موسكو متخوفة من فقدان قاعدة طرطوس في سوريا
الثلاثاء 16 أفريل 2013
رفضت الجزائر طلبا روسيا بالحصول على تسهيلات خاصة في قواعد بحرية جزائرية، وجاء الطلب الروسي، حسب مصدر عليم، في وقت أبدى فيه مسؤولون صينيون نفس الرغبة في الحصول على تسهيلات عسكرية بحرية. ورفضت الجزائر الاستجابة لطلب روسي بالحصول على امتياز في قواعد بحرية جزائرية، بسبب مخاوف على العلاقة مع دول غرب المتوسط، وأبلغ مسؤولون روس كبار نظراءهم الجزائريين رغبة حكومة بلادهم في إمضاء اتفاقية دفاعية تتضمن منح الجزائر الكثير من الامتيازات العسكرية مقابل تسهيلات عسكرية جزائرية تتعلق بإحدى القواعد البحرية الجزائرية، وأبدى مسؤولون من الصين نفس الرغبة، وقال مصدر عليم إن الروس جددوا هذا الطلب مباشرة بعد اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، حيث توقفت الاتصالات بين موسكو والعقيد القذافي حول منح امتيازات خاصة في قواعد بحرية ليبية لروسيا، لكن الجزائر رفضت الطلب لعدة اعتبارات تتعلق بمسألة السيادة الوطنية على الأراضي والقواعد الجزائرية، وقالت مصادر على صلة بالملف إن الروس لم يبدوا أبدا رغبتهم في الحصول على قاعدة دائمة على البحر المتوسط في السواحل الجزائرية، لكنهم طلبوا الحصول على امتياز خاص في قواعد بحرية جزائرية تطل على الحوض الغربي للبحر المتوسط، ويتضمن الامتياز إنشاء قاعدة اتصالات روسية متقدمة ومحطة لتزويد الغواصات وقطع البحرية الروسية بالمؤن والوقود، تحت مراقبة البحرية الجزائرية، وكان المقابل هو امتيازات إضافية للجزائر في إطار صفقات التسليح ونقل التكنولوجيا، وكان مبرر الروس هو الامتياز الذي منحه المغرب للأمريكيين في قواعد برية وبحرية عدة، وأشار مصدرنا إلى أن الصينيين طلبوا امتيازات أقل قبل أكثر من 10 سنوات، لكن الرد الجزائري كان هو أن الجزائر مستعدة للتعاون في إطار القانون الدولي واحترام وعدم تهديد الجوار، حيث تلتزم الجزائر بعدم توجيه أي تهديد لدول الجوار البحري خاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى البحرية الأمريكية الموجودة في قواعد في إسبانيا وإيطاليا.
وقال مصدر على صلة بالملف إن الروس يرغبون في التحضير لاحتمال فقدان قاعدة طرطوس البحرية السورية التي وضعت تحت تصرف البحرية الروسية، كما أن الصينيين يرغبون في تعويض احتمال فقدان الامتيازات التي حصلوا عليها في موانئ سوريا. وتشير تقارير عسكرية إلى الأهمية الإستراتيجية الكبرى لقاعدة المرسى الكبير البحرية في وهران، بسبب قدرتها على السيطرة على مضيق جبل طارق ومنطقة واسعة من الحوض الغربي الضيق للبحر الأبيض المتوسط، حيث سارعت قوات الحلفاء للسيطرة عليها أثناء الحرب العالمية الثانية بعملية عسكرية أمريكية.