قصيدة : ماهذه ذكرى
للشاعر : لؤي حبيب الهلال
: ليالي استشهاد السيدة زينب (ع)
: ليلة 17 رجب 1446 هـ
: ديوان انصار الحسين (ع) البصرة - الجنينة


ما هَذِهِ ذِكْرَى بَلْ مَوتٌ جَدِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

1/ زَيْنَبٌ وَالصَّبْرُ نَادَى زَيْنَبَا
زَيْنَبٌ والرُّمْحُ يُدْمِي زَيْنَبَا
زَيْنَبُ والسَّبْيُ يُبْدِي زَيْنَبَا
زَيْنَبٌ والشَّامُ تُؤذِي زَيْنَبَا
تَبْكِي السَّمَا لكنْ في الشَّامَاتِ عِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

2/ لِبَنِي الزَّهْرَاءِ هَلْ يَأْتِي الفَرَجْ
عَجَبًا هَلْ أَبْقَتِ الطَّفُّ مُهَجْ
إنَّمَا الباقِي مِنَ الحَوْرَا وَهَجْ
رُوحُ قُدْسٍ مِنَ تَرَاقِيهَا خَرَجْ
مُبَلِّغًا يَنْعَى بَالأُفْقِ البَعِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

3/ مِنْ عَلِيِّ وَتُنَادِي يَا عَلِي
مِنْ عَليٍّ وَرِثَتْ صَبْرًا عَلِي
مِنْ عَليٍّ وَلَها صَوْتُ العَلِي
مِنْ عَلِيٍّ وَدَّعَتْ كَم مِّنْ عَلِي
واأَشْبُلًا كَانُوا بِالهَيْجَاءِ صِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَاماا تُعِيدْ

4/ فِي سُجُودٍ وَلَها الليْلُ سَجَدْ
لا أَبُوهَا لا بَنُوهَا لا أَحَدْ
سَأَلَتْ أَيْنَ أَبُو الفَضْلِ السَّنَدْ
هَلْ يَمُدُّ الكَفَّ إنْ صَاحَتْ مَدَدْ
هَلْ رَأْسَهُ يُعْلِي أَوْ يَحْكِي الحَدِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

5/ تَعْرِفُ العَبَّاسَ إنْ حَلَّ أَلَمْ
بِالِّلوَا ضَمَّدَهَا ثُمَّ ابْتَسَمْ
إنْ تَكُنْ في عَيْنِهِ لَمْ تَلْقَ هَمْ
وَيَرَاهَا اليَوْمَ مِنْ جُرْحِ السَّهَمْ
يَا خَاطِرَ الحَوْرَا كَمْ كَسْرًا تَزِيدْ؟
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

6/ حِيْنَ جَيْشُ الكُفِْر أَفْنَى قَوْمَهَا
ثُمَّ شِمْرٌ قَدْ تَوَلَّى شَتْمَهَا
هَلْ حُسَيْنٌ بِيَدِيهِ ضَمَّهَا
وَكَمَا رَضُّوهُ رَضُّوا جِسْمَهَا
سَوَادُ مَتْنَيْهَا ذَا خَطْبٌ شَدِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

7/ لَوْ حَشَاهَا فِيهِ سُمُّ المُجْتَبَى
صدْرُهَا لَو فِيهِ نِيرانُ الخِبَا
عُمْرُهَا لَو فِيهِ آثَارُ السِّبَا
لَمْ تَزَلْ تَحْمِلُ قُرْآنَ الإبا
ذِي زَيْنَبُ الكُبْرى وَالمَجْدُ التَّلِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ

8/ دَارَتِ الدُّنْيَا وَتَبْقَى الغُرْبَةُ
دَارُهَا قَدْ حُوصِرَتْ وَالقُبَّةُ
كُرْبَةٌ قَدْ تَبِعَتْهَا كُرْبَةُ
بَيْنَ أَهْلِ الفِيلِ تَغْفُو الكَعْبَةُ
فَإنْ نَقُلْ طَهَ هُم قَالُوا يَزِيدْ
مَا زَالَتِ الدُنْيَا آلَامًا تُعِيدْ