كان بالبصرة رجل : ميسر ، وكان بخيلا على نفسه وعلى عياله فدعاه بعض جيرانه فوضع بين يديه طباهجة(طعام من بيض وبصل ولحم) فأكل فأكثر ، وجعل يشرب الماء ، فانتفخ بطنه ونزل به الكرب والموت فجعل يتلوى، فلما أجهده الأمر، وخاف الموت على نفسه، بعث إلى جار له متطبب ، فدخل عليه فقال ما حالك؟ قال : أكلت طباهجة ببيض، وشربت ماءً كثيرًا، وقد نزل بي الموت
فقال المطبب : لا بأس عليك، قم فتقيأ ما أكلت وقد برئت . فقال : ها! أتقيأ طباهجة ببيض؟ أموت ولا أتقيأ طباهجة ببيضٍ أبداً.
وقال أحدهم :
ما يُبالي أعَيْنُهُ فارقَتْهُ
أم كسَرنا رغيفهُ فأكَلنا
قد نزَلنا بهِ نريدُ قِراهُ
فابتدا يمدَحُ الصيامَ فصُمنا
ولبعضهم :
رأى الصيفَ مكتوباً على بابِ دارِهِ
فصحَّفَهُ ضيفاً ، فقامَ إلى السيفِ
فقلتُ لهُ : خيراً رأيتَ فظنَّني
أقولُ لهُ : خُبزاً فماتَ منَ الخوفِ