درر العراق

الطائر الحر · 7:27 pm

ألماسة عملاقة وأحمر شفاه قديم ولوحات جدارية رومانية مثيرة، شهد عام 2024 العديد من الاكتشافات المذهلة، حيث عثر عامل بناء على تمثال رخامي عارٍ مخفي منذ حوالي 1600 عام، ولاحظ مؤرخ فني لوحة مفقودة على موجز وسائل التواصل الاجتماعي الخاص به، وحفر حفار هاوٍ قطعة رومانية قديمة محيرة.
كما تصدر الخبراء عناوين الأخبار، حيث حددوا أقدم لوحات الكهوف المعروفة في أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى ما قد يكون أقدم أحمر شفاه موثق علميًا باللون الأحمر الجريء. وفيما يلي بعض أهم الاكتشافات التاريخية والأثرية الفنية لهذا العام.

1- لغز ذو 12 جانبًا
بدأ أحد أكثر ألغاز علم الآثار إثارة للاهتمام فصلاً جديدًا عندما عثر علماء آثار هواة في إنجلترا على مجسم روماني كبير ذي اثني عشر وجهًا – وهو واحد من 130 من الأجسام القديمة ذات الـ 12 وجهًا المعروفة في العالم، ولكن وظائفها ضاعت بمرور الوقت.ويبلغ قياسه 3 بوصات، وهو أحد أكبر الأمثلة حتى الآن، وفريد تمامًا، وفقًا لريتشارد باركر، سكرتير مجموعة نورتون ديزني للتاريخ والآثار، التي حددت موقع الجسم.

وقال باركر: “إنه كامل، وغير تالف، ومن الواضح أنه كان يعتبر ذا قيمة كبيرة من قبل من صنعه ومن قبل أولئك الذين استخدموه”.وفي غياب التصوير في الفن أو الأوصاف في الأدب، تظل المجسمات الرومانية ذات الاثني عشر وجهًا لغزًا، لكن باركر يعتقد أنها كانت قطعة دينية، حيث قال: “إنها قصة معقدة للغاية لنرويها، لقد بدأنا للتو في استخلاصها”.
2- شوبان يطرح فالسًا جديدًا
جاء الخريف بإصدار جديد من تأليف موسيقي غير متوقع، فريدريك شوبان، الملحن البولندي، الذي توفي قبل 175 عامًا عن عمر يناهز 39 عامًا، لديه مقطوعة فالس جديدة تُنسب إليه بفضل اكتشافها من قبل أمين مكتبة ومتحف مورجان في نيويورك؛ وهى أول عمل مجهول له يتم العثور عليه منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
وكان شوبان في العشرينيات من عمره عندما ألف مقطوعة الفالس القصيرة ولكن الكاملة على مخطوطة بحجم بطاقة بريدية، ربما كان المقصود في البداية أن تكون هدية، ولكن على عكس مقطوعات الفالس الموهوبة الأخرى التي ألفها شوبان، لم يوقع عليها، مما يشير إلى أنه ربما غير رأيه.
وقال روبنسون ماكليلان، أمين المتحف الذي اكتشف المقطوعة، في بيان بأكتوبر 2024، إن الاستماع إليها لأول مرة “سيكون لحظة مثيرة للجميع في عالم البيانو الكلاسيكي”.

3- غرف من رسومات الجرافيتي الساحرة
قبل عيد الهالوين بقليل، أعلنت مؤسسة التراث الإنجليزي الخيرية، التي تدير عددًا من المواقع التاريخية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، عن اكتشاف مخيف بشكل مناسب: تم اكتشاف مجموعة مذهلة من علامات الساحرات على جدران قصر تيودور في لينكولنشاير.
وتم اكتشاف المنحوتات، المعروفة رسميًا باسم علامات apotropaic، من قبل متطوع من التراث الإنجليزي ويُعتقد أنها تعود إلى مطلع القرن السابع عشر.
ومع وجود العديد من الرموز في جناح الخدم، فإنها تتضمن دوائر تهدف إلى اصطياد الشياطين بالإضافة إلى حرف V المتداخل، والذي ربما كان نداءً للسيدة العذراء مريم للحماية الإلهية، كما يظهر اسم المالك السابق للقصر أيضًا، ولكن بالمقلوب – كنوع من اللعنة المحتملة عليه.

