لا ”ثانية كبيسة“ فى سنة 2024.. ما القصة؟

قررت الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية أنه لن يكون هناك ثانية كبيسة تضاف إلى التوقيت العالمي في نهاية ديسمبر 2024، وقد كانت آخر ثانية كبيسة في 31 ديسمبر 2016.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن الثوانٍ الكبيسة تضاف دائماً في اليوم الأخير من يونيو أو ديسمبر، لذلك فإن التاريخ المحتمل التالي للثانية الكبيسة هو 30 يونيو 2025.
وأوضح رئيس الجمعية م. ماجد أبو زاهرة لقد أضاف منظمو التوقيت العالمي ثوانٍ كبيسة 27 مرة منذ عام 1972 تم ذلك في 30 يونيو 2015 وفي 30 يونيو 2012، تمت إضافتها دائماً إلى الساعات العالمية قبل منتصف الليل عند 23 ساعة و 59 دقيقة و 59 ثانية بالتوقيت العالمي، إما في 30 يونيو أو 31 ديسمبر.
وأضاف أبو زاهرة لماذا نحتاج للثانية الكبيسة؟ أليس طول يومنا يحدده دوران الأرض حول نفسها؟ مثل القدماء الذين أصروا على أن كل حركة في السماء يجب أن تكون كاملة وموحدة وغير متغيرة، يفترض الكثير منا اليوم أن دوران الأرض - دورانها حول محورها - ثابت تماماً.
وتابع: لقد تعلمنا أن الشمس والقمر والنجوم والكواكب تسير عبر سمائنا لأن الأرض تدور حول محورها لذلك من السهل أن نفهم لماذا نفترض أن دوران الأرض حول محورها دقيق وثابت، ومع ذلك، فإن دوران الأرض لا يظل ثابتًا تمامًا.
وذكر أنه بدلاً من ذلك مقارنة بأدوات ضبط الوقت الحديثة مثل الساعات الذرية فإن الأرض هي ساعة اقل كفاءة فكما يعلم الجميع فإن دوران الأرض يتباطأ وطول يومنا يتزايد.
ولفت ”أبو زاهرة“ إلى أن دوران الأرض حول محورها يتباطأ قليلاً مع مرور الوقت فقد كان طول اليوم أقصر في الماضي، هذا بسبب تأثيرات جاذبية القمر على دوران الأرض. تُظهر الساعات الذرية أن اليوم الحديث أطول بنحو 1,7 مللي ثانية من القرن الماضي، مما يزيد ببطء معدل تعديل التوقيت.
ويظهر تحليل السجلات الفلكية التاريخية اتجاهاً متباطئاً فقد زاد طول اليوم بنحو 2,3 ميلي ثانية لكل قرن منذ القرن الثامن قبل الميلاد.
وبشكل عام دوران الأرض حول محورها يتباطأ، ولكن يمكن أن يتسارع أيضاً فقد سجل تسارع طفيف في دوران الأرض حول محورها في عام 2020.
وبيّن أن دوران الأرض يخضع لتأثيرات يصعب التنبؤ بها بل وهناك تغييرات أخرى قصيرة المدى وغير متوقعة تنتج من مجموعة متنوعة من الأحداث، تتراوح هذه التغييرات من تغييرات طفيفة في توزيع الكتلة في النواة الخارجية المنصهرة للأرض، إلى حركة كتل كبيرة من الجليد بالقرب من القطبين، إلى تغيرات الكثافة والزخم الزاوي في الغلاف الجوي للأرض.
واستطرد أنه على سبيل المثال زلزال فوكوشيما المدمر الذي ضرب شمال شرق اليابان في عام 2011 وبلغت قوته 9,0 درجة، وهو أكبر زلزال تم تسجيله في اليابان على الإطلاق وكان رابع أكبر زلزال في العالم منذ عام 1900، كان من ضمن ما تسبب به هو إزاحة أجزاء من قشرة الأرض مما أدى إلى تسريع دوران الأرض حول محورها، مما أدى إلى تقصير اليوم بمقدار 1,6 مليون من الثانية.

وأشار إلى أن ظاهرتي المد والجزر في المحيطات تؤثران على دوران الأرض فعندما يدور كوكبنا حول محورها، فإنه يمر عبر انتفاخات مائية كبيرة ”يرتفع معظمها عن طريق تفاعل الجاذبية بين الأرض والقمر“، مما يؤدي إلى إبطاء ذلك الدوران مثل فرامل عجلات المركبات.
وهذا التأثير صغير بل صغير جداً. وفقًا للحسابات المستندة إلى توقيت الأحداث الفلكية القديمة ”الكسوفات والخسوفات“، فقد يتباطأ دوران الأرض حول محورها بنحو 0,0015 إلى 0,002 ثانية يوميًا في كل قرن.
بمعنى آخر أصبحت الأيام أطول بنحو 0,002 ثانية في اليوم، لكن المعدل الذي تحدث به هذه الزيادة ينمو أيضًا ببطء بمرور الوقت، يبلغ هذا المعدل حاليًا حوالي 0,002 ثانية، ولكن لكل 100 عام.
لذا فإن الأرض تتباطأ ببطء شديد، ما يحدث مع ذلك، هو أن الفرق اليومي البالغ 0,002 ثانية بين التعريف الأصلي لليوم ”86,400 ثانية“ يتراكم تدريجيا.
فبعد يوم واحد تكون 0,002 ثانية، وبعد يومين تكون 0,004 ثانية، وبعد ثلاثة أيام يكون 0,006 ثانية وهكذا، وفي غضون عام ونصف تقريبًا، يرتفع الفارق إلى حوالي ثانية واحدة، هذا الاختلاف هو الذي أدى إلى إضافة ثانية كبيسة.
والخلاصة لن يكون هناك ثانية كبيسة في 31 ديسمبر 2025 وبشكل عام يتباطأ دوران الأرض حول محورها ولكن في عام 2020 سجل تسارع طفي وسوف يدرس منظمو التوقيت العالمي اقتراح للتخلي عن الثانية الكبيسة في المستقبل.