TODAY - December 16, 2010
المتحف العربي للفن الحديث يواصل فعالياته الإفتتاحية
معارض تزاوج بين الحداثة والمعاصرة.. وجلسات نقاش
استكمل "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" أمس الأربعاء برنامج فعالياته الإفتتاحية، استعداداً للإفتتاح الرسمي في 30 ديسمبر الجاري. وقد افتتح أمس معرضان جديدان، إضافة إلى جلسة نقاش حول مواضيع المعارض التي تضمنها الإفتتاح وهي "سجّل" و"مداخلات" و"محكيّ، مخفيّ مُعاد".
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الدوحة
شهد المتحف الإسلامي في الدوحة أمس فعاليات منوعة ملحقة بحفل افتتاح "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، حيث نظمت جولة للإعلاميين على معرضي "مداخلات" و"محكيّ، مخفيّ، مُعاد"، إطلعوا خلالها على محتويات المعرضين، من لوحات ومنحوتات ومجسمات وأعمال منوعة. ويشار إلى أن موعد افتتاح المعرضين الرسمي سيكون في الفترة الممتدة من 30 ديسمبر 2010 إلى 28 مايو 2011، وذلك في القاعة الخارجية الملحقة بالمتحف الإسلامي.
كما نظمت جلسة نقاش في قاعة المحاضرات في المتحف الإسلامي، شارك فيها كل من القيًمه الزائرة والمستشارة الدكتورة ندى الشبوط، أستاذة تاريخ الفن ومديرة معهد الدراسات العربية المعاصرة والإسلامية (CAMCSI) في جامعة شمال تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، ووسن الخضيري القيًمة الرئيسية ومديرة المتحف بالإنابة، ودينا الجلبي رئيسة إستراتيجية المتحف، وسام بردويل وتيل فيلراث القيمان على معرض "محكي، مخفي، معاد".
حيث تناول الحديث العلاقة بين المعاصر والحديث وتداخل المفهومين. واستضاف المتحاورون مؤسس "متحف" الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني الذي أجاب على أسئلة الحاضرين التي تركزت حول علاقة الإسلام بالفنون، فلفت مؤسس المتحف إلى أن "قطيعة حدثت بين الإسلام والفن بعد أن اتخذ الفن منحاً دينياً، حيث تحولت الصورة إلى أيقونة، وكذلك كان الحال في بلاد فارس والهند"، وأشار إلى أن التحول حصل "في القرن التاسع عشر، عندما بدأ يصلنا من أوروبا لوحات الزينة التي تستخدم كديكور في المنازل، فحدث التحول، وبدأت اللوحة تعرف طريقها إلينا".
متحف: عربي يغطي المنطقة كلها
توقف عدد كبير من المتحدثين خلال جلسة النقاش عند اسم المتحف، فلفتت وسن الخضيري إلى أن تسمية "متحف" على بساطتها أتت لتكون اسماً للمتحف العربي للفن الحديث. وشرح الشيخ حسن أن "المتحف لن يكون فقط للعالم العربي بل يتعداه ليشمل المنطقة المحيطة بالعالم العربي والشرق الأوسط وأيضاً إيران وتركيا، والهند وصولاً إلى الدول التي لا تجد من يهتم بها"، منوهاً بأن هناك "فنانون عرب يولدون في المهاجر ويعيشون فيها ويتأثرون بحضارتها، لكنهم في النهاية عرب، لذا هدفنا خلق التواصل مع الفنانين الذين يعيشون في عدة أماكن".
متحف دائم خلال سنوات
يتوقع مؤسس المتحف الشيخ حسن أن يكون المتحف الدائم جاهزاً خلال ست أو سبع سنوات، وقال "نحن ابتداء من الأمس في بداية انطلاقتنا، ولكن الآن سيكون لنا متحف مؤقت ومقرّ، فانا مثلاً جلست لقرابة 16 سنة في مستودع، ولأول مرة سيكون لنا عنوان وبيت ليتواصل معنا الفنانون والناس".
واعتبر أن قطر تبنت مسؤولية تمثيل الشرق الأوسط في مجال الفن الحديث، وهذه مسؤولية كبيرة نتمنى ان نكون على قدرها.