4- لغز بيكاسو الذي دام عقودًا من الزمن
في عام 1962، عثر تاجر خردة إيطالي على لوحة قماشية ملفوفة في قبو فيلا في كابري، تصور امرأة مرسومة بشكل غير متماثل مرتدية ثوبًا أزرق.
ولم يفكر كثيرًا في التوقيع، بل قام بتأطيرها وأعطاها لزوجته، التي لم تعجبها، ومع ذلك، ظلت معلقة في منزل العائلة وفي مطعم كانا يمتلكانه لعقود من الزمان.
والآن، يعتقد الخبراء أنها لوحة أصلية لبيكاسو تبلغ قيمتها 6 ملايين يورو (6.6 مليون دولار) – وواحدة من العديد من صور المصور دورا مار، عشيقته – بعد جهد طويل من قبل نجل تاجر الخردة، أندريا لو روسو، للتحقق من صحة توقيع الفنان.
ولم تقم مؤسسة بيكاسو في باريس بعد بإثبات صحة العمل، وظلت اللوحة في قبو لعدة سنوات، ولكن وفقًا للو روسو، فقد نجت من صعوبات غير متوقعة منذ العثور عليها مع عمل آخر مجهول في قبو كابري.

5- مطبوعات المرآب تأخذ منعطفًا سرياليًا
عثر أحد تجار المزاد العلني في لندن على 10 لوحات حجرية موقعة لسلفادور دالي أثناء تقييم روتيني للتحف القديمة – بعد أن تم نسيانها لمدة 50 عامًا في مرآب المالك.
وروى كريس كيركهام، المدير المساعد لشركة هانسونز ريتشموند، الذي اكتشف الأعمال، أن المالك المجهول اشترى هذه اللوحات أثناء بيعها في معرض في السبعينيات.
وقال على موقع المزاد الإلكتروني: “لقد بدا الأمر غريبًا للغاية لا أحد يعرف أبدًا ما الذي قد تكتشفه في زيارة منزلية روتينية”.
وتجاوزت جميع القطع تقديراتها التي تراوحت بين 500 و700 جنيه إسترليني (636-891 دولارا أمريكيا) لكل منها عندما عرضت للبيع بالمزاد في سبتمبر 2024، حيث بلغ مجموع قيمتها 19750 جنيها إسترلينيا (25158 دولارا أمريكيا).

6- إله الرخام يخرج من المجاري
تم إخفاء تمثال رخامي للإله اليوناني هيرميس منذ حوالي 1600 عام في مجاري الصرف الصحي – ولم يتم العثور عليه إلا في الصيف الماضي.
وعثر علماء الآثار البلغاريون على هذا الاكتشاف في يوليو 2024، وفقًا لرويترز، أثناء حفريات في موقع مدينة هيراكليا سينتيكا القديمة في بلغاريا، بالقرب من حدودها مع اليونان.
ويبلغ ارتفاع التمثال المحفوظ جيدًا 6.8 قدمًا ومن المرجح أنه تم وضعه في نظام الصرف الصحي تحت التربة لحمايته بعد زلزال في عام 388 بعد الميلاد، وفقًا لعلماء الآثار الذين قادوا أعمال الحفر.

7- مشاهد حية من الحياة المصرية القديمة
كشفت مقبرة عمرها أكثر من 4300 عام عن نافذة على الحياة اليومية في تلك الحقبة عندما عثر علماء الآثار على سلسلة من اللوحات الملونة داخلها.
وتقع المقبرة المعروفة باسم المصطبة في مقبرة دهشور الهرمية التي يقوم المعهد الأثري الألماني بالقاهرة بالتنقيب فيها منذ عام 1976.
وتكشف النقوش على باب وهمي من الحجر الجيري يؤدي إلى المصطبة أنها كانت ملكًا لمسؤول يُدعى سنب نبف وزوجته إيدوت، وقد أرجع علماء الآثار تاريخها إلى حوالي 2300 قبل الميلاد.
ووصف ستيفان سيدلماير، الذي قاد البعثة، رسومات الأشخاص والحيوانات بأنها “ذات أشكال أنيقة وتنفيذ مثالي”، وقال لشبكة CNN في ذلك الوقت إن “الصور تقدم دليلاً صالحًا على الوسط الفني في منطقة العاصمة للمملكة القديمة المتقدمة”.

