(﷽)
قصيدة : فقد الاحبة
للشاعر : علي عسيلي العاملي
: وفاة ام البنين (ع)
:ليلة 15 جمادى الأخره 1446
: العتبة العباسية المقدسة - كربلاء
في الرواية أن أم البنين فقدت بصرها من البكاء على سيد الشهداء عليه السلام :
فَقْدُ الأحبَّهْ .. واللهِ غُرْبَهْ
لمْ تبقَ عينْ .. بعدَ الحُسينْ
في غُرْبَتِيْ، في لَوْعَتيْ .. في وَحْدَتِيْ، في وَحْشَتِيْ
في رَوْعَتِيْ
في شَهْقَتِيْ، في زَفْرتيْ .. في نُدْبَتِيْ،في حَسْرَتِيْ
في دَمْعتِيْ
فيْ كِلْمَتِيْ، فيْ سَكْتَتيْ .. فيْ نَهْضَتِيْ، فِيْ قَعْدَتيْ
في رَقْدَتِيْ
"آهٍ حسينٌ" صرختي .. "آهٍ حسينٌ" نبضتي
للحُفْرةِ
العيشُ: نعْشُ .. النعشُ : عيشُ
ما بيْنَ بينْ .. بعدَ الحُسينْ
أدعو صباحي بالأسى .. أينَ الشُّموسُ الطالعَهْ؟
قد غُيِّبُوا
أدعو إذا حلَّ المسا .. أينَ البدورُ الساطِعهْ؟
كمْ أندُبُ
لا هبَّ بَعْدَهُمُ الهَوا .. والماءُ عينٌ دامِعَهْ
لا يعذُبُ
عُمْريْ "كليلةِ سابِعٍ" .. فيها السماءُ السابِعهْ
لي تنحبُ
في العينِ سهْمُ .. والماءُ وَهْمُ !
فالروحُ أينْ؟ .. بعدَ الحُسينْ
قالُوا : بمقتلِ واحدٍ .. الأمُّ لا لا تصبرُ
ترجو المماتْ
عجباً! وأنتِ بأربعٍ .. ثَكَلَتْكِ دنياً تَغْدُرُ
كيفَ الحياةْ؟
فأجبتُ عبدُاللهِ مَنْ؟.. عثمانُ مَنْ؟مَنْ جعفرُ؟
وأبو الفراتْ؟
هُمْ للحسينِ عبيدُهُ .. فهوَ الإمامُ الأخْيَرُ
وهوَ النجاةْ
تُلْقَى العمَائمْ .. عندَ ابنِ فاطمْ
فالنَّوْحُ دَيْن .. بعدَ الحُسينْ
بِدُعا "كُمَيْلٍ" لمْ أزلْ .. أرجو الحوائجَ تُقبَلُ
طولَ المساءْ
و"العهدُ" يتلو "نُدبةً" .. وكذا الدعاءُ "تَوسُّلُ"
عَمَّ البلاءْ
فهوَ الحبيبُ الأوَّلُ .. وهُو الجميلُ الأجملُ
ضَوءُ الضِّياءْ
إنْ خِلْتُه ليْ يُقْبِلُ .. فلَهُ الطريقَ أُقبِّلُ
حتَّى اللقاءْ
كلُّ الأماني .. بِضْعُ ثواني!!
كمْ طالَ بَيْنْ .. بعدَ الحُسينْ
“أَحَدٌ" إلى "أَحَدٍ" هنا .. آتي أروحُ وأرجِعُ
ما مِنْ مَلالْ
فأرى غُراباً ناعِقاً .. أو بومةً تسترجعُ
أُنشي المقالْ:
إنْ لمْ تُلبُّوا دعوتي .. يا أهلَ وِدِّي فارجعوا
رفقاً بحالْ
هذي العليلةِ فاطمٍ .. بفراقِكُمْ تتلوَّعُ
ماتَ الدلالْ
مَنْ لِلْعليلهْ؟ .. أينَ العقيلَهْ؟
ألدَّمْعُ عَيْنْ .. بعدَ الحُسينْ
إنْ نمتُ في طيْفيْ أرى .. للكونِ خدَّاً أحمَرا
يحكيْ المغيبْ
فالشَّمْسُ تعلُوْ في القَنَا .. والبدْرُ أَمسَى فِيْ الثَّرَى
جِسْماً تريبْ
هذا حُسَينٌ سيدِيْ .. هذا ابنُ أعْلامِ الوَرَى
هذا الحبيبْ
يبدو ذبيحاً مِنْ قفاً .. بالخيلِ رَضَّاً وُذِّرا
مُلْقىً سليبْ
إبنُ الرَّسولِ .. تحتَ الخيولِ
بيْ حَانَ حَيْنْ .. بعدَ الحُسينْ
ما لي دخلتُ لِدارِهِ .. فَسَمِعتُ أفْجَعَ نَكْبةِ
مِنْ كلِّ بابْ؟!
(يا أهلَ يثربَ لا مُقـ .. ـامَ لكمْ بها) والهفتي
جلَّ المُصابْ
مَهْدُ "الرضيعِ" هُنا بكى .. يَشْتاقُ كَفَّ "سُكينةِ"
صوتَ "الرَّبابْ"
وَهُنَا أرَى ناراً سَرَتْ .. بِعَباءَةٍ "لِرُقيَّةِ"
نَزَلتْ خرابْ
أحسَسْتُ زينبْ .. بالسَّوطِ تُضرَبْ!
فالموتُ زيْنْ .. بعدَ الحُسينْ
تمت بعناية صاحب الزمان (عجل الله فرجه) في مشهد الرضا (صلى الله عليه) يوم ١٣ جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