دراسة: الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار شبكية العين
كشفت دراسة أسترالية حديثة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في قياس سمك شبكية العين، مما قد يُمهّد الطريق للكشف المبكر عن مجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السكري من النوع الثاني، والخرف، وتصلب الشرايين.
قام فريق دولي من العلماء في معهد ”والتر وإليزا هول“ بتحليل بيانات أكثر من 50 ألف عين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة. وقد أظهرت النتائج وجود علاقة وثيقة بين التغيرات في سمك الشبكية وعدد من الأمراض المُزمنة.
وتُعد شبكية العين جزءاً لا يتجزأ من الجهاز العصبي المركزي، وتُشبه في أهميتها فحص الثدي بالأشعة للكشف عن سرطان الثدي. لذا، فإن أيّ تغيرات في سمكها قد تُشير إلى وجود مشاكل في الدماغ، مثل تصلب الشرايين.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة المُثيرة في مجلة ”Nature Communications“ العلمية المُرموقة. وأكد الباحثون على دقة تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات ضخمة من البيانات، حيث قام النظام بقياس أكثر من 29 ألف نقطة في شبكية العين، وكشف عن وجود علاقة بين سمكها و 294 جيناً قد تُشير إلى احتمالية الإصابة بأمراض مُختلفة.
واستعان الباحثون بصور عالية الجودة للعين، مما سمح لهم باكتشاف تغيرات طفيفة في الشبكية لم يكن بالإمكان ملاحظتها سابقاً.
ويُتوقع أن تُساعد هذه التغيرات الأطباء في تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، وقد تُصبح هذه التقنية جزءاً أساسياً من الفحوصات الروتينية للعين، ليس فقط للكشف عن أمراض العين، بل أيضاً للكشف عن أمراض أخرى مُرتبطة بالجهاز العصبي.
وفي هذا السياق، أكد د. واي جاكسون، أحد الباحثين المُشاركين في الدراسة، أن ”التغيرات في سمك الشبكية يمكن أن تكون مفتاحاً للكشف المبكر عن العديد من الأمراض“.