أعتلى صوت تأوهاتي بلا موعدٍ ..
ثمَّ راودتني عَبره ممشوقةً بنحيبِ ينطلق من سواد الروح
بعدَ أخطارٍ لذكرى كانت قابعةً في أدراجِ الذاكرة
لَم يمهلني الحنين فرصةً للتراجع من الخوض بتفاصيلها
أو كبتِ تلك التأوهات التي كانت أقوى من رُشدي ..
أوَ حتى من ذلكَ الأتزان الذي أحمل
أعترف بأنَّ ظروف الذكرى كانت أقوى من أيّ حدثٍ أخر مر
قد ألهبَ المشاعر لدرجةٍ لَم يفي حقّها التصوّر
فَـ من العجبِ أنّ المخيلة قد أخفَت كلّ المشاهد ..
بما فيها الأحاديث ..
والابتسامات
وكل مامضى من سنين
وَ اتكأت على مشهدٍ وحيد
فَـ كلّما مرَّ أمامي ألححت عليها من تكرارِ ذات المشهد
لترتوي من نشيجه مساماة الروح
هو ذات المشهد وذاتَ الحدث الذي كانَ شاخصاً بها
ففي كلّ يوم كنت أعاهدها بأنني سأعودُ أليها ..
ثمّ أودّعها ..
تاركاً أيّاها وهي تنتظرني عند عتبة باب الدار
ثمّ أعود بعد أن وفيت بوعدي
ولكنها .. !!
لَم تفي بوعدها حتى ..
حين رَحلَت للمرة الأولىتاركةً أيايَ بلا وداع![]()