عبرت دول مجلس التعاون الخليجي الأحد عن قلقها الشديد حيال تداعيات الزلزال الذي ضرب منطقة قريبة من مفاعل بوشهر النووي الإيراني قبل أيام، وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني للمعاينة.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني خلال اجتماع عقد في الرياض بمشاركة مختصين في لجان للطوارئ، إن الهزة أثارت قلقا بالغا في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الإيراني لأضرار قد تتسبب في تسرب إشعاعي.

وأكد ضرورة أن تبادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل النووي في بوشهر والوقوف على الأضرار المحتملة، والتأكد من سلامة هذه المنشأة، داعيا إلى التزام إيران بالمعايير الدولية للأمن والسلامة.

واعتبر أن الهزة الأرضية "ينبغي أن تدق ناقوس الخطر حول سلامة المفاعل النووي باعتبار أنه يقع في منطقة النشاط الزلزالي في إيران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبة بتحرك سريع لمعالجة الوضع وحماية البيئة الطبيعية من أضرار محتملة".

وقد تعرضت منطقة ريفية في جنوب إيران الثلاثاء لزلزال أسفر عن مصرع نحو 40 شخصا لكن السلطات أكدت أن محطة بوشهر النووية لم تصب بأضرار.

وهز الزلزال بقوة 6.1 درجة مدينة كاكي التي تبعد مسافة 89 كيلومترا جنوب شرق مدينة بندر بوشهر الساحلية حيث المفاعل النووي، وشعر بالهزة العنيفة عدد من بلدان الخليج.

وأضاف الزياني أن هذا "يستوجب ضرورة تدارس تداعياته وتأثيراته على البيئة الطبيعية بدول المجلس، والسبل الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لدول المجلس على المستوى الجماعي المشترك".

وأوضح أنه سبق وأن نبهت دول الخليج إلى "خطورة وضع المفاعل النووي في بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الإشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي".

وقال إن دول المجلس دعت إيران إلى "ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في منشآتها النووية، لكنها مع الأسف الشديد، لم تبد أي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف" حيال برنامجها.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إن الاجتماع بحث "متطلبات تنفيذ الخطط الوطنية للطوارئ والتجهيزات المتوفرة للحماية اللازمة للقاطنين في دول المجلس من مواطنين ومقيمين، وسبل التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية بالطوارئ في الدول الأعضاء، والخطط اللازمة للتواصل مع المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة في الطاقة النووية".

ومفاعل بوشهر الذي بدأت ألمانيا بناءه قبل الثورة الإسلامية عام 1979 واستكملته شركة روساتوم الروسية، تعرض لمشاكل فنية.

ودشن المفاعل في أغسطس/ آب 2010. وكان يفترض أن يعمل بكامل طاقته بنهاية العام ذاته لكن لم يتم ربطه بالشبكة الوطنية للكهرباء إلا أواخر 2011.

ولا تطبق منشأة بوشهر معاهدة الأمن النووي التي وضعت بعد كارثة تشرنوبيل عام 1986 لتعزيز الشفافية والسلامة.

وتسعى إيران لتطوير طاقة نووية ذاتية في إطار برنامج نووي يخضع لمراقبة مكثفة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير أن الدول الغربية تشتبه بأن لدى إيران طموحات لامتلاك قدرات أسلحة نووية الأمر الذي تنفيه طهران التي تؤكد أن برنامجها سلمي محض.

المصدر اخبار الحرة