ان لأم ولد حبيبها , وروحها , وكل ما لديها . تربى الصغير على يد أمه وعندما أصبح الولد في المدرسة كان يكره أمه لأنها تشتغل فراشة في نفس المدرسة.
وكان الطلاب يعيبون على هذه المرأة كونها لديها عين واحدة والثانية مفقودة , وكان الابن كثير التذمر لذهابها إلى المدرسة , ومرت الأيام وكبر الابن فكبرت كراهيته لأمه معه .
وتخرج الابن إلى أن عزم السفر لتكملة دراسته في الخارج , ومنها يتخلص من رؤية أمه الذي كان يكره أن يصبح أو يمسيها بالخير .
فتخرج وتزوج وأصبح لديه أطفال وكانت الأم تتمنى أن تسمع صوته عبر الإتصال , فكان يغلق السماعة بوجهها إلى أن عزمت أن تذهب إليه , فطرقت الباب , فإذا بالطفلين يتسارعون لفتح الباب وعند رؤية جدتهم خافوا منها وذهبوا مسرعين إلى والدهم , الذي شاهد الأم عند دخولها , فصرخ عليها قائلا :- (( حتى في الخارج لاحقتني ؟؟!! يعني شلون ما أفتك من شوفتج ؟؟!! وليش ماتروحين تسوين لج عملية تجميل ؟! )) .
حزنت الأم حزنا شديدا فرجعت إلى منزلها خائبة من ولدها التعيس .
ومرت الأيام فأصبح للإبن حفلة لأبنائه يضم شمل العائلة وهنا فكر في أمه , فأحب أن يفاجئها .
وعند طرق بابها لم يجيبه أحد وإذا بالجار يقول له من أنت؟ فقال : أنا ابن صاحبة المنزل . فرد عليه الجار معزيا :- لقد توفت عندما رجعت إلى بيتها منذ سفرها لك وهي حزينة , فبضعة شهور وماتت , ووصتني قبل موتها أن أسلمك هذه الرسالة , وعندما قرأ الرسالة فإذا بمحتواها كالآتي:-
(( السلام عليك يا ابني , أعلم ي ابني أنني أحبك حبا كثيرا وأني أسامحك على كل ما بدر منك من سوء المعاملة , وياليتك سألتني ما سبب العين المفقودة عندي لكنت أجيبك : بأنك تعرضت لحادث فسقطت إحدى عينيك فتعرضت لسوء ولم تصلح لك , فتبرعت لك بعيني هذه الذي كنت تعايرني بها والله يسامحك . ))