يوارى الثرى اليوم بمربع الشهداء في العالية

جنازة رئاسية لكافي وحداد لثمانية أيام

عبد السلام سكية / إيمان عيلان / ناصر / محمد مسلم / إسلام بوشليق / لخضر رزاوي




2013/04/16
الراحل علي كافيصورة: (ح.م)


وعكة صحية أنهت مسار رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا


فارق الحياة، صبيحة الثلاثاء، رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، العقيد علي كافي، بعد تعرضه لوعكة صحية، وقد ناهز من العمر 85 سنة، ليكون بذلك ثالث رئيس تفقده الجزائر في ظرف سنة واحدة، بعد كل من أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أن قائد الولاية الثانية التاريخية، توفي بمدينة جنيف السويسرية، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن كافي نقل مساء الاثنين إلى المستشفى العسكري بعين النعجة على جناح السرعة.

وأضاف البيان أن جثمان الرئيس الراحل سيعرض بقصر الشعب، اليوم بداية من الساعة التاسعة صباحا، لتمكين الأسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد، قبل مواراته الثرى بمربع الشهداء بالعالية، زوال ذات اليوم. وقد أُعلن الحداد لمدة ثمانية أيام .
ويعتبر علي كافي، خامس رؤساء الجزائر، حيث تقلد منصب القاضي الأول في الفترة الانتقالية الممتدة ما بين 1992 / 1994، بعد اغتيال رابع الرؤساء، محمد بوضياف، الذي جيء به من المغرب لملء الفراغ الدستوري الذي أحدثته استقالة الرئيس الأسبق، الراحل الشاذلي بن جديد، في جانفي 1992، فيما عرف آنذاك بالمجلس الأعلى للدولة.
وكان آخر ظهور للراحل على المشهد السياسي، في العام 1996، كأمين عام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، مباشرة بعد خروجه من قصر المرادية، قبل أن يتفرغ لكتابة مذكراته، التي خلفت جدلا كبيرا، انتهى بها الأمر إلى أروقة العدالة التي أمرت بسحبها من السوق بقرار قضائي، على خلفية ما تضمنته من أسرار لها علاقة بقضية الشهيد عبان رمضان.
التقى الشهيد ديدوش مراد وشارك في هجومات 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني ضد جيش الاحتلال الفرنسي، وذلك تحت قيادة الشهيد زيغود يوسف، بهدف إضعاف الحصار الذي فرض على الولاية الأولى التاريخية (الأوراس). كما شارك في مؤتمر الصومام، في 20 أوت 1956، مندوبا عن المنطقة الثانية. وفي ماي 1959 التحق بتونس، حيث دخل في عداد الشخصيات العشر التي قامت بتنظيم الهيئتين المسيرتين للثورة، الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، والمجلس الوطني للثورة.
.

درس في الزيتونة وعمل سفيرا في عدة بلدان عربية
علي كافي.. ثالث رئيس جزائري يتوفى خلال عام
عندما تسلّم علي كافي، زمام القيادة كرئيس للمجلس الأعلى للدولة، كان قد بلغ من العمر 64 سنة، ويغادر الدنيا الآن عن عمر يقارب الخامسة والثمانين، شقيق الرئيس الراحل السيد مرتضى كافي، قدّم شريطا مختصرا عن شقيقه الذي ولد في السابع من أكتوبر من عام 1928 ببلدية الحروش التابعة حاليا لولاية سكيكدة، وتبعد عن قسنطينة بنحو51 كلم.
علي كافي هو خامس إخوته الثمانية، وكان أحد إخوته قد توفي بعد مرض عضال قبل تسلّم علي كافي زمام الرئاسة، وهو من عائلة اشتهرت بالفلاحة، ورغم أنها سكنت الحروش إلا أن جذورها من منطقة القل، وكان والد علي كافي مشرفا على مدرسة قرآنية بمقام إمام المدرسة، قبل أن يستشهد سنة 1959 بعد تعذيب جهنمي تعرّض له رفقة أخيه، إلى درجة أن جثته نقلت إلى مكان مجهول من هول التشويه.
وانتقل الفقيد علي كافي إلى مدينة قسنطينة سنة 1947، ليزاول دراسته بمدرسة "الكتانية" ومنها شدّ رحاله إلى جامع الزيتونة، لينطلق عمله النضالي، فكان يستقبل سرّا في بيت والده رفاق النضال، أمثال عبد الحفيظ بو الصوف ومحمد بوضياف منذ أواخر الأربعينيات، واختار حزب الشعب ثم حركة انتصار الحريات الديموقراطية إلى جانب جميع أفراد عائلته، ليتصل قبل اندلاع الثورة بالحركة السرية بقيادة زيغود يوسف ومحمود نفير، وقد ألقي عليه القبض قبل الفاتح من نوفمبر 1954 وحكم عليه بستة أشهر نافذة.

