رؤيتي للنجف بعد عشر سنوات

بقلم: عدنان عبد خضير الزرفي

عندما أكتب عن طموحاتي ورؤيتي المستقبلية لمدينتي المقدسة، مدينة النجف الاشرف، فإن ذلك لا ينطلق من افتراضات لا تعتمد على شيء بل إننا بالفعل قد وضعنا الأساس وبدأنا العمل الجاد لصناعة بنية تحتية لما نريد وما يراه النجفي اليوم من ورشات عمل في كل مكان بالمدينة هي الأسس التي نريدها ان تكبر وتتطور على الرغم من معرفتنا بشعور الإزعاج الذي يصل إلى حد التذمر عند المواطنين، الذي سببته عمليات الإعمار الواسعة النطاق الجارية في المدينة لكن هذا الشعور بالتذمر والإزعاج سيتحول إلى مشاعر من الفرح الممزوجة بالزهو والفخر لما ستصل إليه مدينتهم، أقول بكل ثقة إننا بدأنا خطواتنا على الطريق الصحيح وسنحث الخطى إلى أن نصل إلى ما نريد ويريد المواطن النجفي، وقد يتساءل أحد عن سر هذه الثقة، نقول مؤكدين ان ما نلمسه من دعم وتأييد وعبارات الترحيب الصادرة عن المواطنين تزيد من حماسنا للسير بقوة بلا تردد ما دمنا قد وضعنا أمامنا الهدف الأسمى وهو مدينة عصرية بكل ما للكلمة من معنى، مدينة خضراء تنتشر فيها وشوارعها وساحاتها العامة الحدائق المبهجة للنفس الحدائق والبقع الخضراء المنسقة بعناية وتنظيم وهندسة تضفي على لمدينة جمالية مع ما لها من قدسية وروحانية وحتى تكون الأمور أكثر تنظيماً فإن العمل يكون بالتزاوج بين الطبيعة الخضراء وما يتم بناءه واستحداثه من شبكات طرق حديثة وجسور وشوارع نظيفة ترتبط فيما بينها بانسيابية ويمكن للمواطن أن يرى ما يجري الآن من شق طرق جديدة وإنشاء جسور وأنفاق ليتأكد إن طموحنا هو في طريقه للتحقق إن شاء اللـه، ولأننا نعرف بحق دورنا التنفيذي والتشريعي الذي يتركز بشكل أساس على توفير الخدمات العامة بكثافة ومقبولية من قبل الأهالي فإن مسألة الخدمات وضرورة استكمالها سيكون هو شغلنا الشاغل الذي نذرنا كل جهودنا وعملنا لإنجازه، فالكهرباء المستقرة والمياه الصحية وشبكات المجاري وتعبيد الطرقات وتوفير السكن اللائق أهدافاً بدأنا العمل الجاد لإنجازها فهناك عشرات المشاريع الخاصة بالكهرباء ولدينا مشاريع لإيصال مياه الشرب النظيفة إلى كل زاوية ومهما كانت قصبة في النجف الاشرف ويمكن لأي شخص التحقق بنفسه مما نتحدث عنه ولعلنا في مجال مشاريع المجاري والصرف الصحي قد اتخذنا القرار الصعب وبدأنا العمل بالتنفيذ الفعلي ونرى في وجود شبكات المجاري ضرورة لمدينة عصرية فهذه أحياء النجف شاهداً على العمل الكبير في هذا المجال وستصبح كل الأحياء الأخرى هدفاً لمشاريعنا لإنشاء شبكة مجاري وصرف صحي فلا حياة لمدينة عصرية بلا مجاري ومياه صالحة للشرب وبالفعل كانت نسب الإنجاز في ذلك عالية ومن ناحية أخرى فإننا نبذل الجهود لتوزيع قطع الأراضي السكنية لكل الذين لا يملكون سكناً وخلال الأعوام القليلة المقبلة سنحقق توزيعاً عادلاً وشاملاً بعد أن أعددنا كل المستلزمات المطلوبة، ونقول إن عزمنا لإنهاء مشكلة السكن وحلها قوياً، فلا مواطن نجفي دون دار تأويه وهذا طموحنا للسنوات العشرة القادمة، ويمكن لنا تحقيق ذلك بالإرادة الصلبة التي نملكها والرغبة في توفير خدمات تتناسب مع حاجات المواطنين الفعلية حتماً إن ذلك يمكن له ان يظهر للواقع خاصة مع أمن مستتب وسيرى المواطن أمناً يصل إلى درجة عالية من الاستقرار فقد وضعنا كل الأسباب والأسس الداعمة لما نريد، فبعد أن انخفضت نسبة الجرائم العادية إلى أدنى حدودها وهذا ما تؤكده التقارير الرسمية الصادرة عن الدوائر الأمنية، أما جرائم الإرهاب فالمواطن يستطيع بجردة بسيطة التوصل إلى نتائج تؤكد ما ندعي وهذا لا يمكن له أن يقنعنا بل إن رؤيتنا المستقبلة تبحث عن أمن دائم مع خلو الشارع من المظاهر العسكرية والمسلحة ونزيد في القول إن ما نريده تعاوناً مثمراً بين المواطن والأمن بشكل تطوعي وبشعور من الارتياح ولهذا الجانب انعكاساته الطيبة على مفاصل الحياة الأخرى فمن الناحية الاقتصادية ستكون المدينة مقصداً لملايين الزائرين ضمن إطار السياحة الدينية مما يحرك العجلة الاقتصادية لنشهد خلال سنوات قادمة وهو ما بدأنا