دمشق مدينة الياسمين .. ولؤلؤة الشرق
عرب جورنال
هي قلادةُ الشمس، ووجه القمر، الناس وأشجار الليمونٍ في باحات، وورد الجوري نبت في القلوب.
تحتوي المدينة على الكثير من المساجد والجوامع والكنائس والمدارس التاريخية، فضلاً عن مقامات وأضرحة وقصور وشوارع مرصوفة بالحجارة وحارات مسحورة مسكونة بعبق التاريخ.
لقّبها سكانها باسم "لؤلؤة الشرق" لشدة جمالها وتفرّدها بين المدن الأخرى، ويُستمد اسم مدينة دمشق من كلمة ديماشكا، وهي من أصل ما قبل السامية، وهذا يُشير إلى أن بدايات مدينة دمشق تعود إلى ما قبل التاريخ، كما يُطلق عليها اسم الشام كاسم عام ومعروف لكل العالم بمعنى الشمال أو اليسار بالنسبة لشبه الجزيرة العربية.
الموقع
تقع مدينة دمشق جنوب الجمهورية العربية السورية على الطرف الغربي لحوض دمشق، وتطوقها سلاسل جبال القلمون، ولبنان الشرقية من الشمال والغرب، والمرتفعات البركانية لحوران والجولان من الجنوب والشرق. وقد قامت دمشق القديمة على بعد عشرة كيلومترات من خانق الربوة، على الضفة الجنوبية لنهر بردى الذي يعتبر شريان الحياة في المدينة، إذ لولاه لما عاشت المدينة في موقع تسيطر عليه تأثيرات بادية الشام، وتشكل الجبال الواقعة إلى الغرب منه حاجزاً طبيعياً للمطر القادم من البحر المتوسط.
دمشق القديمة
هي العاصمة السورية وهي أقدم مدينة مأهولة في العالم، وأقدم عاصمة في التاريخ ضمت إلى لائحة التراث العالمي 1979، وهي تضم اليوم أكثر من مائة موقع أثري هام، وقد احتلت مكانة مرموقة في مجال العلم والثقافة والسياسة والفنون والأدب خلال الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت عاصمة في مراحل وحضارات كثيرة في تاريخها الطويل. فيها تشم رائحة التاريخ، تسير معه، وتدخل إلى أعماقه، من خلال أبوابها التي تربط المدينة بخارجها، وسورها المنيع المحيط بها يحميها من الغرباء والغزاة.
قلعة دمشق
تستبقيك القلعة الممتدة على مستوى الأرض بخلاف بقية القلاع السورية لتأخذك إلى الأدراج والأبراج، وتقرأ فيها تاريخ دمشق وأحياءها حتى العصر الحديث، أمامها يلفت انتباهك تمثال صلاح الدين الأيوبي ممتطياً جواده فاتحاً دمشق.
ولا تزال مدينة دمشق تشتهر بصفاتها الجميلة مثل رائحة العطر التي اكتسبتها من جمال البساتين والحدائق الموجودة فيها وكثرة زراعة الياسمين فيها فسُميّت بمدينة الياسمين. يعتقد العديد من العلماء أن من أقدم مدن العالم المعروفة هي مدينة دمشق، وأنها مأهولة بالسكان بشكل مستمر، حيث بلغ عدد سكانها في عام 2004م حوالي2.7 مليون نسمة، وكانت دمشق منذ القدم عاصمة الإمبراطوريات والدول الصغيرة ومركزًا ثقافيًا رئيسًا في بلاد الشام والعالم العربي كله، حيث كانت عاصمة للدولة الأموية والدولة العباسية، وحافظت على شُهرتها وعلى مكانتها بين الدول المجاورة كمركز تجاري وفكري، وازدهرت فيها الحياة بسبب هجرة الناس إليها من المناطق النائية، ومن مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وجنوب غرب آسيا. وتتميز بثرواتها الكبيرة وبغناها وبأنها محط نظر وتركيز من قِبل قوى الشرق والغرب للاستيلاء عليها مثل مملكة أشور وأنطاكيا وروما واسطنبول وبغداد والقاهرة، وما زالت إلى الآن عاصمة مُزدهرة ومتطورة في الشرق الأوسط رغم الحروب والكوارث التي حلت بها، ومع ذلك لا زالت تحتفظ بالقوة والانتصار على جميع الكوارث وبالروح التي لا تُقهر، وبالسحر الكبير المتميز.
منذ شهر سبتمبر من عام 2019م أي بعد 8 سنوات من بداية الحرب على سورية صنّفت وحدة المعلومات الاقتصادية مدينة دمشق على أنها أقل المدن العربية ملاءمة للعيش في العالم، نتيجة الهجمة الامبريالية الشرسة عليها، ومحاولة تدميرها، وطمس معالمها التاريخية، إلا أنها صمدت أمام مخططات العدوان الأمريكي- الغربي، وها هي اليوم تصنع انتصاراتها، بمقاومتها للعدوان، بفضل صمود شعبها وجيشها البطل الصامد بثبات لتحرير سوريا من الغزاة والمحتلين الأجانب والمرتزقة والارهابيين.
أسلوب العمارة
تتميز دمشق القديمة بأسلوب العمارة الدمشقية الشهيرة بطرازها الفريد، ويسمي السكان المحليون بيوت دمشق المبنية على الطراز الدمشقي القديم «بيوت عربية» والتي تمتاز بفناء داخلي واسع تحيطه الغرف وتتوسطه بحرة جميلة، ويتكون من طابق أو طابقين فيه الكثير من الفنون المعمارية، وتطل على الفناء المليء بأحواض النباتات والأزهار وتتوسطه البحرة الشامية الدمشقية الشهيرة.
المواقع الأثرية
يوجد بدمشق العديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تعود إلى الحضارات التي سكنت المنطقة منذ القدم وتركت آثارها فيها والتي استقطبتها بسبب الموقع المميز للمدينة، والتي تتنوع بشكل كبير فهناك المعالم الأثرية التاريخية وهناك المعالم الدينية والتي تتميز بالرقي والازدهار والتنوع الحضاري المتميز للمنطقة والتي يقصدها السّياح من جميع أنحاء العالم، ومن أبرز المواقع الأثرية والدينية في المدينة:
- قلعة دمشق.
- شارع دمشق القديم.
- سوق مدحت باشا.
- المسجد الأموي.
- ضريح صلاح الدين الأيوبي.
- مسجد السيدة رقية.
- حارة اليهود.
- قصر العظم.
- بيت العقّاد.
- مكتب عنبر.
- مكتبة الزاهرية.
- كنيسة القدّيس يوحنا الدمشقي.
- بيت المملوكة.
- معبد جوبيتر الدمشقي