الراحل تزوّج في الجبل من مجاهدة عام 58 ورزق بثلاثة ذكور

وبعد انلاع الثورة انتقل إلى مدينة سكيكدة، ليمتهن التعليم لبضعة أيام في مدرسة حرة ومنها إلى النضال الثوري المسلح، وبعد استشهاد ديدوش مراد وزيغود يوسف وانسحاب بن طوبال، عُيّن عقيدا للناحية الثانية قبل تولّي صوت العرب صالح بوبندير المهمة، وفي سنة 1958 تزوّج من سيدة مجاهدة من ولاية جيجل، كانت رفيقته في الكفاح، حيث رزقا بثلاثة أبناء من الذكور، أكبرهم قاسم ولد سنة 1960 بعيادة لوباي في قسنطينة، تحت لقب مستعار حتى لا يكتشف الفرنسيون لقب الوالد، وأصغر الأبناء حسام المتخرج من جامعة الجزائر، أما أوسطهم هشام فقد امتهن الصحافة في السنوات التي قاد فيها علي كافي البلاد.
علي كافي هو أول سفير للجزائر بعد الاستقلال في القاهرة، قبل أن ينتقل إلى بيروت وطرابلس ودمشق، وكان أيضا سفيرا في بغداد لينسحب من العمل كسفير بعد محطة تونس، لكنه انسحب نهائيا من الحياة السياسية في عهد الشاذلي بن جديد، واهتم بحياته الخاصة وأدى مناسك العمرة مرتين قبل توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة.
كان الراحل إلى غاية بلوغه سن الثمانين يتمتع بصحة جيدة، وظل يمارس العدو إلى ما بعد سن السبعين، وحبّه للعدو جعل الصحافة التونسية عندما كان سفيرا في تونس تشير إلى ذلك، أما عن هواياته فعرف عنه استماعه لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أما عن أصدقائه الذين ظل يذكرهم على الدوام فهم زيغود يوسف وديدش مرد وعبد الحفيظ بوالصوف ومحمد يوضياف وصالح بوبنيدر.
.

مذكراته انتهت إلى أروقة العدالة
كافي.. فجّر أسرارا ويُدفن بأخرى
أثار الراحل علي كافي زوبعة سياسية عند ما نشر الطبعة الأولى من مذكراته المعنونة "مذكرات الرئيس علي كافي" من المناضل السياسي إلى القائد العسكري 1946 - 1962"، وهي المذكرات التي خلفت جدلا في الساحة السياسية والثورية، انتهت بسحبها من التداول بقرار من العدالة، بعد ما رفض تعديلها أو كما قال "العودة في شهادتي".
وكان قائد الولاية الثانية التاريخية، قد أورد في مذكراته، أن مهندس مؤتمر الصومام، الشهيد عبان رمضان، حاول التفاوض مع السلطات الاستعمارية بعيدا عن هيئات الثورة التحريرية، كما اتهمه بأنه كان يمثل التوجه البربري العلماني في الثورة ويشكل طابورا خامسا لاختراق الثورة، معتبرا تصفيته من قبل الباءات الثلاث، كان حماية للثورة.
وقد أثارت هذه الشهادة، حفيظة عائلة عبان ومعها العائلة الثورية، وتوجه الجميع نحو العدالة من أجل سحب المذكرات من التداول أو تعديل بعض ما جاء فيها. كما فتحت هذه القضية نقاشا سياسيا موسعا، امتد إلى أروقة العدالة، التي أصدرت قرارا بتعديلها أو سحبها من السوق، وذلك استنادا إلى قرار قضائي، صدر في مارس 2000، وكان من بين ما تضمنته تغريم صاحب المذكرات بالدينار الرمزي.
والتحقت الكثير من الوجوه التاريخية المعروفة بانتقاد المذكرات، واعتبرتها قدحا في شخصية معروفة بدورها البارز في الثورة التحريرية، وكان آخرها الشهادة التي أدلى بها وزير الداخلية والجماعات المحلية ورئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة "المالغ"، دحو ولد قابلية، حيث فند ما جاء في مذكرات الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة، بخصوص محاولة الشهيد عبان رمضان التفاوض مع فرنسا خفية عن هيئات الثورة، حيث قال ولد قابلية في تصريحات سابقة له "إن عبان رمضان لم يسع أبدا إلى تسوية ما مع الحكومة الفرنسية خفية عن هيئات الثورة مثلما لمح إلى ذلك العقيد كافي في مذكراته، وكذا مؤخرا العقيد عمار بن عودة".
وقاد الجنرال المتقاعد خالد نزار، يومها حملة ضد مذكرات علي كافي، رغم أن هذا الأخير لم يذكر نزار بالإسم في مذكراته، إلا أن الجنرال لم يتردد في انتقاده في الندوات الصحفية ومن بين ما جاء على لسانه، أن علي كافي لم يكن يؤمن بالمواجهة مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، عندما كان على رأس المجلس الأعلى للدولة.
.

