حكايات وأساطير في أهوار ميسان ومنها المجر الكبير / اعداد علي الربيعي .....
-----------------------------------------------
هناك الكثير من الحكايات والأساطير التي تروى عن الأهوار عموماً وعن (اليشن) خصوصاً، تتراوح بين الواقع والخيال،
الأسطورة والموروث الديني وهنا يطرح سؤال نفسه بشدة ما العلاقة بين الحضارات القديمة والألهة التي حكمت تلك
المدن قبل 5000 سنة وهل مازالت أرواح تلك الألهة التي نصفها بشر والآخر اله موجودة
1ـ (حفيظ) ذلك (اليشن) التي تدور عنه وحوله أساطير أغرب من الخيال تعد (يشن حفيظ) من أهم المناطق التي تحكى عنها الأساطير، وهي أرض مرتفعة تقع وسط مياه الأهوار يقول عنها الأثاريون: إنها بقايا مدن منقرضة تعرضت الى الفيضان وغمرتها المياه لفترات طويلة لتصبح بعد ذلك مواضع سكن لأهل الأهوار، أما من الناحية الشعبية فتقول الحكايات
التي تناقلها أهالي الأهوارجيلاً بعد جيل ، ان هذه الأماكن إنقلبت على أهلها بعد ما كفروا ولم يبق منهم أحد.
الذي يزور(حفيظ) يرى آثاراً قديمة من طابوق وفرشي وأوآن وجدران وأنابيب من خزف تنقل المياه محاطة بسلاسل طويلة
من الأسيجة تعتبر حدوداً لتلك المدن المنقلبة او المندثرة، وقد زار الكثير من الاثاريين والمكتشفين والمغامرين هذا المكان وكتبوا الكثير عنه، تقول الحكايات ان منطقة(حفيظ) يسكنه الجن ولا يستطيع أحد الوصول إليه، لان من يصل الى حفيظ يمت، وأهم ما يحكى عن حفيظ ان هناك أضاءة كبيرة تظهر فيه خصوصاً أيام الجمع، ويرى الزائر فيها أشباحاً يختلفون عن البشر في الطول والشكل ومن يقترب يجدوه ميتاً في الصباح. وهناك الكثير من المغامرين وصلوا إليه ولكنهم لم يرجعوا أبداً.
2 ـ أبو الذهب
أما (يشن أبو الذهب)الموجود في أهوار الحويزة والسلام والمجر، فله حكايات لا تقل غرابة عن هور حفيظ، حيث تروى
عنه حكاية زورق الذهب، في ليلة الجمعة يخرج من هذا اليشن زورق من ذهب ويبقى ظاهراً للعيان طوال الليل حتى صلاة
الفجر وبعدها يختفي، وقام الكثير من الشخصيات بمحاولات للإستحواذ على الزورق لكنهم فشلوا وماتوا.
3 ـ أم الحناء
الأساطير تبدأ في أهوار الجنوب ولا تنتهي، حتى في السنوات التي جففت فيها الأهوار يشاهد البعض أقوام تدل مظاهرهم على إنهم من الحضارات القديمة تنقلها الى العين أشعة الصباح الأولى وكأنهم في عرض سينمائي، حركة قوم يقومون بأعمالهم المعتادة، وكأنهم أحياء فعلاً، وبعد ما ترتفع الشمس يغيب المشهد. في هذا المكان يقع في (يشن ام الحناء)، حيث تروى أسطورة كبيرة عنه، حيث كان أرضاً مرتفعة تحيطها المياه من كل جانب وتحديداً هذا المكان مقبرة قديمة ومن يمر عليها يسمع أصوات الموتى وهم يصرخون من العذاب ومن دفنوا ميتاً هناك، وعند الحفر يجدون أدوات التعذيب مقاربة لما يتحدث عنه في الجحيم، وكذلك أفاعي عملاقة وأدوات وبقايا أثار النار، وفي الليل تصدر من يشن أم الحناء أصوات عالية تصل الى أسماع الناس في الأهوار