جانب من مدرسة في طهران في صورة تعود إلى 11 أكتوبر 2022- المصدر: فرانس برس


عسكرة المناهج وتسخير المدارس في خدمة أهداف النظام الحاكم.. هذا هو واقع التعليم في إيران، وفق تقارير رابطة مكافحة التشهير.
تؤكد الرابطة التي تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية، أن إيران تستخدم نظامها التعليمي كوسيلة لفرض أيديولوجيتها السياسية والدينية، مستغلة المدارس والجامعات لتلقين الأطفال والشباب مفاهيم تعزز الولاء للنظام الحاكم.
وتهيمن الحكومة في إيران على المناهج التعليمية، التي يتم حشوها بروايات مغلوطة، تشوه "صورة الآخر" في نصوصها.
وتعتبر الفئة الشبابية في إيران، التي تشكل حوالي 60 في المئة من السكان، قوة حاسمة في المجتمع، ومع ذلك، "تشهد العلاقة بين هذه الفئة والنظام فجوة عميقة، مع ازدياد محاولات النظام فرض أيديولوجيته من خلال المناهج التعليمية"، حسب ما قال الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني والشرق الأوسط، إيليا الجزائري، في مقابلة مع برنامج "اليوم" على قناة الحرّة.





لكن الجزائري أكد أيضا أن الشباب "يملكون وسائل للتواصل مع العالم الخارجي، ولو أن هذه الوسائل مقيدة ومراقبة".
وأشار إلى أن الشباب الإيراني "ينقل التجارب والأفكار من جيل إلى آخر، مما يجعل مهمة النظام في قمع هذا الجيل الجديد شبه مستحيلة".
ويقول: "منذ التظاهرات التي أشعلها مقتل مهسا أميني (إثر اعتقالها على يد شرطة الأخلاق)، بدأ الأطفال والشباب بالاشتراك في الاحتجاجات والعصيان داخل المدارس".

"مفهوم العدو"

ويعمل النظام الإيراني على ترسيخ مفهوم "العدو" في العقول، من خلال خطابات المرشد الأعلى والمناهج الدراسية، حيث تصور كل خطر خارجي أو داخلي على أنه "مؤامرة لهدم المجتمع".
ويوضح الجزائري أن مفهوم "العدو" ينطوي على مكونات دينية وسياسية، تظهر بوضوح في مناهج التعليم.
ويواجه النظام الإيراني صعوبات في تقييد وسائل التواصل الاجتماعي، مع استمرار الشباب في الالتفاف على هذه القيود.
ورغم مليارات الدولارات التي استثمرها النظام في إنشاء شبكة إنترنت داخلية، لم تنجح في الحد من تواصل الشباب مع العالم.
وحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، تسعى إيران من خلال ذلك إلى "تنشئة جيل مطيع قادر على الدفاع عن مصالحها دون أية مساءلة".
كما "تطمح إلى تجديد وتوسيع نطاق الخطاب الديني المتشدد وتغليبه على الحقوق والتعددية الثقافية، وبالتالي تعزيز النفوذ الإيراني داخليا، وتوسيع نطاقه خارجيا، وترسيخ فكرة مفادها أن استقرار النظام يتطلب تضحية غير مشروطة من الأجيال الجديدة".
ورغم هذه القيود، يتمرد الشباب الإيراني على القمع والمناهج الإقصائية، رافعين شعارات التعدد والانفتاح على الآخر في حراكهم ضد النظام، من خلال الاحتجاجات وشبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت نافذتهم إلى العالم الخارجي.

مصدر الخبر :
https://www.alhurra.com/iran/2024/12...82%D9%85%D8%B9