عامٌ تَلَّونَ بالدمـــاءِ خِضابــــا
وابانَ في فيضِ الجراحِ رحابـا
ما كانَ يقتطفُ الجمالَ روائعاً
وعن الســنا قد غَلَّقَ الأبوابـــا
وأزاحَ عن ألقِ الصــباحِ فراقداً
لتــرى العيونُ غرائباً وعُجابـــا
عن ذاته يَحكي بغيرِ فصاحةٍ
لبسَ اللسانَ سفاهةً وغُرابا
ومضى يَكيلُ المضياتِ تَظلماً
عن حـزنه قـد كشـــــرَ الأنيابا
عامٌ شكاه المشرقين غياهباً
لبسَ الظلامَ غوايةً و ضبابـــا
رقصتْ على سيلِ الجراحِ شهوره
فغدت تَحــزُّ بذي العقولِ رقابــا
مسراه يمقته الجميعُ سوى الذي
قد غضَّ طرفاً واستطابَ خَــــرابا
ومضى بغزَّةَ مذ أهلَّ طلوعه
متقمصاً ثوبَ الردى جلبابـا
وكذا ببيروتَ الجريحةِ شــــاهراً
سيفَ الطغاةِ على النفوسِ حرابا
عن أيُ نازلةٍ ستحكي أحـــرفي
والقلبُ يندبُ بالحشا أندابــا
دعْ دمعيَ المفجوعِ يكشفُ ما به
ويَجيبُ ما تحت العيونِ جــوابا
عـــــامٌ بأنـــواعِ الأسى متمادياً
مـرتْ مصــائبه أذىً وصِـعابــا
حتى تجردَ من هوىً نصبو له
وابانَ في عينِ الرجاءِ مُعابــا
فمتى نراى الأعوامَ تَرشدُ أمةً
لم تتخذْ عند القرارِ صوابــــا
نصبو الى عامٍ يفيضُ محبةً
لن نقتفي من خلفه أحزابـا
داوود السماوي