8- رأس امرأة من الرخام في موقف السيارات
أصيب عامل بناء بمفاجأة كبيرة عندما عثر بالصدفة على رأس امرأة من الرخام أثناء بناء موقف سيارات في عقار ريفي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في بيتربورو بإنجلترا.
واتضح أن الرأس عبارة عن منحوتة رومانية عمرها 1800 عام، ولكن هذه لم تكن المفاجأة الوحيدة – فقد تم العثور على جسد السيدة الغامض بدون رأس في مكان قريب عندما بدأ علماء الآثار العمل في الموقع بعد أسبوعين.
ويعتقد الآن أن مالك العقار في القرن الثامن عشر، براونلو سيسيل، إيرل إكستر التاسع، أعاد التمثال خلال جولة إيطالية في ستينيات القرن الثامن عشر – ولكن كيف انتهى به المطاف مدفونًا في التراب لا يزال لغزًا.

9- روتين الجمال القديم
أظهرت قارورة صغيرة عُثر عليها في جنوب شرق إيران أن لون أحمر الشفاه المفضل لديك من الماركات العالمية ربما لا يختلف كثيراً عن سابقه ـ قبل 4000 عام.
وأفاد باحثون في فبراير 2024 أن الوعاء الحجري الذي يحتوي على مزيج أحمر غامق من المعادن ـ في المقام الأول الهيماتيت، إلى جانب المنجنيت والبراونيت ومكونات شمعية نباتية ـ هو على الأرجح أقدم مثال لأحمر الشفاه يتم تحليله علمياً.
وأشار مؤلفو الدراسة في مجلة “ساينتفيك ريبورتس” إلى أن شدة المعادن الملونة باللون الأحمر والمواد الشمعية متوافقة بشكل مدهش مع وصفات أحمر الشفاه المعاصر.
وأضافوا أن شكل القارورة ومكوناتها يشير إلى استخدامها على الشفاه، لكن من الممكن أيضًا استخدامها بطرق أخرى، مثل مجموعة أحمر الشفاه وأحمر الخدود.

10- فن الكهوف الذي يصنع التاريخ
على بعد حوالي 700 ميل جنوب غرب بوينس آيرس، اكتشف علماء الآثار من الأرجنتين وتشيلي أقدم رسومات الكهوف المعروفة في أمريكا الجنوبية.
ويعود تاريخ هذه الرسومات إلى 8200 عام، وتأتي 895 عملاً فنياً من كهف هوينول 1، وهو ملجأ صخري ضخم تبلغ مساحته حوالي 6700 قدم مربع.
وقام العلماء بتأريخ أربعة أنماط من الفحم الأسود داخل النظام، والتي أظهرت أنها كانت تتكرر لفترة لا تقل عن 3000 عام، ويلقي فن الكهف الضوء على القدرة الفنية والتواصل بين الصيادين وجامعي الثمار خلال فترة الهولوسين الأوسط.
وقالت الدكتورة غوادالوبي روميرو فيلانوفا، التي ألفت البحث، إن أنظمة الكهوف الأخرى في المنطقة قد تحتوي على فنون أقدم، لكن لم يتم تحديد تاريخها بدقة، مثل كهف لاس مانوس في الأرجنتين، الذي يُعتقد أنه يضم لوحات يعود تاريخها إلى 9500 عام.

11- قصر شاطئي مهيب
في يناير 2024، تحول مشروع بناء ملعب في نابولي بإيطاليا إلى كارثة حقيقية عندما اكتشف الباحثون أنقاض منزل على الشاطئ يعود تاريخه إلى 2000 عام، وكان مالكه أسطوريًا.
ويعود تاريخ هذا المنزل الفخم الواقع على جرف صخري، والذي يتألف من 10 غرف واسعة وجدران مبلطة وشرفات مترامية الأطراف، إلى القرن الأول الميلادي، وقد غمرته مياه البحر جزئيًا بسبب النشاط البركاني المتكرر الذي أدى إلى غرق الأرض.
ويقول الخبراء إن المقيم في هذه القرية ربما كان الفيلسوف الشهير والقائد البحري، بليني الأكبر، الذي قاد أسطولاً مكوناً من 70 سفينة في الميناء الروماني القريب في ميسينوم.
وقالت سيمونا فورمولا، عالمة الآثار الرائدة في مجال تراث نابولي الفني، لشبكة CNN في ذلك الوقت: “من المرجح أن الفيلا المهيبة كانت تتمتع بإطلالة بزاوية 360 درجة على خليج نابولي لأغراض عسكرية استراتيجية.
وأضافت: “نعتقد أن حفر طبقات أعمق يمكن أن يكشف عن المزيد من الغرف وحتى اللوحات الجدارية – والتي قد تكون أيضًا اكتشافات ثمينة”.

