اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان”16مليون ناخب يحق لهم المشاركة في الاقتراع العام يوم السبت المقبل لاختيار ممثليهم في مجالس المحافظات”، مؤكدة انتهاءها من تهيئة”160 محطة انتخابية لتصويت المهجرين في عموم المحافظات غير المنتظمة باقليم”، لافتة الى تسجيلها”61 الف مهجر في قاعدة بيانات المفوضية”.
ووسط اشادات دولية واممية ابدت اعجابها بسلاسة الانتخابات الخاصة التي جرت السبت الماضي لمنتسبي قوى الامن الداخلي والجيش، تنطلق يوم السبت المقبل انتخابات مجالس المحافظات في 12 محافظة عدا الانبار والموصل وكركوك.
مدير عام دائرة العمليات في المفوضية الدكتور وليد كاصد الزيدي ذكر في حديث لـ”الصباح” ان المفوضية “ اكملت جميع الاستعدادات ليوم الاقتراع العام الذي سيصادف السبت المقبل والذي خصص لمشاركة الناخبين الاعتياديين والمهجرين والمشروط لنزلاء السجون والمرضى في المستشفيات”، مشيراً الى انه “سوف لن يكون هنالك تصويت عام في محافظات الانبار ونينوى وكركوك واقليم كردستان العراق سوى للمهجرين”.وبين الزيدي “اكتمال الخطة الامنية اللوجستية المتعلقة بخزن المواد الانتخابية سواء كانت المطبوعة او المنتجة خارج العراق”، معرباً عن امله” بان يكون نجاح التصويت العام بنفس النجاحات التي حققها التصويت الخاص او أكثر من حيث سجل الناخبين الذي كان على مستوى عال من الدقة عندما اختبر في هذا النوع من التصويت”، لافتا الى ان “هذه الانتخابات خطط لها ونفذت بملاكات عراقية 100 بالمئة”.
وكانت منظمات دولية واخرى اممية اشادت” بسلاسة سير العملية الانتخابية في العراق على ضوء التقارير التي رفعت من قبل المراقبين الدوليين الذين حضروا الانتخابات”، ومثلما اشار الى ذلك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر الذي اشاد كثيرا بدور المفوضية وملاكاتها والجهات الساندة لها في هذه العملية.
ورحّب كوبلر” بالسير السلس للتصويت الخاص في انتخابات مجالس المحافظات الذي جرى يوم السبت الماضي”، مشيرا إلى أن “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أظهرت مستوى عاليا من المهنية في هذه الانتخابات التي تجرى لأول مرة بادارة عراقية كاملة”، متمنيا ان تشهد الانتخابات العامة يوم السبت المقبل” الاقبال نفسه الذي شهده يوم الاقتراع الخاص، مطالباً قوات الأمن بالعمل من أجل توفير بيئة حرّة وآمنة لإجراء تلك الانتخابات”.
ومضى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى القول “إنّ من الأهمية بمكان أن يخرج الناخبون للإدلاء بأصواتهم في جو منظم وآمن وخال من أعمال العنف والتهديد والتخويف”.وبشأن المواصفات الخاصة بورقة الاقتراع التي ستستخدم في يوم التصويت العام المح الزيدي الى “ المواصفات الامنية العالية التي تتمتع بها ورقة الاقتراع، لاسيما انها طبعت خارج العراق وفيها خصائص عالية وستكون ورقة مشابهة لورقة انتخابات 2009 و2010”، موضحا” وجود ورقة خاصة لكل محافظة مثبت فيها ارقام الكيانات والمرشحين”، لافتاً الى ان “المحافظات التي تحوي مكونات اخرى سيكون هنالك لون مغاير لاسماء الكيانات السياسية فيها لكي يتسنى للناخب الذي يرغب بالتصويت للكيان الذي يمثله الاستدلال عليه دون اي صعوبة او عقبات او مساعدة”.
ونفى الزيدي “وجود اشعار من عمليات بغداد او الجهات الامنية الاخرى بشأن منع التجوال يوم السبت القادم”، مؤكداً انه “سيتم تهيئة جميع المدارس التي حددت كمراكز اقتراع بعد التنسيق الذي جرى بين المفوضية ووزارة التربية”، مؤكدا تهيئة”160 محطة لتصويت المهجرين في مراكز الاقتراع العام و 493 صندوقا في المحطات المختلطة”، منوها بان المفوضية “اعدت 109 مراكز تصويت مشروط في المستشفيات تحوي 166 محطة اقتراع فضلا عن 12 مركزاً للتصويت المشروط في السجون تحوي 34 محطة اقتراع”.
