إن الإنسان يشقى بساعة انتظار، فكيف إذا صارت الحياة كلها مفرغة إلا من انتظار متواصل.
إن الإنسان يشقى بساعة انتظار، فكيف إذا صارت الحياة كلها مفرغة إلا من انتظار متواصل.
"عندما وجدت نفسي في القلعة اعتقدت أن النهاية قد أنت، وأنني لن أتمكن من الصمود لمدة ثلاثة "....أيام
فيودور دوستويفسكي ، مقتبس في جوزيف فرانك دوستويفسكي: سنوات المحنة، 1850-1859
ولكن دوستويفسكي سرعان ما أدرك أنه قادر على التكيف مع الظروف المروعة التي سادت سجناً شديد الحراسة في القرن التاسع عشر، واكتشف أننا كبشر نمتلك مخزونات غير مستغلة من الطاقة وقدرة غير مستغلة على الصمود. ولا يستغل أغلبنا هذه القدرات إلا إذا أجبرنا القدر على ذلك، ولكن عندما يحدث ذلك نكتشف أننا قادرون على التعامل مع التحديات التي تتجاوز كثيراً ما كنا نعتقد في السابق أنه ممكن. أو كما كتب دوستويفسكي في رسالة من زنزانته في السجن
"... إن حسن التصرف يعتمد علي وحدي. فالإنسان لديه احتياطيات لا حصر لها من القوة والحيوية لم أكن أعتقد حقًا أن هناك الكثير منها، ولكنني الآن أعرف ذلك من التجربة."
فيودور دوستويفسكي رسالة إلى ميخائيل دوستويفسكي 18 يوليو 1849
في سبتمبر/ أيلول 1849، أكملت لجنة التحقيق في حلقة بتراشيفسكي تحقيقاتها. وخلصت إلى أن أعضاء الحلقة "كانوا معروفين عمومًا بروح المعارضة للحكومة، والرغبة في تغيير الوضع القائم" . ( تقرير لجنة التحقيق في حلقة بتراشيفسكي ) . تم إحضار دوستويفسكي وأربعة عشر آخرين إلى ساحة سيمينوفسكي في سانت بطرسبرغ حيث تم إعلان الحكم عليهم الإعدام رميا بالرصاص على أن يتم تنفيذه على الفور.
وبعد سماع هذه الكلمات اعتقد دوستويفسكي أنه على بعد دقائق من الموت. وفي حالة من الصدمة التفت إلى رجل آخر من المحكوم عليهم بالإعدام وقال: "سنكون مع المسيح"، لكن الرجل الذي كان ملحدا، ابتسم لدوستويفسكي وأشار إلى الأرض وقال: "حفنة من الغبار".
ثم عانى دوستويفسكي مما أسماه لاحقا في حياته رعبًا صوفيا، والذي يوجد وصف له في روايته " الأبله" حيث يروي شخصية الأمير ميشكين قصة عن رجل اعتقد أنه على بعد خمس دقائق من الموت بالإعدام
"... قسم الوقت الذي بقي له من حياته؛ دقيقتان ليودع رفاقه ودقيقتان للتأمل الداخلي لمرة أخيرة والباقي للنظر حوله لمرة أخيرة .... كان سيموت في السابعة والعشرين من عمره مليئًا بالصحة والحيوية ... وبعد أن قال وداعًا، بدأ فترة الدقيقتين المخصصتين للتأمل الداخلي. كان يعرف مسبقا ما سيفكر فيه كان يرغب في تركيز انتباهه
بقوة، وبأقصى سرعة ووضوح ممكن على ما سيحدث الآن، كان موجودًا ويعيش في غضون ثلاث دقائق سيحدث شيء ما شخص ما أو شيء ما، ولكن من أين ؟... في مكان قريب ارتفعت كنيسة تلمع قبتها الذهبية تحت شمس ساطعة ... لم يستطع أن يرفع عينيه "لقد بدت له تلك الأشعة وكأنها الطبيعة الجديدة التي ستصبح طبيعته الخاصة وتخيل أنه في غضون ثلاث دقائق سيصبح جزءا منها ... كان عدم يقينه ونفوره من المجهول، الذي سيدركه على الفور، أمرًا فظيعا." ...
