‏أَقولُ لهمْ: هذا زمانٌ سينقضي

‏فلا تُتْلفوا الأَشعارَ -مدحًا- ولا الخُطَبْ

‏فلم يُصغِ لي بالأَمسِ إِلا بنو غدٍ

‏ومنهم على كُرْهٍ ومنهم على حسَبْ!

‏وما هيَ إلا ضحْكةٌ قبلَ دمعةٍ

‏ليدفعَ ذاكَ العهدَ حمقاهُ فانقلبْ

‏لتخلوَ ساحاتُ البلادِ لِنَبْتةٍ

‏بها فوقَ ما بالكأسِ من وعْيٍ احتجَبْ

‏ومَنْ كانَ تلميذَ الكؤوسِ بيومِها،

‏على دورةِ الأيامِ، أمسى لمَنْ غلَبْ

‏وما كنتُ من أزلامِها غيرَ أنني

‏تلقَّيتُ من أزلامِها ذلكَ اللقبْ

‏سكتُّ لعلمي أنَّني ابنُ بلاغةٍ

‏وشرحيَ للمشروحِ ليس من الأَدَبْ

‏وأدري إذا ما جدَّ حُكْمٌ، فذاتُهم

‏يعودونَ مظلومينَ عندَ الذي ذهَبْ

‏** ** **

‏سأَحفظُ باسم مُستعارٍ سلامتي

‏كأَنْ أُصبحَ اللا جَدَّ، في حارةِ الْلُعَبْ!

‏وأَتركُ صوتي خارجَ البيتِ عندما

‏أَعودُ لأَهلي من حوارٍ عن العرَبْ

‏وأهجرُ ظلّي، إنما الظلُّ ثغرةٌ

‏تُعينُ علينا الضوءَ من سالفِ الحِقَبْ

‏لأنَّ وجودي حاملًا فِطْرةَ الهوى

‏بعصْرٍ به حتى التبسُّمُ مُكْتَسَبْ…

‏بهِ صرتُ أَبدو مثلَ جُرحٍ بخيمةٍ،

‏تهرَّأَ حزنًا حولَهُ الجِلْدُ والعصَبْ!

‏لديَّ عليها غربتانِ، فغربتي

‏عليها وأخرى أنها موطنُ الكُرَبْ

‏ووعْدُ طواغيتٍ لها أَنْ تزيلني

‏فيا بؤس طاغوتٍ ويا بؤسَ ما وهبْ

‏ومَن سوف يعطيها جمالًا يفوقني

‏ولو خاطَها دونيْ بخيطٍ من الذَّهبْ؟!