ثمانية نحاتين عالميين شاركوا بالملتقى من بينهم الأسترالي فرانكو ديغا
يواصل ملتقى النحت العالمي الأول بالعاصمة دمشق فعالياته حتى نهاية يوليو/ تموز الجاري بمشاركة نحو عشرين نحاتا ثمانية منهم عالميون وثمانية عرب، والبقية من سوريا.
وقال منظم الملتقى ورئيس معهد الفنون التطبيقية بدمشق الفنان أكثم عبد الحميد إنه يهدف لتفعيل المشروع الثقافي الفني في مدينة دمشق، وتنشيط الحركة التشكيلية عن طريق تبادل الخبرات بين الفنانين السوريين ونظرائهم العرب والأجانب.
أكثم عبد الحميد مع منحوتته
وتابع للجزيرة نت "إن الملتقى يهدف أيضا إلى تفعيل الثقافة البصرية لدى جمهور الفن السوري عن طريق المشاهدة والمتابعة اليومية لقطع الرخام".
واختير المشاركون استنادا إلى سيرهم الذاتية بالإضافة إلى شهرتهم في بلادهم. ويبرز بينهم الإسباني ميغل إيسلا، والأسترالي فرانكو ديغا، والبحريني علي المحاميد، والمصري هاني فيصل، والكوري الجنوبي هوانغ هو، والبلغاري بيروسوف بتروف.
وسيتم توزيع المنحوتات لتوضع بشكل دائم في حدائق دار الأوبرا ومكتبة الأسد، وسيعرض الجزء الأكبر في ساحات وحدائق دمشق ضمن ترتيب سيتم الاتفاق عليه بين وزارة الثقافة ومحافظة دمشق.
نكهة خاصة للملتقى
ولفت عبد الحميد إلى أنه تم ترك الحرية لكل نحات لإنجاز ما يريد من موضوعات وأفكار استنادا إلى أن المشاركين جاؤوا من ثقافات مختلفة، ولكل منهم رؤية تشكيلية شخصية.
ورأى النحات المصري أن تجربة الملتقى لها نكهة خاصة. وتابع للجزيرة نت أن التنظيم والأجواء داخل الملتقى ممتازة.
مشاركة السوري عماد الدين كسحوت
وأضاف هاني محمود فيصل أن المنحوتة التي عمل عليها طوال أيام الملتقى مستوحاة من الساعات الشمسية التي ازدهرت بها الحضارة الفرعونية.
وأوضح أنه أراد الربط بين تلك السمة المميزة للحضارة المصرية القديمة مع المنحوتة التي ينفذها بالمدينة العريقة دمشق.
وكشف فيصل أن العمل مستوحى من مبدأ انعكاس الشمس على معبد أبو سمبل المعروف بأن الشمس تأتيه على وجهه يوم عيد ميلاده.
وقال أيضا إن الضوء ينعكس على المنحوتة مما يعطيها حيوية وديناميكية حيث تتفاعل مع الضوء.
بدوره قدم النحات البحريني عملا تجريديا بشكل طائر سماه طائر السلام، وقال إنه يرتبط بقضايا المنطقة السياسية، ويدعو لنشر المحبة والسلام فيها.
ورفض علي المحاميد -الذي يرأس جمعية الفنون البحرينية- وضع الأجواء الحارة بدمشق في إطار المصاعب، مشيرا إلى أنه لا مصاعب أمام الفنان طالما بدأ العمل بمشروعه النحتي.
وتابع أن مشاركته بالملتقى هي العاشرة له خارج البحرين، لكنه لفت إلى "وجود خصوصية لهذا الملتقى فرضتها خصوصية دمشق كإحدى مدن الشرق العظيمة المحافظة على دفء العلاقات بين أفرادها واحتضانها لزوارها".
سفراء سوريا
السوري محمد بعجانو من المشاركين
وجاءت فكرة الملتقى لعدم وجود فعالية نحتية في دمشق أقدم عواصم العالم، ورغم تأكيد المنظمين أن الملتقى النحتي لا علاقة له باحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية للعام الجاري، إلا أنهم يؤكدون أنها أضفت عليه أهمية مضاعفة.
وقال عبد الحميد "كنا نواجه أسئلة محرجة عند مشاركتنا بالملتقيات العالمية عن عدم وجود ملتقى للنحت بدمشق، مما دفعنا للتفكير بالمشروع وتنفيذه بدعم من وزارة الثقافة ومحافظة دمشق".
وأضاف منظم ملتقى النحت العالمي الأول أنه منذ الإعلان عنه تقدم للمشاركة به نحو 265 نحاتا، اختير منهم المجموعة المشاركة الآن.
وأشار عبد الحميد إلى أهمية تعرف المشاركين على الحضارة السورية، وأخذ انطباعات رائعة ستلازمهم لدى مغادرتهم، ليتحدثوا عنها بل ويكونوا سفراء لسوريا حول العالم.