"سجّل" مجرد عينة
من جهة ثانية لفت الشيخ حسن إلى أن معرض "سجّل" الذي يستضيفه المتحف يضيق بما فيه من لوحات "هناك أكثر من 6000 لوحة تغطي منطقة جغرافية ضخمة، والمتحف يضم 12 غاليري متوسطة الحجم"، منوهاً بأن ما عرض "لم يكن أفضل ما في المتحف، لكن اخترنا اللوحات لمجرد إعطاء فكرة للزوار عن المتحف".
بعد ذلك انتقل الحضور إلى قاعة المعارض في باحة المتحف حيث جرى الإفتتاح بحضور رئيسة هيئة متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمدبن خليفة آل ثاني.
''محكي، مخفي، معاد''
معرض ''محكي، مخفي، معاد'' الذي يتضمن أعمال فنية مكلفة من 23 فنان معاصر جذورهم في الوطن العربي، قال الشيخ حسن أن الفكرة أتت من الرغبة في معرفة ما الذي طرأ على الفن في السنوات الأخيرة، وما الذي فعله شبابنا في أوطانهم وفي المهجر"، وأشار إلى تقدم 60 فناناً للمشاركة، لكن الإختيار وقع على 23 منهم فقط "وهم فعلاً من أحسن النماذج التي وصلتنا"، وأضاف "وجدت لديهم ما يقولونه ويعبرون عن وجهة نظرهم، كما انهم جزء من العالم اليوم، لذا فأفكارهم ولو أنها خاصة بهم ومستوحاة منبلادهم، إلا أنها عالمية".
في معرض "محكي، مخفي، معاد" 23 رواية لرحلات عبر الزمان والمكان، تم تكليف الفنانين المشاركين بأعمال تشير إلى التحول الهام في تاريخ الفن، كطريقة جديدة للنظر إلى الفن والعالم. من خلال الموضوع الرئيسي للعرض، وهو الرواية، يشهد العرض للفن ليس باعتباره منتجاً نهائياً للتأمل، بل كموقع للإستكشاف. فقد عبّرالفنانون في أعمالهم عن قصص فريدة من نوعها حيث تكون الحدود بين الماضي والحاضروالمستقبل غير واضحة.
'
'مداخلات''
يحتفل معرض "مداخلات، حوار بين الحداثة والمعاصرة" بأعمال خمسة من الفنانين العرب الكبار الذين كان لهم دور فعال في تقديم ومفاوضة الحداثة في العالم العربي، وظلوا منتجين ومؤثرين حتى اليوم. ويضم ''مداخلات'' مجموعة متميزة من معروضات المتحف الدائمة إلى جانب أعمال قدمها كل فنان من الفنانين الخمس لهذه المناسبة، بإشراف القيمة على المعرض ندى الشبوط.
وسيبرز معرض "مداخلات" الحوار بين الحداثة والمعاصرة، من خلال خمسة فنانين رئيسيين امتدت سنوات أعمالهم من فترة الفن الحديث إلى فترة الفن المعاصر، وهم ضياء العزاوي (العراق)، وفريد بلكاهية (المغرب)، وأحمد نوار (مصر)، وإبراهيم الصلحي (السودان) وحسن شريف (الإمارات). وبتكليف من المتحف، سيقوم كل فنان من هؤلاء الفنانين بإظهار عمل جديد، في سياق الأعمال الموجودة للفنانين ضمن مجموعة متحف.
ويكرم المعرض حياة وأعمال هؤلاء الفنانين، الذين ساهموا في صياغة وترويج الفن الحديث في بلدانهم ويمتد تأثيرهم حتى يومنا هذا. وحيث أن العروبة كانت عامل رئيسي في تنمية الفن العربي الحديث عند نضجهم، فقد تجلت أعمالهم في بعض الأحيان في البحث عن الهوية الثقافية والرغبة في الحفاظ على التمايز الثقافي. وفي نفس الوقت، لم يضحِ هؤلاء الفنانين بالنمو الجمالي، أو التخلي عن السعي الوجودي لفهم الذات الحديث.
ربما تورد قراءة المزيـــد لمواضيع ذات صلة:
المتحف العربي للفن الحديث يؤرخ لأكثر من قرن بأنامل المبدعين
رد مع اقتباس
