مهنة الخياطة في خانقين..قديما و حديثا
الخياطة من المهن المحترمة والقديمة وفي كافة المجتمعات.. وهذه المهنة كانت موجودة في الازمنة الغابرة وقبل ميلاد المسيح عليه السلام وبطريقة بدائية وأولية وبسيطة ويقال أن النبي (أدريس) عليه السلام كان يمارس هذه المهنة..
ثم تطورت هذه المهنة مع تطور التقنيات وبعد أن كانت مكائن الخياطة يدوية.. اصبحت تعمل عن طريق القوة الكهربائية…
والخياط يتعامل مع الاقمشة بمختلف انواعها ان كانت مصنوعة من القطن أو الصوف أو النايلون أو الحرير الصناعي .. ويستعمل الادوات :
المقص..المتر..المسطرة..كشتبا ن..الأبر المختلفة الاحجام..الخيوط بانواعها والوانها….
وهناك من الخياطين وبالتدرج والمثابرة والجهد والذكاء اصبحوا مصممين عالميين في عالم عرض الازياء والمودة..ونرى الاعلام منها المنظور والمقروء تهتم بهذا الجانب..
وهناك قنوات فضائية متعددة تخصص ساعاتها لهذا الغرض…ولكن عالم الخياطة حاليا في تراجع كبير وذلك لوجود المحال التجارية والاسواق الكثيرة لعرض الملابس ولكافة الاعمار والمناسبات وباسعار مناسبة….
والخياط دائما يكون عرضة باصابته بضعف في البصر والام في الظهر والرقبة والمفاصل جراء جلوسه ولساعات عديدة…..
ولتسليط الضوء على هذه المهنة في خانقين التقينا بأحد الخياطين(جبار عباس علي كمر) الملقب(أبو نيگار) يقع محله في سوق الاسترابادي..
قائلا:انا من مواليد خانقين آغا وخليفة 1947 دخلت مدرسة صلاح الدين الابتدائية سنة 1956 وواصلت الدراسة حتى السادس الابتدائي وللظروف الخاصة بي آنذاك لم استطع مواصلة الدراسة واتذكر اسم مدير المدرسة(رشيد الزيدي) ومن بعده(عبد الحميد رفعت) ثم (محمود ادهم ابراهيم) ومن المعلمين اتذكر منهم (عادل حقي) معلم الصف الاول
ومن التلاميذ كانوا معي كل من عباس حسين وخليل فرج وجمال امين…
وبعد تركي الدراسة عملت صانعا عند الخياط(ناصر احمد الملقب ابو منصور)
وكان محله يقع بالقرب من مركز الشرطة..وعملت ايضا صانعا عند الخياط مجيد رشيد وحكيم عبد الرزاق وحسين عبد الجبار وابراهيم عطا…
اجرتي اليومية كانت (300) فلسا وبعد فترة سافرت الى بغداد طلبا للرزق.. وفعلا حصلت على عمل عند الخياطين(حكمت فرج العاني) و(سلمان العبيدي) ومحلهما في شارع السعدون وعند الخياط(سيد محمد سيد محمود) في شارع الرشيد (بالقرب من سينما الخيام) وبأجرة اسبوعية(40) دينارا
المكائن التي كنت استعملها(سنجر) صنع بريطانيا و(اسكفارنا) صنع سويدي
وفي الوقت الحاضر استعمل عدة مكائن منها: (براذر) صنع يابان وماكنة (أوفر) صنع هندي..
وكان في خانقين اكثر من 100خياط واكثرهم في ذمة الخلود ولا استطيع ذكرهم جميعا بل اكتفي بدرج بعضا منهم:
بهجت شوكت أمين…عيسى فرج…اسطه شكر فيلي…فرج احمد عويد… مصطفى شوقي…احمد رحيم الزهاوي..
واتذكر اقدم خياط في خانقين كان اسمه(سعيد قاله سوور) وكان محله في شارع مركز شرطة خانقين الطابق العلوي وتوفي في الاربعينيات..
والخياط يجب أن يتمتع باخلاق فاضلة ويحسن التعامل مع الزبائن ويحترمهم
سألته: ماهي معاناتك وانت تمارس هذه المهنة وعمرك 9سنوات؟
الآن عمري(66) سنة قضيت(14) سنة في اداء المكلفية في الجيش العراقي وهي مدة طويلة اخذت من شبابي وطاقاتي كل شئ جميل لم استمتع بجمال الحياة وسعادتها كنت آلة بيد الجيش العراقي تارة في هذا المعسكر وتارة في معسكر آخر..و كنت بعيدا عن الاهل ومسقط رأسي كانت معاناتي كثيرة.. وبدون أي راتب تقاعدي لأن خدماتي لم تكن تطوعية…
واصبح العراق معسكرا للجيش..وبعبارة اخرى طاقات الشباب استخدمت لصالح ايدولوجية الحزب القائد(حزب البعث) للحرب والدمار والاعتداء على الشعب وعلى الدول المجاورة…عكس الجيوش الاخرى في العالم تستخدم طاقاتها للاعمار والبناء والدفاع عن حدود الوطن..
وسائط النقل بين خانقين وبغداد آنذاك كيف كانت؟
سابقا لم تكن السيارات بالعدد والنوعية التي نشاهدها الآن....فقط كانت سيارتان صالون شوفرليت عدد2 لنقل الركاب الى بغداد لصاحبهما الحاج محمد سعيد.. وسيارات فورتات 1955 عدد 5 ومن السواق الذين اعرفهم في حينه:
عبيد سائق..كريم كشخة..هوبي..اسماعيل قاسم...
يقال كنت رياضيا في شبابك ؟
نعم كنت امارس رياضة رفع الاثقال..كرة القدم..الساحة والميدان..السباحة حيث قطعت نهر دجلة ذهابا وايابا(7) مرات عند جسر الجمهورية بغداد..
يعتبر محله جزءا من تراث خانقين حيث يتردد اليه اشخاص مسنون ونسمع منهم حكاياتهم الجميلة عن خانقين وازقتها وشوارعها واشخاصها وعشائرها وخاناتها اعيادها مرسيمها...
ويتردد اليه من المعلمين والمدرسين والمشرفين التربويين..و وجهاء البلدة...ونعتبره (منتدى ثقافيا) يجمع بين اشخاص مثقفين وذلك لعدم وجود (منتدى ثقافي) في خانقين رغم مطالبتنا من الحكومة المركزية ومن حكومة اقليم كردستان...
انشاءالله محله عامر بالخير والبركة والملاحظ عنه انه يساعد بعض الزبائن يوميا وبدون مقابل لكونهم ذوو الدخل المحدود...
والموما اليه له ذاكرة قوية له المام بالاحداث التي مرت على مدينتنا وبالاشخاص ..وهو من اصدقائنا المحترمين..
واخيرا هل لديك امنية؟
اتمنى أن يسود السلام والأمان في ربوع العالم خاصة العراق الجريح وكردستاننا العزيزة وانا الآن والحمدلله مرتاح نفسيا وجسديا وهذا فضل من الله..واعمل بعرق جبيني للحصول على لقمة العيش الحلال
الكاردينيا