الحنين الألْف
أحدثكم من المدى البعيد الذي تركتني فيه وحيدا ورحلت
ثم إني عالقٌ مازلتُ
في أقصى المدارات التي تحملني أمي إليها؛
حينما تمسحُ بالكفِّ على وَجهي تِباعا.
سافرت كفُّك بي منأىً من الليلِ
فمن يَرجعني، عند المدارِ الألْفِ
لا كفُّكِ منذُ الأمسِ عادتْ لي
ولا أعرفُ ماذا يصنعُ الضائعُ
لو زاد ضياعا.
ها أنا وحدي هنا الآن
انقطع العمرُ،
ولا أحملُ في وَحشةِ هذا الدربِ
غيرَ الشوقِ يا أمي مَتاعا.
طيِّري لي مِنكِ لو طَيفاً صغيراً
إنني اشتقتُ،
ابعثي لي كي أتمَّ العمرَ عُكازاً شُعاعا.
غارقٌ مازلتُ في لجةِ أحزانيَ
عند الموجةِ الألْفِ
ابعثي لي زورقَ الحبِّ -إذا كنتُ على بالكِ مازلتُ-
وخِيطي لي شراعا.
إنه البرد الذي الذي امتد بعيداً
عادَ بالشوقِ إلى حِضنكِ عدواً
فافتحي لي باتساعِ البرد باعا.
ربما أكبر في عد سنين العمر،
لكنيَ في الداخل مني
لم أزلْ طفلاً
إذا أفلتَ من مِلفعكِ البنِّيِّ ضاعا.
كان يلوي عنقَ اللحظةِ كي يَحظى بأحضانِك
حتى ينتظمَ العمرُ؛
إذا لم تصلي أنتِ على الوقت وصلْ،
وإذا لم تصعدي حيث يناديك نزلْ،
وإذا لم ترحلي نحوَ المداراتِ بعيدا كي تناغيهِ رحلْ،
وإذا لم تستطعي ليَّ أعناقِ المسافاتِ استطاعا.
فلماذا انقطعتْ أخباركِ الآن؟
ولا شائعةٌ واحدةٌ
عنك المدى الوغدُ أشاعا.
ولماذا يا صَدى اللهفةِ
ما رد الصدى فيك ارتجاعا.
وزَّعَ الحزنُ على وجهيَ شكلَ الظلِّ والضوءِ؛
انطفاءا وانطفاءا وانطفاءا
ثم لما وصلَ العين نزولاً
زادني فيها التماعا
واهمٌ
من ظن أني قد تجاوزت الأسى فيك
بلى؛
استنقَذَني السلوانُ شبراً
وأنا الراكسُ في الحزنِ
ذراعا.