الابله
كان من المقرر أن يتم إعدام الخمسة عشر رجلاً محكوماً عليهم في مجموعات تتألف كل منها من ثلاثة أشخاص. وكان دوستويفسكي في المجموعة الثانية. وعندما وضعت المجموعة الأولى أمام فرقة الإعدام، وصلت عربة تحمل رسالة من القيصر تخفف عقوبة الإعدام، ولكن دوستويفسكي لم يكن رجلاً حراً، حيث استبدل حكم الإعدام الصادر بحقه بعقوبة بالسجن أربع سنوات في معسكر اعتقال عسكري في سيبيريا. وعند عودته إلى زنزانته في قلعة بطرس وبولس كتب دوستويفسكي رسالة إلى أخيه يصف فيها كيف غيره التغزل في الموت
"عندما أعود بذاكرتي إلى الماضي وأفكر في كم من الوقت أهدرته في لا شيء، وكم من الوقت ضاع وعدم القدرة . في العبث والأخطاء والكسل على العيش؛ وكم من الوقت لم أقدره، وكم مرة أخطأت في حق قلبي وروحي - عندها ينزف قلبي. الحياة هبة، والحياة سعادة، وكل دقيقة يمكن أن : تكون أبدية من من السعادة لو كان الشباب يعرفون ذلك الآن بتغيير حياتي، ولدت من جديد في
رسالة إلى ميخائيل دوستويفسكي، 1849، مقتبسة من كتاب جوزيف فرانك دوستويفسكي سنوات المحنة، 1850-1859
دوستويفسكي إلى يأس عندما تم من حياته محاطا تحول الارتياح الذي شعر به قلة لما سحر يا دين قضي السنوات الأربع التالية . بالمجرمين، ويعيش في ظروف مروعة، ويأكل أضعف الحصص الغذائية سرعان ويقضي أيامه زملائه السجناء في العمل الشاق. ومع ذلك، لا لاحظ دوستويفسكي أن من لم يبدو منزعجا من . ، نزعجاً من القذارة والبؤس الذي يعيشون فيه، وهذا قاده إلى إدراك أن أحد الأشياء الـ التأقلم حتى مع أقسى الظروف. أو كما كتب في مذكرات من منزل ميت ؟ التي تحدد الإنسان قدرته العظيمة على ان احدا وهي رواية عن حياته في السجن
الإنسان مخلوق يعتاد على كل شيء، وأعتقد أن . هذا هو أفضل تعريف له ." فيودور دوستويفسكي، مذكرات من منزل ميت
لقد وجد دوستويفسكي أن أحد أكثر العناصر إرهاقاً في حياة السجن هو الوجود الدائم لأشخاص آخرين. فمهما كان ما يفعله أو أينما يذهب فإنه يظل محاطاً دائماً بالسجناء أو الحراس. إن عدم القدرة على الهروب من أنظار الآخرين كان يوصل دوستويفسكي إلى شيء يعتبره أولئك الذين يعيشون في الحرية أمراً مسلماً به، ألا وهو قيمة الوجود الانفرادي، أو كما قال:
"لم أكن لأتخيل أبدًا، على سبيل المثال، كم سيكون الأمر فظيعا ومؤلما ألا أبقى وحدي لمدة دقيقة واحدة طوال سنوات سجني." فيودور دوستويفسكي، مذكرات من منزل
يقول ايمانويل كانط في كتابه(( قوة الارادة في السيطرة على الاحساسات المرضية بواسطة التصميم )) ان للارادة قوة يجب ان يحسب حسابها ليس في السيطرة على اثارة الشعور فحسب بل وفي السيطرة على الاسقام الجسمانية أيضا ولتحقيق هذا الغرض يجب على الانسان ان يصمم دائما ان لا يكون مريضا وعليه ان لا يسمح مطلقآ للمشاعر المرضية ولا للألام والأسقام بالوصول الى عقله الواعي وعليه ان يبعد هذا كله عن عقله الواعي بالتصميم ))
كان كانط نفسه مصاب بالنقرس (نوع من انواع الروماتزم وفيه تتجمع بلورات من الأملاح البولية في اوتار العضلات والصغيرة في الجسم كعضلات اصابع اليدين والقدمين وتجعل كل حركة فيه موجبة للشعور بالالم شديدة وكان كانط عندما يشعر باقتراب ظهور الالالم في ابهام قدمه يحول عقله الواعي عن الاحساس بالألم وذالك بان يحمل العقل الواعي على التركيز بافكاره على موضوع اخر بعيد عن موضوع المرض وكان يركز بافكاره مثلا على القيصر سيزار ويحصر افكاره فيه حتى لا يترك فيها موضع للتفكير في مرضه فالعقل الواعي المشغول بالالم لا يلتفت الى الالم ولا يشعر بوجودها ويزعم كانت ان بالتركيز على شيء اخر يقضي على امراض عديدة لكن الامر يحتاج ثقة بالنفس عالية جدا وشجاعة
التقت السيدة (ابدي) كويمبي عام ١٨٦٣ وعمرها واحد واربعون عاماً.
