15/4/2013 12:00 صباحا
موسكو- واشنطن - وكالات
بوادر أزمة تلوح في الافق بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، على خلفية اشتعال حرب "القوائم السوداء" بين البلدين خلال اليومين الماضيين، والمرشحة بقوة للاستمرار حتى موعد اللقاء المرتقب للرئيسين فلاديمير بوتين - باراك أوباما في ايرلندا الشمالية على هامش قمة الثماني.
وتعود المماحكات القانونية بين موسكو وواشنطن إلى نهاية العام 2012، حين صوت الكونجرس الأميركي بقاعتيه - الشيوخ والنواب - على ما يعرف باسم "لائحة ماجنيتسكي" التي تقضي بفرض عقوبات على مسؤولين روس متهمين بالتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان، وتحديداً في وفاة الخبير القانوني الروسي سيرجي ماجنيتسكي في السجن العام 2009 ، على خلفية اتهامه لعناصر من الشرطة وموظفي مصلحة الضرائب الروس بالوقوف وراء عمليات اختلاس وتبييض أموال، وشملت العقوبات الاميركية حرمانهم من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة وتجميد أرصدتهم فيها.ورداً على التوجه الأميركي لاصدار "لائحة ماجنيتسكي"، فقد أقر مجلس الدوما الروسي (البرلمان) يوم 15 كانون الاول العام 2012 قانوناً يتضمن فرض عقوبات مالية وحظراً على الأميركيين الذين ارتكبوا جرائم بحق المواطنين الروس الذين يعيشون في الخارج، أو الأميركيين الذين كانوا متورطين بجرائم انتهاك حقوق المواطنين الروس في الولايات المتحدة.
وتنطبق أحكام هذا المشروع على المسؤولين الأميركيين المتهمين بتسهيل عملية الافراج عن أشخاص متورطين في جرائم ضد مواطنين روس، أو باختطافهم أو سجنهم بطريقة غير شرعية، أو المسؤولين الذين نشروا عبارات غير مبررة ومنحازة ضد مواطنين روس، أو شاركوا بأي شكل آخر في الاضطهاد الذي لا أساس له لهؤلاء المواطنين.
وأعدت موسكو "قائمةً سوداء" تتضمن اسم المدير السابق لسجن جوانتانامو الأميرال جيفري هاربيسون، الذي عين موظفاً في القسم الروسي بوزارة الدفاع الأميركية بتهمة تورطه بانتهاك حقوق الإنسان.ولم يكد يمضي أقل من أسبوعين على ذلك القانون حتى وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 28 كانون الاول2012 على قانون آخر حمل اسم "ديما ياكوفليف" يهدف لفرض حظر على تبني المواطنين الأميركيين للأطفال الروس، وعلى نشاط منظمات تقوم بانتقاء الأطفال الروس داخل روسيا وتسليمهم لمواطنين أميركيين لتبنيهم، والقانون الروسي حمل اسم الطفل الروسي "ديما ياكوفليف" الذي توفي في الولايات المتحدة العام 2008، بعد أن نسيته أمه الأميركية بالتبني داخل سيارتها، وسط حر شديد.وقد بلغ عدد الأطفال الروس الذين تم نقلهم من روسيا للولايات المتحدة لأغراض التبني 3400 طفل في العام 2011 وحده، ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين روسي في الولايات المتحدة الآن، وتمثل الجالية الروسية نحو 1 بالمئة من سكان الولايات المتحدة.
ووصل توم دونيلون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي إلى موسكو امس الأحد، في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، ونيقولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي، ويوري أوشاكوف مساعد الرئيس فلاديمير بوتين.كما يتوقع أن يسلم دونيلون بوتين رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، وكانت كاثلين هايدين الناطقة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قد أعلنت أن زيارة مستشار أوباما إلى روسيا تتيح فرصة لإجراء مشاورات بين المسؤولين من الجانبين قبل اللقاء المرتقب بين بوتين وأوباما على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية.وتلقّى الكونجرس الأميركي الجمعة الماضية، قائمة من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما تضم أسماء 18 شخصاً يشتبه بضلوعهم في انتهاكات لحقوق الإنسان داخل روسيا، وتحوي القائمة 16 شخصاً لهم صلة مباشرة بقضية الناشط الروسي سيرجي ماجنيتسكي وشخصين آخرين ،وسيخضع الأشخاص المدرجة اسماؤهم في القائمة لحظرعلى منح تأشيرات دخول، وتجميد أي أصول مملوكة لهم في الولايات المتحدة.
وزارة الخارجية الروسية من جهتها أسفت للضرر الذي لحق بالعلاقات الروسية -الأميركية بعد نشر واشنطن لـ"قائمة ماجنيتسكي" التي تفرض عقوبات على عدد من المسؤولين الروس.
وردّت موسكو بالمثل ونشرت قائمة تضم 18 أميركياً يمنع دخولهم الأراضي الروسية، موضحة أنهم متورطون في إضفاء شرعية على أعمال التعذيب بمعتقل جوانتانومو الأميركي وقيامهم باعتقالات واختطاف مواطنين روس في دول أخرى."لائحة ماجنيتسكي " كانت محل أزمة سابقة كذلك بين روسيا وبريطانيا، ففي ايلول من العام الماضي أرسلت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، قائمة بأسماء 60 مسؤولا روسياً إلى السفارة البريطانية فى موسكو، لمنعهم من دخول الأراضي البريطانية على خلفية القضية.وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية وقتها، أن القائمة السوداء تضم أسماء قضاة ومسؤولين بالخدمات الأمنية ومكتب النائب العام فى روسيا، قامت بإعدادها لجنة بالكونجرس الأميركي، وتم إرسالها إلى السفارة البريطانية فى موسكو، وسيتم العمل بها، عند تقدم هؤلاء المسؤولين بطلبات الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي البريطانية.

جريدة الصباح