أتيت إليكم..
وما كنت أعرف معنى الغناء
وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..
وحلقت بالحلم فوق السماء..
حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا
وما جئت أصرخ بالمعجزات
وما كنت فيكم رسولا نبيا
فكل الذي كان عندي غناء
وما كنت أحمل سرا خفيا
وصدقتموني..
فماذا سأفعل يا أصدقاء
إذا كان صوتي توارى بعيدا
وقد كان صوتا عنيدا قويا؟
إذا كان حلمي أضحى خيالا
يطوف ويسقط في مقلتيا؟
وصار غنائي حزينا.. حزين
* * *
لقد كنت أعرف أني غريب
وأن زماني زمان عجيب
وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه
وأني سأنشد لحنا جميلا
وأدرك أني أغني لنفسي
وأني سأغرس حلما كبيرا
ويرحل عني.. وأشقى بيأسي..
فماذا سأفعل يا أصدقاء؟
أتيت إليكم بلحن جريح
لأن زماني.. زمان قبيح
فجدران بيتي دمار.. وريح
وبين الجوانح قلب ذبيح
وأصحو وفي القلب خوف عميق
فأمضغ في الصمت بعض الكلام
أقول لنفسي كلاما كثيرا
وأسمع نفسي..
وألمح في الليل شيئا مخيفا
يطوف برأسي
ويخنق صوتي..
ويسقط في الصمت كل الكلام
* * *
فلا تسأموني
إذا جاء صوتي كنهر الدموع
فما زلت أنثر في الليل وحدي
بقايا الشموع
الشاعر
فاروق جويده