وقد كانت مصابة بوسواس مرض هستيري وتعاني من ضعف في العمود الفقري وشلل في يديها وساقيها مع نوبات إغماء تخشبي في فترات متقاربة.
كويمي : اعطني يديك
ماري: لا استطيع فهما مشلولتتان
كويمي: (آخذا بيديها) : انظري في عيني
ماري : حسن.
كويمبي : كيف تشعرين الآن؟ انا سأقول لك .. انت تشعرين بالم مبرح.
ماري : نعم
كويسي : ليس باستطاعتك النوم لأنك تعانين من تشنج عليك طوال
سنوات.
ماري : اجل ... اجل
كريمي : لقد أخبروك أنك مشلولة ... لقد أخبروك أنك مشلولة. لقد قالوا لك أن كامل جسدك مسموم وان مرضك لا شفاء منه ... وانت قد صدقت بزعم هؤلاء الأطباء الجهلة الذين لا يعلمون شيئا عن طبيعة الرجال والنساء. فما جدوى خنجر الجراح لو قطعت جسد المريض فحب؟ ان المرض
ليس بشيء من الجسد بل هو مرض العقل الذي يؤثر على صحة الجسد. وعليه فان من يرفع من الأطباء عن المريض هم العقل سينجح في شفاء جسده. فالعقل
يعيد الصحة للمرضى من الناس ... فهو المعالج الثاني .
ماري: العقل هو المعالج الشافي ....
- كويمبي : انت تجلسين قبالتي وتنظرين إلى فلا ترين احدا غيري، انا فحسب. اتركي العالم وراء ظهرك وانسي كل شيء ... الأطباء الجهلة وعائلتك وناصحيك وكل الأذى الذي تعرضت له واني حبوب الدواء والأطباء السخفاء فانا جالس امامك وانا الذي اعالجك
ماري ان ت ... ت. . عا ... لجني .
كريمي : (يغمس يديه في الماء وينشره عليها):
أنا اخمس يدي في الماء النقي وارشه على جبينك. أنا اشعر ان ألمك ينتقل
إلى يدي انا ... انت لا تشعرين الآن بأي ألم .
ماري : لا اشعر
باي ألم
كريمي كلا.
ارفعي يدك اليمنى
ماري : ولكني لا أقوى على وقعها
كريمي : قلت ارفعي يدك اليمنى.
ماري ترفع يدها اليمنى : اوه يا الهي.
كويسي: ارفعي يدك اليسرى
ماري ترفع يدها اليسرى وتجهش بالبكاء
والآن انهضي
التحاول ماري النهوض ولكنها تفشل وتعود للجلوس)
كويمبي: انهضي - انت ترغبين في النهوض انت تستطيعين النهوض
ماري تنهض)
كويسي: والآن سيري. سيري. أسرعي والآن سيري الى هناك. (وقال
لنفسه بصوت مرتفع : انها فعلا تستطيع السير).
المرضى انها لمعجزة .....
كويسي: تقولون انها معجزة؟ ان علينا البحث والسعي حتى تفهم
وندرك ماهية تكويننا. أن من يتحدث من الناس عن المعجزات هم من يدرك
من قدرة العقل النزر اليسير فليست في الكون معجزات وكل ما فيه يسير وفقاً
القانون الطبيعة وما علينا الا أن نتأمل ونبحث.
تعلمت السيدة ايدي طريقة كويمبي في العلاج وعلمتها لتابعيها برغم انها
الكرت عليه فضله في تعليمها. ولكن أي جدوى مستجنيها وهي ما فتت
تتعرض لنوبات مرضية بين فترة وأخرى ولا تترجى أحداً في علاجها غير
كويمي القادر على ذلك عن بعد، تخاطريا، وبنفس النتائج ولما يكن بقربها
قوة الفكر قادرة على أحداث المرض والشفاء منه
ابن سينا
"ماذا لو لم يكن مفتاح الصحة هو مجرد تناول نظام غذائي مغذ، أو ممارسة الرياضة يوميًا، أو الحفاظ على وزن صحي، أو الحصول على ثماني ساعات من النوم، أو تناول الفيتامينات، أو موازنة الهرمونات، أو زيارة طبيبك لإجراء فحوصات منتظمة؟" تكتب ليزا رانكين. "من المؤكد أن هذه كلها عوامل مهمة، بل وحاسمة، لتحسين صحتك. ولكن ماذا لو كان هناك شيء آخر أكثر أهمية؟ ماذا لو كان لديك القدرة على شفاء جسدك بمجرد تغيير طريقة تفكير عقلك، وشعور قلبك، وتدفق قوة حياتك....
