طهارةُ القلوب
وقرأتُ أنّ الحُبَّ إن هزّ الهوى
وغدا كعودِ المسكِ إذْ ما أُوقدَتْ
يُفضي إلى الأرواحِ سرًّا دافئًا
وتبوحُه الأنفاسُ ما إنْ أُشْهِقَتْ
وإذا العيونُ تناثرتْ فوق الدجى
ألقتْ عليهِ من السكينةِ واحتوتْ
حتى تضوعَ بِصَمتِهِ أسرارهُ
ومضى يُرتّلُ للحنينِ ورتلتْ
فالقلبُ حينَ توضّأتْ أشواقُهُ
خُتِمَتْ عليهِ يدُ الطهارةِ واستوتْ
وسمعتُ أنَّ النورَ يسري خافقًا
في القلبِ إنْ صدقَ الهوى وتأملتْ
إنْ رفَّ طرفُ العاشقينَ بنشوةٍ
فالكَوْنُ في أعماقِهِ قد سبّحتْ
وتحجّرتْ كلُّ الظنونِ بعزمِهِ
حتى الغياهبُ باليقينِ تفتحتْ
فإذا تبسّمتِ القلوبُ بوجدِها
غدتِ الحياةُ على المحبةِ أبهجتْ
وسرى الجمالُ على المدى وتوشّحتْ
بالنورِ أرواحُ الحيارى واهتدتْ
ورأيتُ أنَّ العشقَ أسمى منزلٍ
تعلو به الأرواحُ إنْ هي أخلصتْ
يبكي الفؤادُ ولا يرى في دمعهِ
إلّا ندًى من رحمةٍ قد أغدقتْ
والروحُ تَسكُنُ في هدوءِ سمائِها
كالوحيِ إنْ جادَتْ عليهِ وعرّجتْ
فإذا القلوبُ توضّأتْ في حبّها
صلّتْ لربّ العشقِ حتى أشرقتْ!