من الصورة المذهلة لراكب أمواج في تاهيتي إلى الصورة الأيقونية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي تم التقاطها بعد محاولة اغتياله، كان هناك 12 من أكثر الصور لفتًا للانتباه في عام 2024، وهى:
1- قطع طائرة لكسوف الشمس فوق مدينة بلومنجتون
في الثامن من إبريل 2024، قطعت طائرة كسوفاً كلياً للشمس فوق مدينة بلومنجتون بولاية إنديانا؛ لتبدو خطوطها الممتدة وكأنها ظلال هالة متلألئة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتقاطع فيها مسارات طائرة والقمر والشمس والأرض، ففي يناير 1925، كانت سفينة جوية تابعة للبحرية الأمريكية، وهى سفينة يو إس إس لوس أنجلوس، محملة بتلسكوبات وزنها 500 رطل (227 كيلوجراماً) وعقول سبعة علماء لمراقبة كسوف الشمس الذي طال انتظاره، والذي مر مساره مباشرة فوق مدينة نيويورك؛ مما يجعله، وفقاً لبعض المراقبين، الكسوف الأكثر مشاهدة في التاريخ.ولم يكن الرسام الأمريكي، هوارد راسل بتلر، على متن السفينة، بل كان يراقب بعناية من خلف حامل الرسم على ظهره على الأرض، وقد التقط الحدث باعتباره اللوحة الثالثة من ثلاثية من الكسوفات المذهلة (1918 و1923 و1925) التي كان يأمل أن تلهم تلاميذ المدارس.
2- حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس
“إن معرفة تاريخ الفن يمكن أن يوفر عليك قدرًا كبيرًا من التوتر والحزن”، كان هذا على الأقل أحد الدروس المستفادة من الجدل الدائر حول صورة لوحة فنية تم التقاطها خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية 2024.
والصورة، التي تتميز بطاولة كبيرة الحجم لشخصية عارية مستلقية على طبق، محاطة بملكات السحب ومغنية مغرية تجلس في وعاء فاكهة، أخطأ بعض النقاد في اعتبارها هجاءً للعشاء الأخير، وأدانوا القطعة باعتبارها تدنيسًا للمقدسات.
واعتذرت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 عن الارتباك، وأوضحت أن اللوحة لم تكن تهدف إلى التذكير بتحفة ليوناردو دافنشي على الإطلاق، بل لاستحضار الإله اليوناني ديونيسوس بدلاً من ذلك، واستحضار الخطوط العريضة بدلاً من لوحة لاحقة لجان فان بيليرت، وليمة الآلهة، 1635.
3- مركز العبور في الرنك جنوب السودان
كان اللاجئون السودانيون ينتظرون دورهم للحصول على المساعدة في طابور مزدحم في مركز عبور في الرنك، جنوب السودان في فبراير 2024، فحلول بداية العام، فر أكثر من نصف مليون شخص من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما دفع الموارد في جنوب السودان إلى نقطة الانهيار.
وتتناقض السيولة المبهجة للأقمشة الملونة وإيقاع الأنماط الغنية بشكل صارخ مع رصانة وضع المهاجرين، وتذكر شدة الصورة بإيقاع وملمس الأعمال التجريدية للفنان والمخرج السوداني الشهير حسين شريف، الذي طمس لوحاته الشعرية الخط الفاصل بين الألوان التي نراها وتلك التي نشعر بها.
4- ثوران البركان في إندونيسيا
كانت صور بركان جبل روانج القوي في إندونيسيا، والذي ثار عدة مرات في شهر إبريل 2024، مطلقًا الحمم البركانية الساخنة وأعمدة الرماد المشتعلة في السماء، ساحرة بقدر ما كانت مخيفة.
وأذهلت القوة المخيفة للنشاط البركاني صناع الصور لآلاف السنين، وكانت صورة التدفق السامي للرماد المتوهج والخفاف المتبخر والخام المنصهر في الغلاف الجوي متوافقة بشكل غريب مع الرؤية العنيفة للفنان الرومانسي البريطاني جون مارتن، فقبل قرنين من الزمان، أعاد تصور ثوران جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد في لوحته المروعة “تدمير بومبي وهركولانيوم” عام 1822.
5- محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
صورة دونالد ترامب وهو ينهض متحديا ويرفع قبضته، وهو يتسلق على قدميه ووجهه مغطى بالدماء بعد أن اخترق قاتل محتمل أذنه اليمنى برصاصة في تجمع انتخابي في يوليو 2024، بينما يميل العلم الأمريكي غير المتوازن خلفه، جعلت الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت هذه هي اللحظة التي فاز فيها بالانتخابات.