"بغض النظر عن مدى تطور عقولنا، تظل الحقيقة أن محتوياتها الأساسية - ما نفكر فيه، أو نؤمن به بوعي أو بغير وعي، أو نشعر به أو نمنعه من الشعور - تؤثر بقوة على أجسادنا، للأفضل أو للأسوأ."
غابور ماتي، أسطورة الطبيعي
إن نهج المحارب هو أن يقول "نعم" للحياة : "نعم" لكل شيء... إن الفرص لاكتشاف قوى أعمق داخل أنفسنا تأتي عندما تبدو الحياة أكثر تحديا. إن السلبية تجاه الألم ووحشية الحياة هي سلبية تجاه الحياة.
لن نصل إلى هناك حتى نتمكن من قول "نعم" لكل شيء." جوزيف كامبل تأملات حول فن الحياة تحدث أشياء سيئة - وهذا أحد ضمانات الحياة. في أغلب الأحيان تكون المصاعب التي تواجهنا بسيطة ويمكن التعامل معها. ولكن في أوقات معينة تضربنا الشدائد التي تهز أسس وجودنا. هذه هي التجارب التي تكون شديدة أو مأساوية إلى الحد الذي يجعلها توصف بأنها صادمة في كتابه "ما لا يقتلنا"، يلاحظ عالم النفس ستيفن
جوزيف
"لقد قدر الباحثون أن %75% من الناس يتعرضون لشكل ما من أشكال الصدمات في حياتهم - فقدان أو معاناة أحد الأحباء، أو تشخيص مرض، أو ألم الطلاق أو الانفصال، أو صدمة وقوع حادث أو اعتداء أو كارثة بيئية. ومن المرجح أن يتعرض حوالي خمس الناس لحدث صادم محتمل في غضون عام معين. وبحكم تعريفها، فإن الصدمة غير متوقعة، ولا يمكن التنبؤ بها، ولا يمكن السيطرة عليها. والاعتقاد بأن الحياة يمكن أن تعاش دون مواجهة الشدائد هو قضية خاسرة". ستيفن جوزيف، ما لا يقتلنا
إن الخوف من الصعوبات ضعف، لأنها تتضاءل عادة كلما اقتربنا منها، بل إنها تختفي تماما في كثير من الأحيان. ولا يستطيع أحد أن يجزم بما يستطيع أن يفعله إلا إذا حاول. ومن المستحيل أن نحسب مدى القدرات البشرية؛ بل لا يمكن التأكد من ذلك إلا بالتجربة. وما أنجزته مجموعات وأفراد منعزلون في التندرا والمناطق المتجمدة، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والرعب، لابد وأن يعلمنا أنه عندما يتعين علينا أن نحاول، فلا ينبغي لنا أن نيأس.السبب الذي يجعل الرجال ينجحون في التغلب على الصعوبات غير العادية أكثر من الصعوبات العادية هو أنهم في الحالة الأولى يستخدمون كل مواردهم، وفي الحالة الأخيرة يعملون وفقًا للحسابات، وعادة ما يبالغون في الحسابات. فحيث لا مجال للتراجع، وتتجه كل الطاقة إلى الأمام، تكون فرص النجاح في صالحهم، ولكن النظر إلى الوراء محفوف بالمخاطر.
إن الثقة بالنجاح تكاد تكون نجاحاً؛ وكثيراً ما تسقط العقبات من تلقاء نفسها قبل أن نصمم على التغلب عليها. فهناك شيء في العزم له تأثير يتجاوز ذاته، ويسير مثل سيد عظيم بين عبيده؛ وكل شيء يكون ساجداً أينما ظهر. وعندما ينحني الإنسان إلى الخير، فإنه يكاد يكون أنبل صفة في الإنسان؛ وعندما ينحني إلى الشر، فإنه يكون أخطر صفة. إن الرجال ينجحون إلى حد كبير بالعزم المعتاد؛ فالدوافع ليست كافية. فما يتم في لحظة ما يتم التراجع عنه في اللحظة التالية؛ والخطوة إلى الأمام لا قيمة لها ما لم يتم متابعتها.
يقول أحد المؤلفين المشهورين: "ما هي الصعوبة؟ إنها مجرد كلمة تشير إلى درجة القوة المطلوبة لإنجاز أهداف معينة؛ مجرد إشعار بضرورة بذل الجهد؛ إنها مصدر إزعاج للأطفال والحمقى؛ إنها مجرد حافز للإنسان!"
رد مع اقتباس