فن إعادة تدوير الخردة.. من المسامير إلى المجسمات الضخمة
في ورشته الصغيرة بمدينة النجف الأشرف، يحوّل الفنان، حسين داود، الحديد المهمل إلى أعمال فنية مدهشة، مازجاً بين الإبداع وحماية البيئة.
بدأ شغفه بهذا الفن عام 2018، ليصبح اليوم أحد أبرز المبدعين في مجال "إعادة تدوير الخردة" في العراق.
وقال داود، المولود عام 1995، لوكالة الأنباء العراقية (واع): "بدأت بصنع أشكال صغيرة باستخدام المسامير والبراغي، مستلهماً أفكاري من فنانين عالميين، ومع تطوري في هذا المجال، انضممت إلى مجموعات متخصصة في التصميم، مما مكّنني من تنفيذ أعمال أكبر، كان أبرزها، مجسم حصان بطول مترين، استغرق إنجازه عامين حتى اكتمل في 2019".
وأضاف، أن "التصميم والتنفيذ كانا جهداً فردياً، لكنني تلقيت دعماً من إخوتي وأصدقائي في تقطيع الخردة وتنظيفها وطلائها وصقلها، مما ساعدني في إنجاز أعمالي، ولم تقتصر الأعمال على المجسمات فقط، بل امتدت إلى إعادة تدوير قطع غيار الدراجات النارية والسيارات، بالإضافة إلى قناني غاز التبريد الفارغة وإطارات السيارات، وتحويلها إلى تحف فنية".
و طموحاته، أعرب داود عن "مساعيه لعرض أعماله في المتنزهات والحدائق العامة لتعريف المجتمع بهذا الفن، فضلاً عن المشاركة في مهرجانات فنية كبرى، وقبل التفكير في بيع أعماله رغم تلقيه عروضاً لذلك فإن هدفه الأول هو تحقيق الشهرة ونشر فنه على نطاق واسع، كذلك، مساعدة طلاب الجامعات في تنفيذ مشاريع تخرجهم، وتوجيه المهتمين بأساليب التصنيع".
ولفت الى أنه "شارك في معرضين فنيين، قدّم خلالهما رسالته الأساسية، حماية البيئة عبر إعادة تدوير الحديد والبلاستيك وتحويلهما إلى قطع فنية تجذب الأنظار، ومن أبرز أعماله (عرش الخردة المستوحى من مسلسل Games of Thrones، القيثارة السومرية، مجسمات مستوحاة من الأنمي)".
وأكمل أن "من أبرز إنجازاتي، تصميم ذراع وكرسي متحرك يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الوقوف، في محاولة لدمج الفن بالابتكار لخدمة المجتمع"، مبينا أن "فن إعادة التدوير موجود في كل دول العالم، ويستحق اهتماماً أكبر في العراق، ليصبح جزءاً من الثقافة البصرية والمشهد الفني".
رد مع اقتباس
