نبذة عن الشويكة
الشُّوَّيْكَة أو لِسْوَيْچَة كما تُنطق محليًّا حي من أحياء مدينة القطيف حاليًّا، وقرية مسورة من قرى القطيف سابقًا، نعم، كانت قريةً منفصلة لها خصوصيتها إذ كانت تغطيها النخيل من كل الجهات، ويُطلق محليًّا على مجموعة المزارع «أو النخيل كما تسمى محليًّا» التي تحيط بالقرية وتتبعها بمحافظة القطيف: السيحة.
سيحة الشويكة من السيح الضخمة سابقًا «انظر/ي الصورة أدناه»، إذ تبلغ مساحتها أكثر من مليوني متر مربع، هذه السيحة الضخمة كان لها رجالها الذين عملوا في أرضها الخصبة الطيبة في الزراعة والحصاد، إذ أن معظم أهالي الشويكة من المزارعين، ومنهم أيضًا الحاكة وغيرهم، وقد أحصى المؤرخ البريطاني جون قوردون لوريمر في مؤلفه دليل الخليج وعمان ووسط الجزيرة العربية، عدد منازل قرية الشويكة في الفترة ما بين 1903 م إلى 1908 م وقدرهم بمئتي منزل. [1]
كانت تسقي سيحة الشويكة عدة عيون، منها عيون نبَّاعة قبل ظهور النفط، ومنها عيون ارتوازية حفرها الناس بعد ظهور النفط، وكانت سيحة الشويكة قبل العيون الارتوازية تُسقى من عيون من خارج الشويكة، لعدم وجود عيون نبَّاعة بسيحة الشويكة، ويأتي الماء للسيحة عبر ساب أبو خمسة وهو معبر مائي يأتي ماؤه من عيون الرواسية والقصير والمربعة والقَصَّاري وأيضًا عين المربعة بالتوبي وعين حمام أبو لوزة وجميع العيون التي في صفها، وهذا قبل شق السدود أو المصارف الزراعية لتغير الأوضاع بعدها، فكان ماء الأعين البعيدة لا يصل للمناطق البعيدة كالسابق، إضافةً لعين الدبيبية «الدبابية» والتي يسقي ماؤها الزائد بعض بساتين الشويكة لقربها من الشويكة، أما الجزء الجنوبي من السيحة، فكان يُسقى من عين القشورية - المشتهرة بعذوبة مائها فكان الأعيان وميسورو الحال من أهل القلعة وغيرهم يؤجرون السقائين لإيصال الماء منها لبيوتهم - وعين أم عَمَار حيث يصل الماء الزائد من مزارع الجارودية والخويلدية لسيحة الشويكة وسيحة العياشي وذلك قبل شق السدود وقبل شق شارع الملك عبدالعزيز.
أما العيون الارتوازية، فهي كثيرة ومنها عيون سُميت ومنها عيون لم تسمى وهي: عين الديرة وكانت الديرة تحوي عينا ماء، أولها العين التي تقع مكان مصلى النساء حاليًّا والتي كانت تسقي جنوبي السيحة أي بساتين الشبيبي والبجيلي وغيرهما، وثانيها العين التي كان يُستخدم ماؤها لتغسيل الثياب والمواعين وللسباحة للنساء وهي تقع غربي بيت المحاسنة وبيت السيد مصطفى الشبركة، وعين الصَبَخَة التي كانت تسقي بساتين السيحة المحاذية للخويلدية، وعين ياسين كسابقتها كانت تسقي البساتين المحاذية للخويلدية، وعين الصَّبَّاغِي، وعين السيهاتي التي تقع قرب الإشارة المرورية القريبة من صالة الغانم للأفراح، وعين الجْوَيْز، وعين مكانها بالقرب من مسجد الإمام الجواد وهي تقع محل الشارع الآن، وعين لم أتمكن من الحصول على اسمها، كان عليها بناء شبيه بالقبة وهي تقع في مكان مكتب الهزيم حاليًّا، وعين الخميسية بسيحة العياشي وهي أول عين ارتوازية حُفرت بالقطيف عام 1356 هـ، وعين الراهب بسيحة العياشي، وغيرها الكثير.
قد حل محل معظم مزارع الشويكة البيوت والعمائر السكنية والتجارية، أو الأراض الخلاء «وكثير من المزارع التي تحولت لأراض خلاء كان موجودًا قبل 30 سنة»، وبعضها القليل بقت للوقت الحاضر، وهذه بعض أسماء البساتين التي اندثرت بسيحة الشويكة:
- بَابْ الجَوْز «كان ضخمًا يمتد من خزان الشويكة إلى الإشارة المرورية إلى القرب من حلة محيش»
- الشَّبِيْبِي
- البَجِيْلِي
- المَسْعُوْدِيَّة «أصبح فريق مسكونًا»
- العَمَارَة «كان يقع مكان فريق العمارة»
- الهَدَّارَا
- المَنْقُوْلَة
- الجْعَيِلِي
- لِسْدُوْچِي
- الرَّازْقِيَّة
أما سيحة العياشي التي تتبع سيحة الشويكة كانت مشهورةً بزراعة البطيخ، وهي أرض خصبة، كانت في وقت ما تعتبر أختًا للرامس، ومن العيون التي تقع بسيحة العياشي وهي أشهر العيون بها هي عين الخميسية.
تضم الشويكة ما بين أزقتها مساجد عدة، منها: مسجد الشيخ رضي المحروس والذي قدم لمياس أولًا من جزيرة تاروت ثم انتقل إلى الشويكة، وقد كان يُعرف المسجد بين أهل الشويكة بمسجد الديرة، وقد مر المسجد بعدة مراحل من التجديد منذ منتصف السبعينيات الميلادية وجرى تجديده في نهاية الثمانينيات من قبل جماعة من أهل الخير من الشويكة وبدعم الشيخ علي بن الشيخ منصور المرهون [2] ، ومن المساجد مسجد الشيخ أمان وقد كان يحوي من الجهة الشرقية بئر ماء، وقد رمم المسجد في نهاية الستينيات الميلادية وجُدد بشكل كامل في عام 1427 هـ، وقد كان المسجد في الخمسينيات والستينيات الميلادية يسمى بمسجد أبو النعوش لأن النعوش كانت تحفظ سابقًا في هذا المسجد [3] ، وهناك أيضًا مصلى النساء، وهو مصلى مخصص للنساء فقط تم ذكره آنفًا.
«تم رسم الخريطة بمساعدة الأخ العزيز فتحي آل عاشور أبو حسن من خلال جولات ميدانية معه، وقد تغيرت حدود السيحات بمحافظة القطيف بعد حفر السدود - المصارف الزراعية - إضافة إلى أن سيحة العياشي حاليًّا تنقسم إلى قسمين: العياشي الشمالي والعياشي الجنوبي»
الهوامش:
[1] دليل الخليج، القسم الجغرافي، الجزء الخامس، الكاتب: ج. ج لوريمر.
[2] ”مسجد الشيخ المحروس.. المعلم التاريخي الوحيد في حي الشويكة“، عبدالرسول الغريافي،
[3] مسجد الشيخ أمان، عبدالرسول الغريافي،