«البنات هنَّ المؤنسات الغاليات»!
الحديث عن حسن معاملة البنات، والنساء عمومًا، ليس من باب الترف والمنة والتفضّل على البنات والنساء، إنما هو من باب التأكيد عليه والحرص على حصوله في كل زمان. أنا وأنتم لدينا بنات وزوجات انتقلنَ من مرحلة الجلوس وخدمة الأزواج في البيوت والحقول إلى ما هو أوسع فماذا نصنع؟
في هذه الكلمات الموجزة أذكر شواهد قليلة من شواهد لا تعد تؤكد حضور المرأة في الوجدان الإسلامي، وهذه الشواهد من قمة الهرم، النبي محمد صلى الله عليه وآله. عندما نطالع بعض هذه الأحاديث يذهلنا الكمّ العظيم من الرقة والاحترام للمرأة حتى يكاد الرجال يغبطون النساء على هذه الرعاية الفائقة.
الذكر والأنثى يمثلان السالب والموجب، فإذا انسجمَ القطبَان، السالب والموجب، استقرت نواة الذرة وإذا استقرت العلاقة الزوجية استقرت نواة البيت ثم المجتمع ثم ما هو أكبر من المجتمع. قبل أن أذكر بعضًا من الأحاديث الجميلة في حق المرأة أضع بين أيدي القراء الكرام السؤال التالي: ما حقّ هذه التوصيات والنياشين؟ من يُصدر له إشادات قيمة أليس عليها الابتهاج والحفاظ عليها؟
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات".
- "من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، فأوسعَ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له منعة وسترا من النار".
- "البنات هن المشفقات المجهزات المباركات".
- "نعم الولد البنات المخدرات، من كانت عنده واحدة جعلها الله سترًا له من النار".
- "إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة".
هو صلى الله عليه وآله امتداد ذريته من ابنته فاطمة الزهراء التي يكنّ لها الحب والتقدير والاحترام الوفير؛ يقوم لها إذا دخلت عليه، ويقبّلها ويجلسها في مجلسه كما تذكر كتب السير المعتمدة.
حمدًا لله وصلنا إلى زمن تحظى فيه المرأة بما يجب لها من حقوق ومحبة، هي الآن في كل منشط من مناشط الحياة، وعليها أن تمثل شخصية البنت والمرأة التي أوصى النبي محمد صلى الله عليه وآله باحترامها وتقديرها وإبداء المحبة لها. لم نستيقظ على هذه المحطة الزمنية التي نرى فيها النساء المبدعات في كل منشط ومجال في الحياة، إنما هذا هو شأن المرأة منذ بزغ فجر الإسلام وأعطى للمرأة مكانتها التي تستحقها.
هذا الارتقاء الذي أصبحت المرأة فيه عونًا للرجل من واجبه أن يعاملها المعاملة التي تليق بها وأن يكرمها، ومن العجيب في زماننا أن الطلاق أصبح مستسهلًا وكأنه أمر طبيعيّ جدًا! أمر يستحق الوقوف عنده والتفكر فيه بعناية!