من أعمال جورج فاضل
لكل بناء حجر زاوية، وكذلك لكل شخص، وفي معرضه الجديد يقدم الفنان جورج فاضل نافذة لاكتشاف شجرة الحياة وتشعباتها وتشابكاتها وتعقيداتها، برموز وأفكار تدفعه للغوص والتأمل في أعماق النفس الإنسانية.
تمزج أعمال المعرض رموزا متعددة مستلهمة من الهندسة والتاريخ والقصص والأساطير وعلوم الطاقة، لبعث رسالة للمشاهد عن أسرار الحياة، في تجربة بصرية متنوعة في ألوانها وأشكالها وتقنياتها، واختار “فاضل” عنوان “حجر الزاوية” لمعرضه المقام في جاليري الزمالك.
حجر الزاوية لجورج فاضل
يوضح جورج فاضل أن حجر الزاوية هو الأساس لأي بناء؛ فإذا كان به أي خطأ فسيكون البناء كله خاطئا، وهكذا شجرة الحياة فهي متداخلة ومتشعبة ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض، مضيفا أن الأعمال عكست هذا المفهوم بأفكار تؤكد فكرة شجرة الحياة ورموزها، فكان التفاح والعنب في الأعمال رمزا للحياة.
ويجد المشاهد في الكثير من لوحات “فاضل” رسومات “التفاحة”، وهو ما يوضحه في حديثه لـ”أيقونة” بأنه أراد التعبير عن الحياة بمفهومها الكبير برمز صغير وهو التفاحة؛ مشيرا إلى أن أحد لوحاته في المعرض هي لوحة شكلها الخارجي يشبه أيقونة “العشاء الأخير”، وهي لوحة تحمل اسم “فانتازيا هيرمان هيسه” وهو كاتب ألماني عاش مرارة الحرب.
معرض حجر الزاوية لجورج فاضل
وتجمع فكرة اللوحة رموزًا مختلفة: لوحة العشاء الأخير والصبار محاطة بإكليل من الموتى، تجسيدا لفكرة الصراع والتداعيات الناجمة عن الحروب والصراعات، لتجمع بين القوة والضعف كما في الحياة، وكذلك الموت نتيجة تلك الصراعات الإنسانية على مستوى العالم، لذلك ضم تكوين اللوحة أيضا شكلا للكرة الأرضية.
وفي لوحته “أخبار كاذبة”، يجسد الفنان موقفا هزليا لشكل طبق استقبال بث فضائي ويقف فوقه غراب، كرمز للذكاء والحكمة، لتجسد صراعات المجتمع في ظل حالة من التضليل الإعلامي أحيانا الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير إلى لوحة حجر رشيد، مفتاح سر الحضارة المصرية الذي مكّن مصر والعالم من اكتشاف كنوز الحضارة، موضحا أنها عمل مهم بالنسبة له، وفيها استخدم الكتابات المصرية القديمة واللغات المميزة لها مثل الهيراطيقية التي تعد اللغة الأصلية القديمة وكذلك الهيروغليفية أو الديموطيقية، مشيرا إلى أن بعض الكلمات من تلك اللغات لا تزال تستخدم حتى اليوم ومنها “بس” للقطط، و”نونو” و”ترابيزة”.
ويفسر سر استخدامه الرموز الهندسية والتشريح والمجالات المغناطيسية بكثرة في أعماله، فيقول: “في أي لوحة من المهم الاستلهام من المجالات المغناطيسية، فالطاقة الناتجة عن الجسم والعين تجعل الشخص يخلق تواصلا بصريا مع المتلقي، وهو ما أريده”.