من أعمال معتز الإمام
بمهارة ولغة رمزية، استطاع الفنان معتز الإمام في معرضه الجديد “بصائر” أن ينتقل بالمتلقي من عالم حقائق الحياة وخبرة معايشة إلى عالم المعنى والشعور، وكأنه يتواصل مع الجمهور ووعيه بطريقة لا شعورية، وينتقل به إلى حالة من الهدوء اللحظي لتأمل العمل وعمقه بقدر بساطته.
من أعمال معتز الإمام
تعكس أعمال معتز الإمام البيئة التي نشأ فيها وتأثر بها بوضوح شديد، حيث ولد ونشأ في السودان ويعيش بينه وبين مصر، ودائما ما تجسد لوحاته المساحات الخضراء على ضفاف نهر النيل ومناظره الطبيعية وبين الأشخاص في حالة بين التجريد والتصريح، فهو يرسم مناظره الطبيعية بدقة وبراعة ملحوظة مستخدمًا ضربات الفرشاة الطويلة التي تميزه بألوانها الواثقة المستوحاة من الطبيعة بكل تفاصيلها وجمالها.
معرض معتز الإمام
يقدم معتز الإمام معرضه “بصائر” بعد عامين على آخر معرض له في ديسمبر 2022 بعنوان “عميقا في الجذور”، فيقول إن معرضه الجديد جاء بعد عامين من البحث والعمل المستمر في المرسم، ويقدم فكرة تقوم على ارتباط وثيق بين المرئيات بالبصر وماهية البصيرة.ويوضح في حديثه لـ”أيقونة” أن البصيرة هي رؤية القلب والروح والعين معا، وهو ما ينعكس في المجتمعات العامة التي عندما تريد أن تشكر إنسانا تصفه بأنه شخص “صاحب بصيرة”، وهو ما ورد أيضا في القرآن الكريم بقول الله تعالى “هذا بصائر للناس”.
ويرى أن البصيرة أو الرؤية الشاملة للشيء عادة ما تكون بها رؤية واستشراف للمستقبل، مضيفا: “في المعرض حاولت الربط بين الرؤية البصرية وبين البصيرة، في عمل فني مرضٍ، بتوجيه كل التركيز لهذا العمل، وبدأت الفكرة قبل عامين، وشهدت تلك الفترة الكثير من التداخلات والموضوعات الشائكة والظروف الغامضة والحياة، لكن تبقى حياة الفنان في المرسم فظهرت هذه الأعمال مع معايشة لكل الظروف السياسية والاقتصادية والشخصية والنفسية في المحيط الصغير أو في المجتمع والعالم أجمع”.
ويؤكد أن “بصائر” كانت خلاصته المعالجة التشكيلية الخالصة، ومحاولة لتوحيد الروح والعقل والعين الفيزيائية لرؤية أفضل وأوضح”. يتشابه المعرض الحالي لمعتز الإمام مع معرضه السابق في عنصر التركيز على الطبيعة وتصوير الزهور والأشجار والمساحات الخضراء، فرغم تشابه التكوين والموضوع تختلف المعالجة أو الأسلوب وهو ما يظهره المتلقي بنفسه، ويقرأ وجهة نظر الفنان.
ويشير إلى أن هناك اختلافا في العائلة اللونية والمساحات بين المعرضين، فالمعرض السابق كان قريبا من أجواء الغابات الاستوائية ونباتاتها، أما “بصائر” فيشهد به عناصر مختلفة وأقرب للغابات الأوروبية والحدائق، مضيفا أن الألوان تعد هي المزاج العام للفنان، وتمثل روحه وطريقته ونظرته للحياة وما يشعر به.
درجات اللون الأخضر
تسيطر درجات اللون الأخضر على أعمال معتز الإمام، وهو لون يفضله الفنان بدرجاته وتنويعاته وكان حاضرا بقوة في الأعمال، فيوضح أن مزج الألوان ووضعها على التكوين يتم من الداخل، وفي هذا المعرض تشعب من الأخضر ألوان فرعية عديدة وهو ما كان يسعد به بشكل كبير.
شارك الفنان معتز الإمام في العديد من المعارض الجماعية والفردية على المستوى الإقليمي والدولي، منها بينالي بيكين الخامس عام 2012، ومعرض “مدرسة الخرطوم: حركة الفن المعاصر في السودان ” في مؤسسة الشارقة للفنون 2016، وبينالي دي ساريا في إسبانيا 2017، وأقام العديد من المعارض الفردية الخاصة، كما له العديد من المقتنيات سواء في المتاحف العامة أو لدى أفراد ومؤسسات مختلفة.
من أعمال سعد حاجو
يقدم المعرض نحو 40 عملا للفنان ويستمر في جاليرى “أوبونتو” من 11 ديسمبر إلى 4 يناير المقبل، ويتزامن معه معرض آخر للفنان سعد حاجو بعنوان “خارج الصندوق”، وهو رسام كاريكاتير ورسوم متحركة حر، تهدف أعماله إلى تقديم وجهات نظر جديدة وسرديات فلسفية.
ولد سعد حاجو في دمشق عام 1968 ويعيش في السويد منذ 2005، وعمل لأكثر من عقدين في مجال الرسوم الكاريكاتورية المطبوعة، نُشرت بشكل أساسي باللغة العربية في الصحف الدولية، وشارك في العديد من المعارض، وكان معرضه الأخير بعنوان “SOLD – Between Solidarity and Soldiers” وتناول الحرب في أوكرانيا.