تشير التدوينات التاريخية بأن التقاليد والطقوس الملكية في العراق القديم الخاصة بعيد رأس السنة في بابل كانت تنص بتجريد الملك من صولجانه و خاتمه وتاجه وحربته وبشد أُذنيه من قِبل الكاهن الأكبر للبلاد ويركع أمام الإله بحضور عامة الشعب ويردد أمامهم
أنا لم أقترف إثمًا يا رب البلاد .. و لم أستهن بإلوهيتك
لم أدمر بابل ، و لم أكن ساعياً في التفرقة (بين أبنائها)
لم أصفع المظلومين على خدودهم
و لم أقف مع الباطل
لقد أوليت بابل عنايتي و ماهدمت لها سوراً
وهذا الاجراء هو لتذكير الملك بانه في خدمة الشعب وهو مؤكل من الآلهة لخدمة وراحة البلاد
أما الأهالي في أول أيام رأس السنة فيلبسون الملابس الجديدة التي تصنعها معامل النسيج من القطن والصوف والحرير والكتان وبعض أنواع الجلود بموديلات جديدة كل عام .
ويجتمعون على مائدة واحدة , ويأكلون ألذ الأطعمة , ومختلف المأكولات , ويشعلون البخور في كافة أنحاء المدينة , لتعم الرائحة الطيبة المكان , وتطرد الشياطين ويعم السلام.
ومن مراسيم الاحتفال بهذا اليوم السعيد وهو تقديم القرابين , وأكل الناس من تلك القرابين الذين سوف تشاركهم الإله بهذا العمل , ففي عيد رأس السنة
ومن الطقوس الأخرى التي تجرى في أول أيام رأس السنة هو زراعة الأشجار مثل (( النخيل , والزيتون , والياس , والسدر , والصفصاف))في الساحات والمزارع , وعلى جانبي الشوارع , وعلى الجميع أن يزرع فسيلة ويسقيها كل يوم , وهذا يعني إن زراعة الحياة تبدأ من هذا اليوم , حتى يبدأ الإنسان أول أيام السنة الجديدة وهو يخلق للحياة جيل من الوجود , ويبدأ إعطاءه منذ أول لحظة للسنة , حتى ينعكس كل هذا على فلسفته في الحياة بأنه إنسان عامل يعطي ويزرع , ويبني ويفكر ويحب .
حتى يكون الإنسان محط لبركات الإله ومخلوق تنضر له السماء بنضرة لطف , واحترام وتسديد.
————————————
المصادر :
- كتاب أسرار بابل / أ. بليافسكي
- كتاب عظمة بابل - هاري ساغز / صفحة 404