نلمسه ازدهارا اقتصاديا قل نظيره في المدن العراقية الأخرى بل إن وتيرة الاستثمار قد ارتفعت وما زالت معدلاتها بارتفاع متصاعد فماذا سيكون الحال بعد عشرة سنوات، وللإجابة على هذا السؤال لا بد من تتبع الفرص الاستثمارية والمشاريع والنشاطات الاقتصادية الحاصلة في المستقبل المشرق، وحتماً إن ذلك سينعكس على المستوى المعاشي للمواطن النجفي الذي سيعيش في حالة متميزة من الرفاهية مدعومة بمؤسسات صحية وطبية حديثة ومتطورة وفي هذا المجال فقد خطونا خطوات موفقة باستيراد التقنيات الحديثة ولدينا طموحاً في زيادة ذلك لتوفير خدمات طبية أفضل. نرى إن جهوداً ستثمر في السنوات القادمة عن اكتفاء ذاتي في المجال الطبي، فالعلاج سيتم داخل المستشفيات والمرافق الطبية في النجف الاشرف وستكون الخدمات المقدمة على أفضل حال وليس إدعاءاً فارغاً عندما نقول إن المتحقق يقدم سنداً لما نقول فالانخفاض في عدد الوفيات وتصاعد الخدمات الطبية المقدمة للمواطن نتائج جهود كبيرة نراكمها بالعمل المثابر والطموح بواقع صحي متفوق في كل الاتجاهات وستكون لدينا كوادر أكثر كفاءة وقدرة على منح العطاء مع إضافات جديدة تراكم هذا الخبرة حتى أصبح من البديهيات أن المستقبل القريب سيكون رائعا في المجال الصحي، ليشمل ذلك أبنية حديثة ومتطورة كمشافي ومستوصفات ومراكز صحية لها القدرة على الاستيعاب وتقديم خدمات أفضل نوعاً وكماً.
أقول بلا تردد لا يمكن لنا القبول بما هو موجود من مدارس أو أبنية مدرسية وهنا لا نعني العدد فحسب بل نتحدث عن الملائمة والتناسب فما موجود لنا منه نسبة ضئيلة يتمتع بموصفات المدرسة العصرية، فنحن نرى الآن انعدام ساحات ومرافق صحية وحدائق ومكتبات ورقية وإلكترونية تغني الطالب وتغذيه بالمعرفة وتطور ملكاته الفكرية والإبداعية وسنرى وهو ما بدأنا العمل به كيف ستكون مدارسنا خلال السنوات القادمة مع ارتفاع في مستوى التعليم واستخدام الطرق الحديثة المؤثرة والحقيقة إن اهتمامنا بالتعليم بكل مراحله يأتي في مرتبة متقدمة وأكدنا هذا الاهتمام بالزيارات والمتابعة المستمرة للمدارس والكليات.
أقول إن الرؤية المستقبلية لمدينة النجف الأشرف كما نتطلع إليها ونطمح تجعلنا نشعر بالسعادة والبهجة لما نقدمه ونؤسس له وما نحن متأكدين من تحققه في المستقبل القريب فنحن لا نركز على الجانب المادي والعمراني والمشاريع الاستراتيجية بل هناك مشروعنا الكبير في العمران البشري معتمد على تطوير الإمكانات والقابليات وشحذ الهمم وبناء الإنسان الصالح على قاعدة توفير الخدمات المادية لهذا الإنسان ليتمتع بحياته رغيداً هانئاً متنعماً بما توفر له فمن دعم المتميزين وذوي القدرات الإبداعية إلى تجاوز حالة الخدمات الأساسية إلى الخدمات الثالثية وهي الخدمات التي تأتي بعد الكماليات التي هي الآن تشكل جانباً مهما ًمن حياة الشعوب المرفهة ونقصد هنا بالخدمات الثالثية توفير المتنزهات ومدن الألعاب والملاعب الرياضية وغيرها من الخدمات الهادفة لتوفير الرفاهية والترفيه عن المواطن فبعد عمل مضني يشعر المواطن مع أفراد أسرته بالحاجة لقضاء وقت ممتع بعيداً عن متاعب العمل وهمومه مستعيداً نشاطه الفكري والجسدي، إن طموحنا يمكن له التحقق حين نشير إلى ما بدأنا العمل به وسنستمر في استكماله إن شاء اللـه وهو لا يخفي عن المواطن الذي يراه يومياً سواءً كان ماشياً على قدميه أو هو يقود سيارته فهذه المدينة قد تحولت إلى ورشة عمل كبرى سنقطف ثمارها قريباً وفي طموحنا ما هو أكبر، فهي تستحق الكثير وأبناءها مستعدون للقيام بالعمل الجبار من أجل مدينة خضراء نظيفة جميلة وعصرية فيها كل شيء شوارع منظمة نظيفة وأماكن خضراء زاهية وأبنية معمورة وإنسان يعيش برغد ورفاهية، هو الذي يقرر والمسؤول ينفذ. هذه رؤيتنا وطموحنا لمدينتنا للمدة المستقبلية التي لا تتجاوز العشر سنوات ما دمنا نملك الإرادة والعزيمة وما دمنا قادرين على الإفادة من تجارب الآخرين، فنحن على موعد مع أبناء المدينة المقدسة لما نطرحه هنا مما ستكون عليه النجف الأشرف خلال المستقبل القريب مدينة عصرية بكل ما في الكلمة من معنى.