صبر الإمام الحسين (عليه السلام )










اللهم صلِ على محمد والِ محمد وعجل فرجهموالعن عدوهم


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ



صبر الإمام الحسين (عليه السلام )




من النزعات الفَذَّة التي تَفرَّد بها سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام) هي الصبر على نوائب الدنيا وَمِحَن الأيام .



فقد تجرَّع (عليه السلام ) مَرارة الصبر منذ أن كان طفلاً ، فرزئ بِجدِّه النبي الأكرم محمد ( عليه السلام) وأُمّه فاطمة الزهراء (عليه السلام ) ، وشاهد الأحداث الرهيبة التي جرت على أبيه أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) وما عاناه من المحن والخطوب .



كما وتَجرَّع مَرَارة الصبر في عهد أخيه الإمام الحسن ( عليه السلام) وهو ينظر إلى خُذلانِ جَيشه لَه ، وغَدرهم بِه ،




فبقي الحسين ( عليه السلام) مع الحسن ( عليه السلام) يشاركه في مِحَنه وآلامه حتى اغتيل بالسم ، فكان ذلك من أشَقِّ المِحنِ عليه .



ومن أعظم الرزايا التي صَبر عليها أنه ( عليه السلام) كان يرى انتقاض مبادئ الإسلام وما يوضع على لِسان جَده (عليه السلام ) من الأحاديث المُنكَرة التي تغيّر وتبدّل شريعة الله .



ومن الدواهي التي عاناها ( عليه السلام ) أنه كان يسمع سَبَّ أبيه الإمام علي (عليه السلام ) ، وانتقاصه على كل هذه الرزايا والمصائب .



وتواكبت عليه المِحَن الشاقة في يوم العاشر من المُحرَّم ، فلم يكد ينتهي ( عليه السلام) من مِحنة حتى تطوف به مجموعة من الرزايا والآلام .



فكان يقف على الكواكب المشرقة من أبنائه وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وقد تَنَاهَبَت السيوف والرماح أشْلاءهُم ، فيخاطبهم ( عليه السلام ) بِكُل طُمَأنينة وثَبَات : ( صَبراً يا أهلَ بَيتي ، صَبراً يَا بَني عُمُومَتِي ، لا رَأيتُم هَواناً بَعدَ هَذا اليوم ) .



وقد بَصر شقيقته أم المصائب عقيلة بني هاشم زينب الكبرى (عليه السلام ) وقد أذهَلَتها الخطوب ومَزَّق الأسى قَلبُها ، فَسارَعَ (عليه السلام ) إليها ، وأمرَهَا بالخلود إلى الصبر والرضا بما قَسَم اللهُ .



ومن أهوال تلك الكوارث التي صبر الأمام (عليه السلام ) عليها أنه كان يرى أطفاله وعياله وهم يَضجّون من ألم الظمَأ القاتل ، ويستغيثُون به من العطش ، فكان ( عليه السلام) يأمرهم بالصبر والاستقامة ، ويخبرهم بالعاقبة المشرقة التي يؤول إليها أمرهم بعد هذه المِحَن المؤلمة .



وقد صَبر ( عليه السلام) على مُلاقاة الأعداء الذين مَلأتِ الأرضَ جُمُوعُهُم المُتَدفِّقَة ، وهو ( عليه السلام) وَحده يتلقَّى الضرب والطعن من جَميع الجهات ، قد تَفَتَّتَ كبده من العطش وهو غير حافل بذلك كُله .



فقد كان صبره ( عليه السلام) وموقفه الصلِب يوم الطف من أندر ما عرفته الإنسانية .



فيقول الأربلي : شَجاعةُ الحسين ( عليه السلام ) يُضرَبُ بها المَثَل ، وصَبرُهُ في الحرب أعجزَ الأوائلَ والأواخِرَ .



فإن أي واحدةٍ من رزاياه لو ابتلى بها أي إنسان مهما تَدرَّعَ بالصبر والعزم وقوة النفس لأوهنت قُواه ، واستسلم للضعف النفسي .




ولكنه (عليه السلام ) لم يَعْنَ بما ابتُلِي به في سبيل الغاية الشريفة التي سَمَت بِرُوحه أن تستسلم للجَزَع أو تَضرَعُ للخطوب .



ويقول المؤرخون : إنه (عليه السلام ) تَفرَّد بهذه الظاهرة ، فلم تُوهِ عزمَهُ الأحداثُ مهما كانت ، لقد رضى بقضاء الله ، واستسلم لأمره ، وهذا هو جوهر الإسلام ، ومنتهى الإيمان .



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ



دمتم بشفاعة الامام الحسين (عليه السلام) - عزي وفخري -


منقوووووول