في أعماق كهف آريان كانديد بإيطاليا، على بعد 6.7 متر تحت سطح الأرض، يرقد "أمير آريان كانديد"، شاب من العصر الحجري القديم العلوي، عمره 23,500 عامًا، يكشف لنا عن حياة بشرية قديمة مذهلة.
هذا الشاب، الذي يبلغ طوله 1.7 متر، كان صيادًا ماهرًا، قوي البنية، تغذى على لحوم الحيوانات البرية والأسماك. تشير تحليلات نظائر الكربون والنيتروجين في عظامه إلى نظام غذائي غني بالبروتين، مع نسبة عالية من اللحوم الحمراء (حوالي 70%) والأسماك والمحار (حوالي 30%).
دفن بعناية، مغطى بالمغرة الحمراء، مع مجموعة رائعة من التحف الجنائزية:
* غطاء رأس مزين بأكثر من 300 صدفة مثقوبة، مما يشير إلى مكانة اجتماعية مرموقة.
* نصل صواني يبلغ طوله 22 سم، مصنوع من صوان مستورد من منطقة تبعد مئات الكيلومترات، مما يدل على شبكات تجارية متطورة.
* سوار من عاج الماموث، وهو مادة ثمينة ونادرة، مما يؤكد على أهميته.
إصابته المميتة، التي ربما تكون من هجوم دب كهفي (Ursus spelaeus) أو قط كبير، تروي قصة صراع البقاء في عالم قاسٍ. ينتمي "الأمير" إلى الثقافة الغرافيتية، التي انتشرت في أوروبا من البرتغال إلى روسيا، مع مواقع أثرية مماثلة مثل سونغير في روسيا، التي تبعد حوالي 3000 كيلومتر، مما يشير إلى روابط ثقافية قوية بين هذه المجتمعات.
أظهرت التحليلات الجينية الحديثة أن "أمير آريان كانديد" ينتمي إلى سلالة بشرية قديمة تختلف عن سكان أوروبا الحاليين، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى فهمنا لتاريخ البشر في هذه المنطقة.
![]()