نعيش في عصر التكنولوجيا، إذ تسيطر شبكات التواصل الاجتماعي على جزء كبير من حياتنا اليومية، وأصبحت هذه المنصات نافذة واسعة نرى من خلالها صورًا وأحداثًا تنقل تأثيراتها بشكل عميق على نفسيتنا وصورتنا الذاتية.
وبالرغم من أن هذه الشبكات تُعتبر وسيلة رائعة للتواصل وتبادل الأفكار، إلا أنها أحيانًا تتحول إلى مصدر للضغوط النفسية، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا صورة الجسم وتقدير الذات.
التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي
لا يخفى على أحد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مليئة بالصور المثالية التي تُظهر الأشخاص في أبهى صورهم، وهو ما قد يثير مشاعر النقص لدى الكثير من النساء.وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن هذه المنصات غالبًا ما ترتبط بقضايا صورة الجسم لدى النساء، حيث تنعكس الصور التي ينشرها الأصدقاء على مواقع التواصل على النساء بطريقة تزيد من انتقادهن لأنفسهن. فبدلاً من أن تكون هذه الصور مجرد لحظات عابرة في حياة الآخرين، تراها المرأة كمعيار مثالي يصعب تحقيقه، مما يعمق شعورها بعدم الكفاءة.
الجانب المشرق لشبكات التواصل الاجتماعي
رغم هذه التحديات، فإن مواقع التواصل الاجتماعي لا تقتصر على تعزيز الصورة السلبية للجسم فقط. بل يمكنها أن تكون منصة للتواصل الإيجابي، حيث تتبادل النساء الإلهام والدعم.ويمكن أن تتحول الصور والمشاركات إلى مصدر للتشجيع، سواء من خلال عرض إنجازات رياضية أو توثيق رحلات العناية بالصحة. فالمشاركة في تحديات اللياقة البدنية أو التمارين الرياضية، على سبيل المثال، قد تكون فرصة للأصدقاء لتشجيع بعضهم البعض. كما أن النساء اللاتي يخضن معارك صحية، مثل علاج السرطان، يمكن أن يجدن الدعم والمساندة من أصدقائهن عبر هذه الشبكات.
كيفية تحويل السلبية إلى إيجابية
بدلاً من الوقوع في دوامة السلبية التي تنتشر في بعض جوانب مواقع التواصل، يمكن للنساء تبني استراتيجيات فعالة للتعامل معها. على سبيل المثال، يمكن التخلص من المحتوى السلبي عن طريق إلغاء متابعة الأشخاص أو الحسابات التي تعزز المشاعر السلبية. كذلك، يمكن استبدال هذا المحتوى بصور تحفيزية، واقتباسات ملهمة، وروابط تقدم نصائح حول الصحة النفسية والبدنية. بهذه الطريقة، يمكن خلق بيئة أكثر إيجابية على هذه الشبكات.
ومن المهم أن نتذكر أن تحقيق الجسم المثالي ليس دائمًا كافيًا لتحسين تقدير الذات. فالاهتمام بالصحة البدنية يجب أن يتوازى مع جهود تعزيز الصحة النفسية.
كثيرًا ما تفترض النساء أن الحصول على القوام المثالي سيغير نظرتهن لأنفسهن بشكل جذري، إلا أن هذا ليس صحيحًا دائمًا. ففي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هذا التركيز المفرط على الكمال إلى استمرار شعور النساء بعدم الرضا عن أنفسهن، مما يؤثر سلبًا على دوافعهن لمتابعة نظامهن الصحي.
في النهاية، يبقى الدعم الاجتماعي عاملًا رئيسيًا في نجاح خطط اللياقة البدنية وتحسين الصورة الذاتية. بدلاً من العزلة أو الانسحاب من الأصدقاء بسبب المشاعر السلبية، يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل الإيجابي. عندما تحفز النساء بعضهن البعض وتدعمن إنجازاتهن، يمكن أن تتحول هذه المنصات إلى بيئة مشجعة ومساندة تساعد الجميع على تحقيق أهدافهم.