اللاجئون الأوكرانيون.. هل يأكلهم الغرب لحماً ويرميهم عظماً؟
- أفقر بلد أوروبي تمكن من دمج 120 ألفاً
الجمعة، 3/1/2025 11:12 م
لاجئون أوكرانيون في بولندا | أرشيفية
يتهم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بعض الدول الغربية باستخدام اللاجئين الأوكرانيين كـ «عمالة رخيصة»، ومطالبته بإعادة اللاجئين العاطلين عن العمل إلى أوكرانيا، وكأنه يقول وفق المثل الشعبي «يأكلونهم لحماً ويرمونهم عظماً».
زيلنسكي قال على قناة «رادا» التلفزيونية الأوكرانية: «هناك (الغرب) حيث اعتبروا الأوكرانيين عمالة رخيصة وأدركوا أنهم يتمتعون بجودة أعلى من مواطنيهم». عميد كلية كييف للاقتصاد تيموفي بريك، قال إن عدد سكان أوكرانيا انخفض أخيراً من 36 مليوناً إلى 25 مليون نسمة، فيما يشير المركز الأوكراني للبحوث الاقتصادية والسياسية إلى أن عدد السكان في سن العمل في البلاد انخفض بنسبة 40 % مقارنة بعام 2021 (17.4 مليون شخص).
ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، غادر ما يقرب من 10 ملايين شخص أوكرانيا منذ أن أطلقت روسيا «العملية العسكرية الخاصة» في شرق أوكرانيا يوم 24 فبراير 2022.
أعداد وبلدان
ووفقاً لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن اللاجئين الأوكرانيين توزعوا في دول عدة وخصوصاً روسيا وبولندا ورومانيا والمجر، ومولدوفا وسلوفاكيا وبيلاروسيا. بولندا وحدها استضافت منذ بداية العملية العسكرية الروسية 7 ملايين و75 ألف لاجئ أوكراني، لكن عاد الكثير منهم.
مع مطلع العام الجديد، رفضت كييف تمديد اتفاقية مع موسكو تقضي بتمرير الغاز الروسي إلى أوروبا، ما أثار غضب رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو الذي هدد بتدابير ضد اللاجئين الأوكرانيين في بلاده. وقال الخميس إنه سيناقش مع تحالفه إمكانية تقليص الدعم المقدم للأوكرانيين في سلوفاكيا. الأمم المتحدة أعلنت أخيراً، أن عدد اللاجئين الذين غادروا أراضي أوكرانيا في الفترة من 24 فبراير إلى 19 أبريل، قد بلغ أكثر من 5 ملايين شخص.
لكن المفارقة أن، مولدوفا، أفقر بلد في أوروبا تمكن من دمج 120 ألف لاجئ أوكراني، وهذا عدد كبير مقارنة بعدد سكان مولدوفا، وفقاً لتقرير نشر أمس في موقع شبكة «سويس إنفو» الإخبارية السويسرية.
منظمات وأدوار
وتؤدي بعض المنظمات الدولية هناك دوراً مهماً في دعم اللاجئين الأوكرانيين. وتقول أنا أنتيبوفا، الأخصائية النفسية الأوكرانية الناشطة مع بعض المجموعات النازحة بدورها من أوكرانيا: «يعد الدعم النفسي أهم من أي جانب آخر في الحياة اليومية».
وتعمل أنتيبوفا موظفة في منظمة كاسميد الخيرية غير الحكومية، وتشرف على مشروع يساهم فيه الصليب الأحمر السويسري. وقد استفادت «كاسميد» من أموال التبرعات التي حصلت عليها سلسلة السعادة، الذراع الإنسانية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العمومية، الشركة الأم لـ «سويس إنفو».
ونزح منها إلى مولدوفا حوالي مليون أوكراني، منذ بداية الحرب. كما تتذكر ناتاليا بوستولاتشي، مديرة «كاسميد»، الاتحاد الذي يضم العديد من المنظمات غير الحكومية، الناشطة في شمال مولدوفا، فتقول: «يعبر الآلاف الحدود المولدوفية، أثناء رحلة الفرار».
وتقدم كاسميد الدعم الطبي لكبار السن من الجنسين في مولدوفا، ليتوسع بعدها مجال عملها. وتقول بوستولاتشي موضحة: «لقد أدركنا ضرورة إظهار التضامن، وتقديم أقصى دعم ممكن للاجئين واللاجئات. وقد تمكنا من تقديم الدعم للآلاف بفضل مساعدة الجهات الدولية المانحة، مثل الصليب الأحمر السويسري».