قالوا عن الفقيد
حسين كافي ابن أخ الرئيس الراحل لـ"الشروق":
"عمي قال إنه مستعد للتحاور حتى مع الشيطان من أجل الجزائر"
بدا حسين كافي، مدرب سريع الحروش لكرة اليد، في غاية التأثر بعد سماعه نبأ وفاة رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق، عمّه علي كافي، عن عمر يناهز 85 سنة، حيث قال أن آخر زيارة له لبلدية مسقط رأسه الحروش في جنوب ولاية سكيكدة، كانت خلال سنة 2008 أين حضر جنازة عمي محمد، واغتنم فرصة تواجده بيننا حيث كان يوصينا كثيرا بأخذ العلم والتحلي بالأخلاق الفاضلة وحب البلاد، والكلمة التي مازلت أتذكّرها هي قوله "الجزائر فوق الجميع".
كما طالب من الجيل الحالي العمل على إعادة هيبة الدولة، وكان يقول لنا "لكي تكونوا وطنيين يجب أن تكون الجزائر دائما في قلوبكم"، وكان يتحدث إلينا كثيرا عن الثورة التحريرية الكبرى، وكيف اندلعت كما أنه أثنى على الذين ساعدوه حين التحق بالمجاهدين في الجبال حتى الكلاب قال لم تكن تنبح علينا، والعكس على قوات الجيش الفرنسي. الراحل علي كافي قال قولته المشهورة "من أجل الحفاظ على الوطن مستعد لكي أتحاور حتى مع الشيطان".
.
الجنرال خالد نزار: ليس لدي ما أقوله حول كافي
رفض الجنرال المتقاعد وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، خالد نزار كعادته، الإدلاء بأي تصريح أو تقديم مجرد شهادة، حول خصال زملائه من الشخصيات السياسية البارزة التي صنعت تاريخ الجزائر الحديث.
حاولت "الشروق" أمس الاتصال باللواء المتقاعد خالد نزار لنقل شهادته حول خصال زميله في الحكم رئيس المجلس الأعلى للدولة، الراحل علي كافي، باعتباره أحد أبرز "رجالات" المجلس الأعلى للدولة، إلا أن السيد نزار رفض رفضا قاطعا، يُعتقد أن الخلافات الأديولوجية الخطيرة بين الرجلين، سبب في ذلك، وقال نزار في رده على سؤال "الشروق" بقوله: "ليس لدي ما أقوله".
وسبق للجنرال المتقاعد خالد نزار أن اتخذ مواقف عديدة تجاه سياسيين ورجالات صنعوا تاريخ الجزائر الحديث، عاصروه في حكم الجزائر خلال عشريتين كاملتين من الزمن، كما رفض اللواء المتقاعد والرجل القوي في النظام مطلع التسعينات، الإدلاء بأي شهادة لوسائل الاعلام بمناسبة وفاة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وكان وزير الدفاع الأسبق قد دخل في "حرب" المذكرات والتصريحات والتصريحات المضادة مع الراحل علي كافي، ووصل به الحدّ إلى رفع دعوى قضائية ضد "زميله السابق" علي كافي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة بتهمة القذف في حقه خلال تصريحات اعلامية أدلى بها الراحل.
.
عبد القادر حجّار يعزّي من تونس في الرئيس الراحل
لقد تلقينا ببالغ الأسى والتأثر نبأ وفاة الأخ العزيز والقائد التاريخي الكبير المرحوم سي علي كافي، الذي غادرنا في هذا الظرف الذي تحتاج فيه الجزائر لذوي الرأي والمشورة لاجتياز المفاوز الوعرة التي تمر بها المنطقة، ولكن رحيل الكبار من أمثاله على ما يترك في النفس من الألم والتحسر، يعطي الجزائر المثل والقدوة في نموذج الروح الوطنية والنّضال المتسامي من أجل الوطن أرضا وشعبا.
لقد أعطى فقيدنا زهرة شبابه نضالا قبل الثورة من أجل التوعية والإعداد، وقدّم عنفوان عمره جهاد مسلّحا وقائدا مرموقا تاريخيا خلال الثورة في جحيم الحرب وأوارها المستعر، وقدّم خدماته الجلّى لبلاده المستقلة، سفيرا متنقلا بين عواصم شتى إلى أن أصبح أمينا عاما للمجاهدين ورئيسا للمجلس الأعلى للدولة. وكان الفقيد في مختلف مراحل نضاله مثالا للشهامة والوطنية وعزّة النفس، وظل على تلك المناقب إلى أن وافته المنية أمس، وهو يتحلى بذلك الشموخ والأنفة.
ولا يسعنا أمام تجرّع المنون ولوعة الفراق، إلا أن نتوجّه إلى العلي القدير بالدّعاء والرجاء أن يسكن المغفور له فسيح جنّاته ويجعله في رفقة الصدّيقين المجاهدين والشهداء الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه ورفاقه من المجاهدين الصبر والسلوان.
إنّا لله وإنا إليه راجعون
.

