أعمال أمينة الدمرداش
تأمل عميق عن الهوية والثقافة والإيقاع السماوي للحياة؛ استكشاف الروابط المعقدة بين الطبيعة وحالة الإنسان، تقدمه الفنانة أمينة الدمرداش، في معرضها الجديد “قرابة”، لتصوير مستوحى من تقاليد مشاهدة الزهور، وبعض قطع التطريز من نفس المنظور.
يتناول المعرض فكرة الصيرورة والتجديد؛ الاحتفال بكيفية تطور الفن والحياة معاً مع مرور الوقت، ومن خلال طبقات من ضربات الفرشاة الدقيقة والتطريز اليدوي، تسعي الأعمال لإطالة عمر الأزهار العابرة، مع الحفاظ على جوهرها وأصالتها، فيعكس كل عمل الرحلة من إنبات الفكرة إلى التنفيذ الكامل، مما يتردد صداه بهدوء بالنسبة للمشاهد.
معرض أمينة الدمرداش
تدعو الفنانة بهذه الإبداعات إلى التأمل، وتعرض كيف تنمو اللوحات، مثل الأزهار، لتتحول وتدوم – وهو احتفال بالجمال العميق في كل من الطبيعة والعملية الإبداعية، فهي ترى هذا بمثابة استمرار لرحلتها الخاصة، والتي لا تزال تستكشف نفسها خلالها وتكتشف طبقات جديدة من الارتباط والمعنى ضمن هذه العملية الإبداعية.
فتقول في حديثها لـ”أيقونة”، أن المعرض يرصد الطبيعة متأثرا برحلتها في قارة آسيا ومواسم ازدهار الأشجار والورود والأزهار هناك، في أعمال تتنوع بين الرسم بالزيت والتطريز اليدوي، فيقدم 3 أعمال للتطريز بين 11 عملا يقدمهم المعرض، جميعها بنفس المشاعر والفكرة.وتوضح أنها قدمت التطريز في معارض سابقة لكن كقطعة واحدة، لكن في هذا المعرض تقدم الأعمال الثلاثة، ومع زيادة شغفها بهذا النوع من الفن، تقول إنها قد تقدم المزيد من قطع التطريز في معارضها المقبلة.
المناظر الطبيعية
استغرق إعداد المعرض نحو 10 أشهر، استلهمته من المناظر الطبيعية المختلفة، وتجربة تقنيات ووسائط جديدة، فتوضح أن الألوان مستوحاة من لون فاكهة “الكاكي”، التي تعد من الفواكه الأساسية في الدول الآسيوية، مثل اليابان والصين وغيرهما، وكذلك من موسم أزهار الكرز للزينة في اليابان وغيرها من دول آسيا والتي تكون لمدة أسبوعين في الربيع من كل العام.
تعكس أعمالها شغفها بالطبيعة والأزهار وألوانها، فتوضح أنها في العادة ما تكون رسوماتها إما عن الطبيعة أو بعض الأشخاص لكن بدرجة أقل، مضيفة أنها في السابق كانت تقدم التشخيص بدرجة أكبر لكن الآن تمزج بين الأشخاص والطبيعة، مع ميلها للأعمال الطبيعية بدرجة أكبر.
ولدت أمينة الدمرداش، عام 1986 في القاهرة، وبدأت رحلتها الفنية بشغف للقصص البصرية وتقدير عميق للثقافات والتعبير، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة في 2008، حيث حصلت على درجة البكالوريوس مما وضع الأساس لمسيرتها الفنية، لكنها حرصت على توسيع آفاقها، تابعت لاحقًا برنامج ماجستير مكثف في فلورنسا بإيطاليا، أكملته عام 2018.
طوال مسيرتها المهنية، شاركت الدمرداش في العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر والخارج، حيث عُرضت أعمالها في صالات عرض ومؤسسات ثقافية مرموقة، واكتسبت شهرة متزايدة في المشهد الفني المحلي والدولي.
غالبًا ما يدمج فنها العناصر المجردة مع الزخارف التصويرية والطبيعة؛ مما يخلق قطعًا شخصية وعالمية، عززت من ممارستها الإبداعية من خلال مشاركتها في العديد من الإقامات الفنية في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهو ما أتاح لها الفرصة للتعاون مع مجتمعات فنية متنوعة.
وتواصل الدمرداش توسيع حدود فنها، مستفيدة من تجاربها المتعددة الثقافات والتزامها العميق باستكشاف الموضوعات التي تتردد صداها معها وتلهمها وربما تحولها.
يبدأ المعرض في جاليري مصر، يوم الأحد 22 ديسمبر الجاري، ويستمر العرض حتى 8 يناير 2025.