هو (كونج فوتسو) وُلد عام ٥٥١ ق . م . في الصين ، كان والده جندياً عمل في وظيفة صغيرة أول أمره ، ويروى عنه أنه كان متحفظاً ، جاداً ، واسع الاطلاع عميق التفكير ، رأى الفساد وسوء الحكم في بلاده . عمل كذلك بالتدريس وبعد طلاق زوجته انصرف إلى دراسة التاريخ والفلسفة.
كثيراً ما كان ينادي بـ (السيد كونج) غير أن المبشرين الكاثوليك الذين كانوا يترددون إلى الصين هم الذين حوروا الإسم إلى اللاتينية وأصبح «كونفوشيوس»
عمل كونفوشيوس على إعادة تعليم الحكمة الصينية ومحاربة الفقر وتخفيف الآلام عن الشعب ، كان ذا فكر فلسفي واقعي ويقال بأنه وصل إلى رتبة وزير حيث عمل على تنفيذ آرائه وأفكاره ومثله الإصلاحية من المحبة والإخاء غير أنه لقي معارضة فاستقال من وظيفته.
جال في الصين مبشراً بأفكاره ، شعر بخيبة أمل بسبب عدم تعميم فلسفته الإصلاحية وظلت تعاليمه واحدة من أهم العوامل التي أثرت على الحياة والفكر في الصين ، ومن أقواله :
«أن تتعاطف مع كل شيء ، أن تحب كل الناس ، أن لا تدع مجالاً لأفكار أنانية
ذلك هو الإصلاح»
،
كان كونفوشيوس كثير الشبه بحكماء اليونان ، عمل لنشر السلام والخير ، اعتقد بقداسة الآلهة ، أن الكونفوشيوسية ليست ديناً ، حيث كان كونفوشيوس نفسه يقول : إن الآلهة ليست إلا رموزاً لقوى الطبيعة وأرواح السلف» . ومن أبرز تعاليمه :
«إطاعة الوالدين ، احترام الأسرة ، السلم بين الحكام والرعية»
«العدالة والرحمة بين الإنسان وأخيه الإنسان» .
ومما قاله كذلك :
«إذا رأيت الصواب ولم تفعله فإنك جبان ، والجبن شر الرذائل»
«إن الإنسان خير بطبيعته ، حاجته إلى تعليم سليم يجعله يسلك سلوكاً حميداً»
«إن الروح خالدة ويمكن عودتها للحياة (بالتقمص)»
بعد موت كونفوشيوس ، نُحتت له التماثيل توفي عام (٤٧٩ ق. م.) . وفي عام (٥٥٥ م) ، أقيم له معبد في جميع الولايات الصينية وفي عام 1013 م: منح لقب أقدس القديسين ، وبخشوع ينحني الأباطرة أمام تمثاله . لم تكن السماء إلاها في نظره إنما دعا إلى عبادة السماء لأنها إرادة الله ونظام العالم وقد سخر كونفوشيوس من السحر ومن الخرافات ، وفي القرن الحالي رفع آخر أباطرة الصين منزلة كونفوشيوس إلى منزلة مساوية للسماء والأرض ، وهي القوى التي يقدسها الصينيون.