معلومات عن قلعة دمشق


قلعة دمشق
قلعة دمشق هي قلعة محصنة أُنشئت في العصور الوسطى تعد من أهم معالم فن العمارة العسكرية والإسلامية في سوريا في العصر الأيوبي وفي الوطن العربي وقد أدرجت في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 1979 ميلادي.
تقع قلعة دمشق في الركن الشمالي الغربي من أسوار مدينة دمشق عاصمة سوريا بين باب الفراديس وباب الجابية .
تاريخ قلعة دمشق
وفي أيام صلاح الدين الأيوبي استعصت عليه القلعة حينما احتل دمشق عام 570هـ/1174م ولكنه تسلمها صلحاً فيما بعد، وجعلها مركز حكمه. فرمّمها وأضاف إليها أبنية أخرى، وعاش وتُوفي فيها عام 1193م. ودُفن في قسمها الغربي، وبعد ثلاث سنوات، نُقل جثمانه إلى المدرسة العزيزية.
هدم الملك العادل بن أبي بكر بن أيوب شقيق صلاح الدين (599هـ/1202م) القلعة السلجوقية، وأقام الحالية. وبقي العمال يعملون لمدة اثني عشر عاماً. فصارت منيعة وحصينة فيها مصنع للأسلحة، وأبراج للحمام الزاجل، ودار لصك النقود، وسجن، وحمّام، وقاعة عرش، ومسجد، ومدرسة، ومنازل للأعوان، حتى صارت وكأنها مدينة صغيرة. وسُميت القلعة المنصورة. وجمع في بلاطه الكثير من العلماء والفلاسفة منهم عماد الدين الأصفهاني وبهاء الدين بن شداد. بعد الملك العادل أتى أربعة سلاطين اهتموا بالقلعة وحصّنوها وهم عيسى والصالح إسماعيل والملك المعظم وهم أبناء الملك العادل ثم أتى أخوه الملك الكامل.
قاومت القلعة هجوم المغول، وعلى رأسهم هولاكو (658هـ/1260م)، ولكنهم تابعوا حصارها. وضربوها بالمنجنيق، حتى دخلوها، فنهبوها، وهدموها، وأعدموا. وبعد هزيمتهم في معركة عين جالوت، قرب الناصرة، في فلسطين، على يد الملك الظاهر بيبرس، وقائده المملوكي قطز، صارت القلعة لنائب السلطنة الأمير علاء الدين سنجر الحلبي.
وحينما حكم الظاهر بيبرس دمشق، رمَّمَ وحصن القلعة، وتُوفي فيها. ونُقل جثمانه إلى المدرسة الظاهرية.
واستمر المماليك بتحصينها والاهتمام بها خلال حكمهم بين (1259 و1516م). وحينما جاء العثمانيون (1516-1918)، استعملوها قلعة، وثكنة.
وأضافوا إليها بناءً مساحته ألف متر مربع خاص بالإدارة. وفي أيام الفرنسيين (1919-1946) صارت سجناً مدنياً، ومقراً لبعض عناصر الشرطة.
وفي عهد الاستقلال (1946) بقيت سجناً، ثم أخليت، وبدأ الترميم فيها منذ تشرين الثاني 1984. وستكون مكاناً سياحياً هاماً في المستقبل القريب.
من بنى قلعة دمشق

في عام 1076م، استدعى الفاطميون الأمير السلجوقي ( أتسز بن أوق ) لإخماد الثورات في فلسطين، فاستغلّ الأمير ذلك وسيطر على دمشق واتخذها مقرّاً له، وبنى قلعتها التي غدت في العهد السلجوقي مقرّاً ملكياً وعسكرياً يتألف من جدران وأبراج عالية.
استطاع نور الدين الزنكي أن يسيطر على دمشق عام 1154م، ويجعل منها عاصمة أكبر دولة إسلامية آنذاك، حيث أقام في قلعتها بعد أن أعاد بناءها، وعزّز دفاعاتها.
مميزات قلعة ادمشق
هي نموذج ممتاز للعمارة العسكرية الأيوبية، امتدت ما بين باب الفرج شمالاً وباب النصر غرباً. وهي القلعة الوحيدة في سورية التي لم تُشيّد على مرتفع، بل هي على مستوى الأرض. كان حولها خندق عرضه حوالي 20م، وأبعادها 150×250. وشكلها شبه منحرف، يحيط بها سور واحد، سمكه بين 4 و5م، كانت تُرمّم وتصلّح في جميع العهود، ولكن ذلك لم يُؤثر كثيراً على طابعها الأيوبي.
فيها أبراج مستطيلة، ومربعة، عددها 12 برجاً. كل منها يتألف من عدة طوابق. في كل طابق ردهة واسعة، معقودة بالحجارة العادية، والحجارة الضخمة المدببة. وهي مجهزة بشرفات بارزة، لصب السوائل المغلية، والقذائف المشتعلة، وعددها بين 4 و5، اقتبسها الصليبيون عن العرب فيما بعد.
في أعلى الأبراج أفاريز، وشراشيف مدرجة، وأبواب مقرنصة. أما مرامي النبال فكانت شقاً طويلاً، أصبحت في القرنين 12 و13 على شكل محراب بين جدارين مائلين بشكل متعاكس.
وكانت سفوح الجدران السفلية مائلة، وسماكتها ثلاثة أمثال غيرها لتكون أكثر مقاومة للمنجنيق، كما استعملت جذوع الأعمدة بشكل أفقي لدعم الجدران.
ونحتت الحجارة بشكل بارز بمقدار 10-30سم. وكانت القاعدة محاطة بإطار عرضه 5سم، مما جعل القلعة حصينة وقوية.
قلعة دمشق من الداخل
للقلعة أبواب أربعة، اثنان منها رئيسيان، هما الشمالي والشرقي. أما الآخران فهما سرّيان، يُؤديان إلى الخندق الذي كان يحيط بالقلعة.
أقام العثمانيون باباً مكان باب السر الغربي، باب القلعة الشمالي جميل له مقرنصات. نُقشت عليه قرارات عسكرية وإدارية.