مراقبة
أسكن روح القطيف
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 23,923 المواضيع: 8,640
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
عاش لم يعرفوه.. مات اصطفوا صفوفًا طويلة في العزاء!
لتفاتة: ما رأيك القارئ الكريم، أو القارئة الكريمة، في طوابير العزاء التي تكون في مجالس الفاتحة والتدافع، خصوصًا في عزاء الرجال، ووقوف الأقارب من غير الدرجة الأولى؟ تراها مناسبة وعادة اجتماعية جميلة أم يمكن التغيير في الشكل وبقاء الغرض؟ الذين يقفون كلهم يعرفون المتوفى جيدًا؟
الحقّ يقال بأن مجتمعنا لا تزال فيه الطيبة والمشاعر النبيلة. فينا من يسأل ويعتني ويواصل! إيّانا أن نحسب أنّ كلّ الناس من طينة واحدة! لا تزال دنيانا بخير. فيها ناس يصِلونَ في الحياة وبعد الممات، "لو خليت خربت". هؤلاء هم ملح الحياة ويحقّ لهم أن يصطفوا وأن يبكوا!
وفرزُ النّفوسِ كفرزِ الصّخور * ففيها النّفيس وفيها الحجر
لكن! تبقى حكايات الحاج فلان، وفلان، وفلان، الذي بقي في فراش المرض لمدة طويلة، تخلى عنه أكثر الأقارب ولم يعد يزوره إلا القليل منهم. عانى وعانى ثم مات رحمه الله تعالى. في الصباح عرفوا أنه مات فأقاموا له مجلس عزاء واصطفوا بالعشرات بل بالمئات! قصص وحكايات اجتماعية ليست من الخيال، اسأل وتعرف، هل كلّ من يصطف في العزاء مثكول؟ أم رفع عتب؟
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً * عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ * وَلَو حَلَّ بَيتي نائِيًا عِندَ ضَرغَدِ
أظنّ لو عاد الحاج فلان إلى الحياة ونظر في وجوه الواقفين في صفّ العزاء -الطويل جدًّا- لقال لكثيرٍ منهم: أنا كنت مريضًا مدة طويلة، أين كنتم؟! كنت أشعر بالوحدة ساعات طويلة ولم تزوروني، لماذا الآن؟ لم ترسلوا رسالة مجانية أو مكالمة تليفونية لتسألوا عني، سلام مع صديق! انتظرتم موتي ووقفتم في العزاء، كأنكم في وليمة عرس!
لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني * وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادِي
إِنَّ أَمامَكَ يَومًا أَنتَ مُدرِكُهُ * لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادِي
قف إن شئت في صفّ العزاء، لكن قبل ذلك زيارة، رسالة، مكالمة هاتفية، كيفك يا عم؟ كيف صحتك؟ ليس حرامًا الوقوف في العزاء وليس عيبًا لكنه -قد- لا يفوق الوصال قبل الموت. أمور كثيرة لا يمكن إصلاحها بعد أن يغلق الحفارُ قبر الميت ويَنصرف المشيعون.
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "فسبحان الله، ما أقرب الحيّ من الميت للحاقهِ به! وأبعد الميت من الحيّ لانقطاعه عنه"! يضيف ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة بعد العبارة السابقة للإمام علي عليه السلام: نظر الشاعر، فقال:
يا بعيدًا عنى وليس بعيدًا * من لحاقي به سميع قريب
صرت بين الورى غريبًا * كما أنك تحت الثرى وحيد غريب