فرعون مصري حكم في الفترة (1358 - 1375) ق . م . واسمه الحقيقي هـو امنحوتب الرابع أو امنوفيس ، والده هو امنحوتب الثالث من الأسرة الثامنة عشر . كان نحيل الجسم ذا وجه رقيق وجفون كبيرة ، هادىء الطبع ، رقيق المشاعر
زوجته هي الملكة نفرتيتي التي وُصفت بأنها كانت رائعة الجمال وأنجبت له بنات (۱) ولم يكن له ولد ذكر ورغم ذلك بقي وفيا لزوجته نفرتيتي ولم يتزوج ثانية وكان يصف زوجته بأنها سيدة سعادته. وكان يسمي أخناتون زوجته نفرتيتي بأسماء وصفات متعددة لشدة جمالها وحبه لها ، سماها (سيدة سعادته ، سيدة الأناقة ، زوجة الملك العظيمة المحبوبة (منه وعلى هدي هذه الفلسفة نحت الفنان المصري تحوتمس رأس الملكة نفرتيتي (الموجود اليوم في متحف برلين وهو من العام ١٣٦٥) ق . م . وكانت نفرتيتي بالنسبة لأخناتون أخته من أبيه . وقد سمّى أول بناته باسم (مريت آتون)
وصف أخناتون بالملك الصوفي الذي آمن بالتوحيد الإلهي ، وكان مثلاً للطهر والأمانة فلما تولى الملك ثار على دين آمون وعلى أساليب كهنته حيث كان في الكرنك وفي الهيكل العظيم مجموعة كبيرة من النساء يتخذن سراري لـ «آمون» في الظاهر وفي الحقيقة كان يستمتع بهن كهنة آمون» ، فلم يقبل أخناتون بهذا العهر المقدس ولم يقبل بتجارة السحر والرقى لدى الكهنة واستخدامهم نبوءات «آمون» للضغط على الأفكار باسم الدين ولنشر الفساد السياسي فثار على كل ذلك ثورة عنيفة وكره المال الحرام والمراسم
المترفة في الهياكل وأعلن أن جميع ما في الدين من احتفالات وطقوس كلها وثنية منحطة وأنه ليس للعالم إلا إله واحد هو «آتون»
بهذه الدعوة الجديدة أخذ امنحوتب الرابع شهرته من خلال دعوته إلى دين التوحيد مما اضطره إلى نقل عاصمته من طيبة إلى تل العمارنة بسبب العاصمة الجديدة باسم (أخت (آتون فيها أقام المعابد والقصور الملكية والمدرسة والحدائق والمباني الحكومية وثكنات الجيش ، وكان معبد «آتون خاليا من التماثيل لأن «آتون» لا شكل له كما كان فناء المعبد الداخلي مكشوف كي يتيح العبادة تحت أشعة الشمس . ودعوته هذه التوحيدية ، سببت ارتباكاً وضعفاً في أرجاء الأمبراطورية المصرية وبعد موته عادت مصر إلى عبادة الآلهة المتعددة ، وما نادى به أخناتون يعود في جذوره إلى فجر التاريخ وما ثورته الدينية إلا نتيجة تطور في نواحي الحياة المصرية
كان أخناتون يعتبر نفسه رسول آتون إلى الناس كافة حيث آمن بالشمس واعتبرها مصدر الحياة في هذا الكون ، وكان «آتون» إسماً للشمس غير أن أخناتون اتخذ الإسم إسماً لربه ، وقدَّم له القرابين والضحايا ، وما تسميته بإخناتون سوى جمع لـ (اخ ان آتون) وبهذا استبدل الملك اسمه الأول أمنحوتب المحتوي على لفظة «آمون» واستبدله بـ (أخناتون) أي آتون راضي وألف أغاني حماسية في مدح «آتون» وهو في نظره رب الرحمة والسلام ورب الحب. وكان شعره تمجيداً بالواحد الأحد «آتون» وبعظيم قدرته وروعة مبدعاته وقد نظم أخناتون مئات القصائد
أمر أخناتون أن تمحى من جميع النقوش أسماء جميع الآلهة إلا إسم آتون ، ويعتبر أخناتون صاحب أول دعوة للتوحيد في التاريخ وبذلك يعتبر صاحب ثورة دينية في العالم القديم تاركاً شؤون الحكم ومنهمكاً بالتسبيح لمعبوده الجديد الذي يرسل أشعته الذهبية على كل الكون . مات أخناتون بعد أن حكم ١٧ عاماً وخلفه صهره (توت عنخ آمون) الذي ترك العاصمة تل العمارنة وانتقل إلى مدينة طيبة وخضع لسيطرة كهنة «آمون» بعد أن غير اسمه . وفي عهده وصلت إلى مصر تلك المجموعة من الرسائل المعروفة باسم رسائل تل العمارنة وهي أكثر من ٣٥٠ لوحة مكتوبة بالخط المسماري ومعظمها طلبات نجدة ملحة وموجهة إلى أخناتون من بلاد الشرق، وكان أخناتون يرفض أن يرسل المصريين ليموتوا في الشرق ، كما عمت الفوضى في الإدارات الداخلية للدولة وقلت الضرائب واندلع لهيب الثورة ضده في الولايات التي كانت تابعة لمصر .