6- مخيم اللاجئين الفلسطينيين جنوب غزة
فتاتان فلسطينيتان تستعدان لشهر رمضان، تشعلان الفوانيس لتزيين خيام اللاجئين المزدحمة في جنوب غزة في 29 فبراير 2024، ويتناقض ضوء الفوانيس الخافت بشكل صارخ مع ظلمة غروب الشمس الغامضة التي تومض في المسافة.
وكل ما ينقص هو العشب الأخضر والأزهار البرية والشعور الدائم بالسلام، ولكن بحلول الصيف، سيكون نحو 90٪ من سكان غزة (حوالي مليوني شخص) قد نزحوا بسبب الحرب، وفقًا لـ”سي إن إن”.
7- تصفيات ركوب الأمواج للرجال في الألعاب الأولمبية بجزيرة تاهيتي
انتشرت على الفور الصورة الملهمة للبرازيلي جابرييل ميدينا وهو يحلق عالياً في السماء بعد أن واجه موجة ضخمة قبالة جزيرة تاهيتي الفرنسية البولينيزية في الجولة الثالثة من تصفيات ركوب الأمواج للرجال في 29 يوليو.
وما يؤكد التزامن المدهش بين الارتقاء الرياضي والصعود الروحي هو ذراع ميدينا اليمنى المرفوعة والدفع البارد لإصبعه السبابة، التي تشير بدقة إلى المكان الذي يبدو أن جسده وروحه متجهان إليه، وفقًا لـ”سي إن إن”.
8- الفيضانات في فالنسيا بإسبانيا
في الثلاثين من أكتوبر 2024، تنظر امرأة من شرفتها في فالنسيا بإسبانيا إلى الحي الذي غمرته المياه، حيث تصطدم المركبات التي جرفتها المياه ببعضها البعض، مثل تدافع الثيران الفولاذية التي تسحق الشوارع، وفي اليوم السابق، ضربت ظاهرة جوية تُعرف باسم DANA (Depresión Aislada en Niveles Altos)، أو “الهطول البارد”، فالنسيا، مما تسبب في هطول أمطار غير مسبوقة، ففي غضون 8 ساعات فقط، سقط 500 ملم (20 بوصة)، مما أدى إلى تدمير المنطقة.
وكان الموقف المذهل للمرأة الفالنسية، التي من خلال عينيها نشاهد العالم ينهار ويتلوى، يذكرنا بالمنظور المجعّد للوحة التكعيبية الإيطالية كارلو كارا عام 1912، Simultaneità، La donna al balcone . (تزامن، امرأة في الشرفة).
9- بيلي إيليش في مدينة نيويورك
في حفل استماع لإطلاق ألبومها Hit Me Hard and Soft في مدينة نيويورك في مايو، بدت المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية بيلي إيليش وكأنها تذوب في حلم من الضوء المعلق بالدخان حيث يتم تضخيم جسدها وتبخره في آن واحد إلى صورة ظلية ضخمة، وإن كانت غير ملموسة.
10- إسقاط تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في سوريا
في لفتة تنم عن ازدراء عميق، داس مواطنون سوريون بأحذيتهم على رأس تمثال مقلوب للرئيس السابق حافظ الأسد في التاسع من ديسمبر2024.
وفي أعقاب انهيار نظام الأسد في سوريا وفرار العائلة من البلاد، شوهد السوريون وهم يحطمون عددا لا يحصى من تماثيل والد الرئيس المعزول بشار الأسد في مدن في مختلف أنحاء البلاد.
وهناك نوع من التنفيس الجماعي في الابتهاج المشترك بإزالة تماثيل الحكام المرفوضين، مثلما حدث في لوحة ويليام والكوت التي رسمها عام 1857 والتي تصور دائرة من سكان نيويورك المبتهجين وهم يهدمون تمثال النحات البريطاني جوزيف ويلتون للملك جورج الثالث في يوليو 1776، بعد قراءة حماسية لإعلان الاستقلال الذي تم تبنيه حديثا.
11- راقصات الباليه في مدينة نيويورك
في شهر إبريل 2024، تجمع أكثر من 350 راقصة لتسجيل رقم قياسي عالمي في موسوعة جينيس لأكبر عدد من راقصات الباليه يقفن على رؤوس أصابع أقدامهن في نفس الوقت.
وقد التقطت صورة للعديد من المشاركات وهن يستعدن بحماس للمسابقة.
ولا شك أن هذا التدافع الشديد بين العديد من الشابات كان ليروق للفنان الانطباعي الفرنسي إيدغار ديغا، الذي يبدو أنه لم يكن يستمتع فقط برؤية الراقصات الماهرات، اللاتي أطلق عليهن لقب “فتيات القرود الصغيرات”، وهن يتدربن ويؤدين، بل كان يستمتع أيضاً بصوت “فرقعة” مفاصلهن.