.
إنني مريضٌ بكِ،
وأبدًا لا أودُّ الشفاء.
كلما أصابتني سهامٌ،
أرسلُ لكِ حقيبةَ الإسعافِ الأوليّة.
كلما سحقني البرود،
أرسلُ لكِ معطفي الثقيل.
كلما شعرتُ بالخطر،
أرسلُ لكِ الطمأنينة.
كلما تساءل أحدهم عن حالتي المزاجية،
أقول: إنها على ما يُرام.
كلما تقدمتُ في العمر،
أسرقُ التجاعيدَ من مرآتكِ.
كلما تمزَّق فستانكِ،
أتفقّد مع الإبرةِ والخيطِ ثيابي لإجراء اللازم.
كلما تعرّضتِ للخذلان من صديقاتكِ،
أصيرُ في عقولهن كتأنيبِ ضميرٍ قاسٍ.
لا أقتربُ من النارِ خوفًا عليكِ،
لا أتناولُ المشروباتِ الغازيةَ حتى لا تصابِين بالهشاشة،
لا أركضُ حافيًا خلف خيطِ الأمل،
حتى لا تجرحَ قدميكِ قطعةُ زجاجٍ أو شوكة.
لا أستسلمُ للسعال،
حتى تنعسَ الحرائقُ في صدركِ.
أنتِ لا تعلمين ماذا أفعل هُنا لأجلكِ.
أنتِ لا تعلمين أيضًا،
أنني مريضٌ بكِ،
وأبدًا لا أودُّ الشفاء.
سعيد سلامة
.