اسعى الى الحفاظ على النعمة التي قدمها لي.
◙ هل انت انانية؟
☉ لست كذلك. حتى في الفن افرح للاخرين.
◙ الدراما العراقية هل انصفت المرأة عندنا؟
☉ لا.. لان الدراما عندنا ذكورية بشكل عام. وكذلك السلطة ونادرا ما يتذكرون المرأة. وحتى الكتاب، بالمصادفة، تراهم يكتبون خصيصاً للمرأة. والسبب يكمن في الثقافة الذكورية. وهي قضية التخلف. لان تعويق الجانب الاخر في المجتمع لا يخدمه ابداً.
◙ يعجبك الرجل الذكي ام الجميل؟
☉ بالدرجة الاولى احترم الرجل الذكي الذي يحترم المرأة ولا احبه جميلاً.
◙ تعجبك المرأة الذكية ام الجميلة؟
☉ تعجبني المرأة التي تعرف كيفية اظهار جمالها حتى ان لم تكن جميلة.
◙ الانتاج هل غادرته الى غير رجعة؟
- نعم.
◙ لماذا؟
☉ لا ني خسرت فيه كثيرا.
شبكة الاعلام العراقي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحالمة
