مامه ريشة (1955- 1985)
مامه ريشة، أسمه الحقيقي نجم الدين شُكر رؤوف، من مواليد سنة 1955 ولد في قرية طالبان في منطقة كرميان، من عائلة كوردية الأصل داخل بيئة نظيفة و صافية ومحبة لقوميتهم الكوردية، لذلك و منذ نعومة أظافره تولد عنده الروح الوطنية، و في سنة 1970 كانت من أهم أمنياته أن يصبح فدائياً و ينضم إلى الإنتفاضة الفلسطينية.وفي سنة 1978 عندما مارس النظام السابق أبشع سياساته في مناطق إقليم كوردستان ألا و هي سياسية التعريب و التهجير القصري، الأمر الذي دفع " مامه ريشة" إلى حمل السلاح و الإنضمام إلى صفوف قوات البيشمركة و القتال ضد أزلام النظام البعثي ضد القهر و الإضطهاد.البطل مامه ريشة، خلال فترة زمنية وجيزة سرعان ما برز من بين المئات و بذلك كان صمام الأمان لأكثرية العمليات الخطرة، كما و أشتهر بسرعة البرق و أمسى العدو يحسبون له ألف ألف حساب، و بذلك حقق الإنتصارات الواحدة تلو الأخرى في أغلب المناطق المنبسطة و المجاورة لمدينة كركوك.و في سنة 1979 أختلط بطلنا بصورة أعمق بقوات البيشمركة و الإنتفاضة و واصل نضاله في صفو ف البيشمركة ضمن القطاع الـ4 في بازيان، و مع كل عملية قام بها ضد العدو كانت تعلو من شهرته و تزيد محبته في قلوب الشعب الكوردي.و في ذلك الوقت، أصبح مامه ريشة، آمراً لـ" قطاع جبار"، حيث زرع ـ مامه ريشة ـونفر قليل من رفاقه أن الرعب والهلع بين كل أجهزة النظام البعثي والعساكر والطائرات والمدفعية، قام النظام الفاشي بقطع الطرق بين مدينة كركوك و بازيان و أسم مامه ريشة، أصبح على كل لسان و ضمن كافة هتافات الجماهير.أكثر الملاحم كانت مليئة ببطولات قوات بيشمركة كوردستان و كان لمامه ريشة دور بارز فيها ، بداية من ( تل العرب) إلى ملحمة تحرير قرية (بيتوانه)، تعرض بطلنا الذي كان يلقب بـ(صقر كرميان) خلال معارك البيشمركة إلى الإصابة لأربعة مرات، و نظراً لمواقفه البطولية و شهرته أدت إلى إستشهاد والده (مام شكر) و أخيه (أحمد) على يد أزلام النظام البعثي سنة 1981.مامه ريشة الغائب الحاضر في قلوب و وجدان كل مظلوم و كل مضطهد و أمل الفقراء و المعدومين و همة الثوار و المقاتلين الشرفاء اينما كانوا، أهتم به الناس البسطاء و تغنوا ببطولاته و شجاعته و صبره و تضحياته، تلك المزايا الحسنة أدت بسلطات البعث بعد أن خابت جميع محاولاتهم من النيل منه، لجأت آنذاك إلى وضع خطة بتمويل مالي كبير للنيل منه لجأت إلى أساليب دنيئة و خبيثة، أستطاعوا بذلك أستدراجه بواسطة أحد العملاء بحجة أنه يريد التعاون مع الثورة و مد يد المساعدة لهم من خلال عقد إجتماع بين الإتحاد الوطني الكوردستاني و النظام البعثي، و خلال الإجتماع أستطاعوا الخونة النيل منه، نعم بكل بساطة يستشهد ذلك البطل صقر كرميان و النمر الجريح صاحب الإنتصارات و المواقف البطولية العظيمة في يوم 24/1/1985، هو و أثنين من رفاقه أبطال البيشمركة (سردار و محسن بي كي سي)، في قرية (حسن ئاوا) ضمن محافظة كركوك أعدموا رمياً بالرصاص، و بذلك أصبحوا فداءاً لقوميتهم و بات (مامه ريشة) خسارة كبيرة للجميع.تجدر الإشارة، إلى أن لقب (مامة ريشة) تعني (العم الملتحي)، حيث أن تلك الملامح الرجولية و لحيته الجميلة كان الشباب الكوردي يقلدونه فيها نظراً لشدة حبهم بهذا البطل الشهيد.شجاعة مامه ريشة، الذي أستخف بإمكانيات و قدرات النظام السابق من كافة النواحي كانت و لازالت حية في ذاكرة و أذهان كافة ابناء شعب كوردستان، كما و لا يزال مامه ريشة، الأسطورة رقم واحد في كافة أنحاء كوردستان و له تقديره الخاص بين الأهالي فهو رمزاً وطنياً لكل الوطنين الأحرار.