بلعيد عبد السلام: كان أخلص الناس للوطن في التسعينات
أكد رئيس الحكومة الأسبق، بلعيد عبد السلام، أن المرحوم علي كافي "لعب دورا كبيرا خلال الثورة في مواجهة الاستعمار، عندما تقلد مسؤولية الولاية الثانية"، مشيرا إلى أن المرحوم كان معروفا بمواقفه الهادئة والصارمة داخل المجلس الوطني للثورة "، وأن الفقيد واصل المسيرة خلال مرحلة الاستقلال في مجال الدبلوماسية أين "دافع عن توجهات ومواقف الدولة الجزائرية". وقال بلعيد عبد السلام إن الفقيد كان مخلصا للوطن، خاصة خلال أزمة التسعينيات التي عاشتها الجزائر.
.

رضا مالك: الفقيد كان زعيما بأفكار أصيلة
وغير بعيد عن موقف بلعيد عبد السلام، يرى رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، بأن الجزائر "فقدت في كافي، أحد وجوه ثورة أول نوفمبر وأحد المجاهدين الذين التحقوا بالثورة من بدايتها"، مؤكدا بأن الفقيد كان له دور كبير في "تنظيم وتأطير الولاية الثانية خلال مرحلة الكفاح، ولعب دورا فعالا في المجلس الوطني للثورة ".
وقال إن المرحوم "واصل العمل بعد الاستقلال كدبلوماسي وسخر كل جهده لإبراز مواقف وتوجهات الجزائر إزاء القضايا العربية والإفريقية والدولية"، وكان يتمع بـ"أفكار وطنية أصيلة ".
.

إبراهيم شيبوط: كافي لم يتهرب من المسؤولية يوما
وصرح الوزير السابق، إبراهيم شيبوط، بأن المرحوم علي كافي التحق بصفوف الحركة الوطنية وهو في ريعان شبابه، والخصال التي كان يتمتع بها المرحوم "أهلته للاضطلاع بعدة مسؤوليات خلال الثورة وبعدها". ووصف الفقيد بالشخصية القوية والمتزنة، التي لا تصدر أي قرار قبل دراسة جوانبه". وهو الذي لم "يتهرب من المسؤولية وخدمة الجزائر عبر مساره النضالي.
.
سعيد عبادو: الجزائر فقدت أحد أبطالها
من جهته، اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، أن الجزائر "فقدت في فقدان كافي أحد أبطال ثورة أول نوفمبر وأحد المخلصين الذين وهبوا حياتهم من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار وكذا الدفاع عن مواقفها ووحدتها الترابية خلال تقلده لمناصب المسؤولية أثناء الثورة وبعد الاستقلال".
.
خالفة مبارك: الجزائر فقدت رجل المواقف الصلبة
ومن جهته، يرى الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين، مبارك خالفة أن الجزائر خسرت بوفاة كافي مجاهدا خدم الجزائر وشعبها خلال الثورة التحريرية وأثناء معركة البناء، موضحا بأن المرحوم كانت لديه "مواقف صلبة وكان نزيها ومخلصا وأنه اكتفى بالقليل في مذكراته بشأن الثورة الحريرية.
.

سلال: كافي قضى عمره في سبيل القضية الوطنية
قدم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، تعازيه الخالصة لأسرة وأقارب الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة. وفي برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد كتب سلال: "بقلب خاشع مؤمن بقضاء الله وقدره تلقيت ببالغ التأثر والأسى نبأ رحيل المجاهد الكبير الرئيس علي كافي، رحمه الله وطيب ثراه، وأفاض على روحه مغفرة وثوابا، الذي وافته المنية بعد أن قضى جل عمره مناضلا ومجاهدا في سبيل القضية الوطنية إبان العهد الاستعماري قبل أن يمارس عديد المسؤوليات السياسية والدبلوماسية في جزائر الاستقلال إلى أن تقلد في الأخير منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة في مرحلة من أدق المراحل التي شهدها تاريخ بلادنا المعاصر".