بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمدما السر في قراءة رأس الحسين للآية الشريفة رقم 9 من سورة الكهف: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) على وجه الخصوص دون غيرها من السور؟!
السر في قراءة الحسين الآية (9) من الكهف: (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) على وجه الخصوص دون غيرها، هو أن الاية الاعجازية التي كانت لله تعالى في أصحاب الكهف هو أنهم كانوا مؤمنين موحدين مضطهدين من قبل الملك والسلطان المتغلب في وقتهم، وكان مجتمعهم يتابع ذلك السلطان الغاشم،فكانوا منفردين في طريق الحق والهداية، وكان الملك وقومه يستأصلونهم لو اطلعوا علىدينهم أو سيطروا عليهم، الا أنه بقدرته تعالى أبقى وحفظ أصحاب الكهف بعدما هلك ذلك السلطان وقومه، ونشأ نسل جديد وحضارة اخرى، ليبين تعالى على أنه قادر على نصرالمستضعفين ويرجعهم الى الدار الدنيا، وتكون العاقبة هي غلبتهم على القوم الظالمين،كما في قوله تعالى: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةونجعلهم الوارثين)، و(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون)، وغيرها من الآيات الدالة على رجوع الصالحين الى الدار الدنيا وكون العاقبة لهم جزاءً دنيوياً من الله تعالى قبل جزاء ثواب الاخرة.
عندما حُمل رأس الحسين على الرمح كان يرتل آية من سورة الكهف! لماذا اختار الإمام هذه الآية من سورة الكهف؟
الآيةالتي كان يتلوها رأس الامام الحسين: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) [الكهف: 9].
وإنما تلى هذه الآية لأن تكلم رأس بلا جسد أعجب، كما قال الراوي: والله إن رأسك أعجب، ويحتملأن يكون في انتخاب هذه الآية إشارة خفية إلى الرجعة، وكذلك يمكن لنا أن نفهم الربط بين أصحاب الكهف وعصرهم الذي عاشوا فيه، وبينه وأمته.