أعمال محمد رياض سعيد
رغم رحيله قبل نحو 17 عاما، كان ولا يزال الفنان محمد رياض سعيد أحد رواد المدرسة السريالية في مصر، إذ تربع على عرشها 40 عامًا، ويوصف بأنه أيقونة السريالية المصرية في الثلث الأخير من القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، ليعيد معرض جديد تقديم أعماله للجمهور لأول مرة منذ فترة طويلة.
![]()
محمد رياض سعيد
كان محمد رياض سعيد مشغولا بقضايا مختلفة سياسية واجتماعية وسياسية، مرتبطا بما يحدث حوله في العالم، وحملت لوحاته سيريالية الأسلوب، وواقعية المضمون، فرسم عن رغيف الخبز ومأساة القدس، فتحت عنوان «حلم في ساحة القدس» صور مدينة القدس القديمة وكأنها عروس، تقف لتشاهد جثمان عريسها أو بطلها حيث رسم لفافة مثل النعش تشتعل أمام المسجد الخالى من المصلين، ومن بعيد رجل يتبول معبرا عن الانتهاكات في هذه المدينة المقدسة، معبرا عن حالة الغضب كرد فعل على جرائم الاحتلال وصمود الأقصى، في عمل غير مؤرخ، وكأنه يعبر عن المشهد في الأرض المحتلة اليوم.![]()
ويقول إيهاب اللبان، معد المعرض، إن الفنان محمد رياض سعيد من الفنانين الذين أخلصوا للسريالية، فهو ينتمي لجيل مهم في تاريخ الحركة الفنية التشكيلية، وهو أيقونة أو رمز للسريالية المصرية، إذ ترك العديد من الأعمال السوريالية التي تعد بصمة في تاريخ الحركة توصف بأنها نادرة لأن الكثيرون لم يطلعوا عليها.![]()
ويوضح في حديثه لـ«أيقونة» أن المعرض يقدم نحو 30 عملا من أهم أعمال الفنان الراحل، تناقش موضوعات مهمة ومتنوعة وتقدم نموذجا فعليا لمنهج المدرسة السيريالية، تعرض للجيل الحالي من الدارسين والفنانين والمهتمين بالحركة التشكيلية ومقتني الفنون كرمز كبير لهذه المدرسة، مضيفا أن محمد رياض سعيد من أهم من عملوا في السريالية المصرية بل يتفوق في الكثير من الأحيان لأنه أخلص لفنه بشكل كبير ولهذه المدرسة الفنية.
أعمال نادرة
ويضيف أن الأعمال المشاركة لم تعرض منذ فترة بعيدة، حيث كان الفنان الراحل مقلا في عروضه، كما أن أسرته تعتز بشكل كبير بأعماله الفنية ولم تعرضها بشكل كبير، حتى جاءت الفرصة لعرضها، مؤكدا أن جزء كبير من تلك الأعمال لم تعرض للجمهور من قبل ولم يراها أحد، بما يجعل المعرض وجبة فنية لأحد المحطات الرئيسية في الفن المصري التشكيلي، فهو محطة يجب أن يمر عليها كل من يعمل في هذا المجال.
ويؤكد أن الهدف من المعرض تسليط الضوء على الفنان وتقديمه كرمز من رموز الفن، ويصاحب المعرض تقديم كتيب صغير لجميع الأعمال المعروضة ومعه دراسة نقدية عنه من إعداد الناقد صلاح بيصار، موضحا أنه منذ وفاة الفنان أقيم معرضين استيعاديين عنه ويأتي هذ المعرض يعيد تقديم محمد رياض سعيد ليأخذ حقه كأحد رموز الفن المصري في العصر الحديث.
ولد محمد رياض سعيد في 28 أكتوبر 1937، وتحرج في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1964، وعاش بين القاهرة وإسبانيا، ورحل في مايو 2008، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الفنية والجهد، حيث حصل على شهادة الأستاذية في الفن من أكاديمية سان فرناندو بأسبانيا 1976 والمعادلة لدرجة الدكتوراه بمصر، وكان أستاذا للتصوير والترميم بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة .
وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية، وله مقتنيات خاصة لدى الأفراد بمصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا والأرجنتين، فضلا عن مقتنيات رسمية في متحف كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ومتحف الفن المصرى الحديث، ووزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة. ويقام المعرض في جاليري المشهد من 2 فبراير حتى 27 مارس 2025.
![]()