بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غاية جهاد النفس
التأكيد والتشديد على جهاد النفس يكشف أنّ هناك غاية متوقّفة على ذلك ولا يُمكن بلوغها دونه ألا وهي السعادة السرمديّة يقول: "إنّ الإنسان إذا فكّر لحظة واحدة، عرف أنّ الهدف من هذه النِّعم هو شيء آخر وأنّ الغاية من هذا الخَلْق أسمى وأعظم، وأنّ هذه الحياة الحيوانيّة ليست هي الغاية بحدّ ذاتها وأنّ على الإنسان العاقل أنْ يُفكِّر بنفسه وأنْ يترحّم على حاله ونفسه المسكينة ويُخاطبها قائلاً: أيّتها النفس الشقيّة الّتي قضيت سنيّ عمرك الطويلة في الشهوات ولم يكن نصيبك سوى الحسرة والندامة ابحثي عن الرحمة واستحي من مالك الملوك وسيري قليلاً في طريق الهدف الأساس المؤدّي إلى حياة الخلد والسعادة السرمديّة ولا تبيعي تلك السعادة بشهوات أيّام قليلة فانية" .
ويُمكن أنْ نعود إلى تعبير آخر له قدس سره في رسم الغاية حيث يعتبرها تحرّراً لكن على غير اصطلاح الساسة بل على اصطلاح أهل القلوب وبذلك يوصي ابنه قائلاً: "تحرّر من حبّ النفس والعجب فهما إرث الشيطان، فبالعجب وحب النفس تمرّد على أمر الله بالخضوع لولي الله وصفيّه جلّ وعلا، واعلم أنّ جميع ما يحلّ ببني آدم من مصائب ناشيء من هذا الإرث الشيطاني فهو أصل الفتنة وربّما تُشير الآية الكريمة ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَة
وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ﴾ في بعض مراحلها إلى الجهاد الأكبر.
وقتال أساس الفتنة وهو الشيطان وجنوده، ولهؤلاء فروع وجذور في أعماق قلوب بني الإنسان كافّة، وعلى كلِّ إنسان أنْ يُجاهد ﴿حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ داخل نفسه وخارجها، فإذا حقّق هذا الجهاد النصر، صلحت الأمور كافّة وصلح الجميع".
شبكة المعارف الأسلامية
منقول