12- ألماسة عملاقة
أعلنت شركة التعدين الكندية لوكارا دايموند كورب في أغسطس 2024 أنها اكتشفت ما اعتقدت أنه ثاني أكبر ماسة تم العثور عليها على الإطلاق، بوزن 2492 قيراطًا.
وتم العثور على الحجر في منجم كاروي في بوتسوانا، حيث تم العثور على حامل الرقم القياسي الثاني الحالي في عام 2015 – ليسيدي لا رونا، وهو حجر يبلغ وزنه 1109 قيراطًا وبيع مقابل 53 مليون دولار بعد عامين، وتأتي بعد أكبر ماسة معروفة في العالم وهى ماسة كولينان التي يبلغ وزنها 3106 قيراطًا، والتي تم العثور عليها في جنوب إفريقيا عام 1905.
واستخدمت شركة التعدين أداة ذات اسم مناسب لهذه المهمة: جهاز Mega Diamond Recovery (MDR) X-ray Transmission (XRT)، والذي تم تطويره للبحث عن الأحجار الكريمة الضخمة المخفية في العالم واستعادتها.

13- رصد تيودور مفقود
توصل باحث بريطاني في الفنون الجميلة إلى اكتشاف مذهل عندما صادف وجود لوحة مميزة للملك تيودور هنري الثامن في خلفية صورة نُشرت على موقع X، حيث أظهرت الصورة حفل استقبال في واريكشاير بإنجلترا، في المجمع السكني حيث يقع مقر مجلس مقاطعة واريكشاير.
وهناك، خلف الضيوف المبتسمين، اكتشف الباحث آدم بوسياكيويتز صورة ذات “قمة مقوسة مميزة”، بدا الأمر وكأنها من مجموعة من 22 صورة لملوك وملكات وشخصيات عامة مهمة تم تكليفها خلال الخمسينيات، وقد تم نشر العديد منها بعدد من المزادات الخاصة.
وفي بيان صحفي أرسله إلى شبكة CNN، قال بوسياكيويتز إن الجزء العلوي المقوس كان سمة خاصة لمجموعة شيلدون، في حين كان إطار اللوحة متطابقًا مع نماذج أخرى باقية، مؤكدًا أن غالبية الأعمال لا تزال غير مكتشفة حتى يومنا هذا.

14- تفاصيل وفاة أفلاطون
تم اكتشاف تقاليد أفلاطون الجديدة في مخطوطات البردي المتفحمة بفضل الذكاء الاصطناعي، وفقًا لباحثين إيطاليين كانوا يفحصون مجموعة من المخطوطات التي دُفنت تحت الرماد البركاني في بومبي.
والنص الذي تم فك شفرته حديثًا هو جزء من 1800 مخطوطة متفحمة تم اكتشافها في القرن الثامن عشر، والمعروفة باسم مخطوطات هيركولانيوم.
واستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع تقنيات التصوير المتخصصة الأخرى لقراءة المخطوطات، التي تم تدميرها جزئيًا.
ومن بين التفاصيل الجديدة، هناك مكان الراحة الأخير للفيلسوف اليوناني ـ حديقة سرية بالقرب من ضريح مقدس داخل أكاديمية أفلاطون في أثينا (التي دُمرت في عام 86 قبل الميلاد).
وهناك أيضاً بعض الأقاويل المتضاربة: فقد قيل إن أفلاطون كان يستمتع بالموسيقى التي عُزفت له على فراش موته، ولكن المخطوطات تقول غير ذلك، فقد وجد أن موسيقى الفلوت “لا تتمتع بإيقاع إيقاعي كاف”، كما قال خبراء خلال عرض تقديمي في نابولي في الربيع الماضي.