الذكاء الاصطناعي يحلل تخطيط القلب للتنبؤ بالشيخوخة
كشفت دراسة أولية عن إمكانية استخدام اختبارات تخطيط القلب الكهربائي، بالتعاون مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، للكشف المبكر عن الشيخوخة والتدهور المعرفي.
هذه الدراسة، التي سيتم عرض نتائجها في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية لعام 2025 في لوس أنجلوس، تمثل نقلة نوعية في فهمنا للعلاقة بين صحة القلب والدماغ، وتفتح الباب أمام تطوير أدوات تشخيصية مبتكرة.
وتركز الدراسة على تطوير نموذج جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر البيولوجي للأفراد بناءً على بيانات تخطيط القلب الكهربائي. ويستخدم الباحثون تقنية ”الشبكة العصبية العميقة“ لتحليل النشاط الكهربائي للقلب، وتحديد مدى توافق العمر البيولوجي للشخص مع عمره الزمني الفعلي.
وسبق للدراسات أن أظهرت قدرة تخطيط القلب على التنبؤ بمشاكل القلب ومخاطر الوفاة، ولكن هذه الدراسة تتجاوز ذلك، لتشمل التدهور المعرفي وعلاقته بصحة القلب.
وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 63,000 مشارك في مشروع ”UK Biobank“، وهو مشروع بحثي ضخم يضم بيانات صحية لأكثر من نصف مليون متطوع من المملكة المتحدة.

وقام الباحثون بمقارنة الأداء المعرفي للمشاركين بنتائج تخطيط القلب، مما مكنهم من تقسيم المشاركين إلى ثلاث فئات: الشيخوخة الطبيعية، والشيخوخة المتسارعة ”بناءً على نتائج تخطيط القلب“، والشيخوخة المتباطئة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين كان تقدير عمر قلبهم أصغر من عمرهم الزمني، كان أداؤهم أفضل في الاختبارات المعرفية مقارنة بأقرانهم. بالمقابل، أولئك الذين كان عمرهم البيولوجي أكبر من عمرهم الزمني، أظهروا تدهورًا في الأداء المعرفي.
وفي تعليقه على هذه النتائج، أكد الدكتور أوفوسوهين على أهمية هذه الدراسة، مشيرًا إلى أن ”البيانات المتعلقة بتخطيط القلب متوفرة بكثرة، ويمكن استخدامها لتحديد علامات التدهور المعرفي، مما قد يساهم في التشخيص المبكر والتدخل المناسب.“.
وأضاف أن هذه الأبحاث تقدم أداة جديدة لتقييم الحالة الإدراكية باستخدام أجهزة تخطيط القلب المتاحة في العيادات، وحتى من خلال الأجهزة القابلة للارتداء.
يتطلع الباحثون إلى مواصلة أبحاثهم، بهدف دراسة تأثير الاختلافات بين الجنسين على العلاقة بين نتائج تخطيط القلب والأداء المعرفي، بالإضافة إلى تطبيق هذه التقنية على مجموعات سكانية متنوعة.