بدوره جدد الناطق باسم المفوضية صفاء الموسوي دعوته الى “جميع الكتل والكيانات السياسية بالالتزام بموعد الصمت الاعلامي المصادف التاسع عشر من نيسان الجاري يوم الجمعة المقبل تمهيدا لبدء عمليات الاقتراع العام”.مؤكدا خلال حديثه لـ”المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي” ان اكثر من 16 مليون ناخب موجودة اسماؤهم في سجل الناخبين بـ 14 محافظة من ضمنها محافظتا نينوى والانبار، مبينا “ان المفوضية تضع اللمسات الاخيرة لتهيئة المستلزمات الخاصة بعملية الاقتراع من خلال تهيئة اكثر من 5 الاف مركز انتخابي واكثر من 38 الف محطة انتخابية متوزعة بين 12 محافظة باسثناء محافظتي نينوى والانبار واقليم كردستان”
الى ذلك انهى مكتب مفوضية الانتخابات في الكرخ 30 بالمئة من عمليات التسوية والمطابقة لصناديق الاقتراع الخاص الذي جرى في الثالث عشر من هذا الشهر.
وبحسب معاون مدير مكتب مفوضية الكرخ حازم محمد ناصر في حديث لـ”الصباح” “فان التصويت الخاص جرى بانسيابية عالية بعد ان تمت تهيئة 60 مركزا انتخابيا احتوت على 322 محطة انتخابية”، مشيراً الى ان “جميع تلك المراكز جرى فيها التصويت بشكل جيد حيث بلغ عدد المقترعين 80 الف مصوت من اصل 132 الف ناخب ثبتت اسماؤهم في سجل الناخبين للتصويت الخاص وبنسبة تصويت فاقت الـ60 بالمئة”.
مبينا البدء “بفتح صناديق الاقتراع لاجراء عملية التسوية والمطابقة فقط دون وجود اية عملية للعد أو الفرز على اعتبار ان هذا الموضوع سيجري بعد انتهاء التصويت العام في العشرين من الشهر الجاري”.
ونبه ناصر على ان عملية التسوية والمطابقة يقصد بها “التأكد من مطابقة ارقام اقفال صندوق الاقتراع لما جرى في يوم التصويت، اذ تتم مطابقتها مع نفس الارقام الموجودة في الاستمارة الموقعة من قبل موظفي المحطة، والتأكد من عدد التواقيع الواردة في سجل الناخبين مع عدد الاوراق الموجود في صناديق الاقتراع”.
والمح معاون مدير المكتب الى ان نسبة الانجاز في هذه العملية وصلت الى نحو 30 بالمئة والعمل مستمر بشكل يومي على ان يتم استكمالها في يوم العشرين من هذا الشهر الذي يصادف يوم التصويت العام، مؤكداً انه في ليلة الحادي والعشرين يتم نقل الصناديق الخاصة بالتصويت المشروط للراقدين في المستشفيات والعاملين فيها ونزلاء السجون الذين تقل محكومياتهم عن خمس سنوات الى هذا المركز للتحقق من سلامة الاصوات، فضلاً عن الاصوات الخاصة بالمهجرين الموجودين في جانب الكرخ من بغداد، اذ سيكون عد وفرز هذه الاصوات في داخل هذا المركز.
بدورهم ابدى مواطنون املهم في ان تشهد عملية الاقتراع العام يوم السبت المقبل، حجم اقبال مشابها لما شهده يوم الاقتراع الخاص، فيما ابدى اخرون امتعاضهم من عدم تقديم الخدمات اللازمة خلال السنوات العشر الماضية، وهو الامر الذي تخوف العديد من المراقبين من ان يلعب دورا سلبيا في اعداد المشاركين في الانتخابات.
وقال حسام الحاج ان معظم الناخبين في العراق لم يستفيدوا من العمليات الانتخابية السابقة، وبحسب الحاج فهنالك من يعتقد “ان الانتخابات ستدر عليه بالاموال والخيرات وتحسن من معيشته وتجعله بمصاف الدول والشعوب المتقدمة” وهو الامر الذي نفى الحاج حصوله حتى بعد الانتخابات المقبلة، لاسيما بعد قناعته “بعدم تمكن الكتل السياسية من تقديم الخدمات التي كان يصبو لها”. ورغم احباط الحاج من الانتخابات السابقة بيد انه” ناشد الناخبين بالتوجه الى صناديق الاقتراع كونه حقا مكفولا لهم وليس للكتل”.
ولم يبتعد كثيرا المواطن زياد نهاد عن الرأي السابق، حينما اشار الى ان اجراء الانتخابات في ظل” تعقيدات سياسية” امر لا يمكن ان يحقق المزيد من تطلعات الشعب، متوقعا ان تؤدي تلك التعقيدات والازمات السياسية الى” عزوف الناخبين عن المشاركة الواسعة في الانتخابات العامة لمجالس المحافظات.
16/4/2013
جريدة الصباح